القسم الدولي لموقع "تابناك": استشهد مؤخرا يحيى السنوار بيد الجيش الإسرائيلي الغاصب وقالت حركة حماس في بيان تنعى فيه السنوار إنه "ارتقى بطلا شهيدا، مقبلا غير مُدبر، مُمْتَشقا سلاحه، مشتبكا ومواجها لجيش الاحتلال في مقدمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامدا مرابطا ثابتا على أرض غزة العزة، مدافعا عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهما في إذكاء روح الصمود والصبر والرباط والمقاومة". وفي هذا الصدد أجرينا مقابلة خاصة مع القيادي في حركة حماس، علي بركة. فيما يلي نص المقابلة:
كما تعرفون فإن الشهید السنوار كان قائد الجناح العسكري وأصبح قائد الجناح السياسي وأوجد تنسيقا جيدا بين الفرعين السياسي والعسكري، فهل تستمر هذا المسار بتعيين زعيم جديد؟
إن استشهاد القائد الكبير الأخ أبوإبراهيم السنوار هو صحيح خسارة كبيرة للقضية الفلسطينية وللأمة العربية والإسلامية. لكن هذه الشهادة كما حصلت تؤكد أن القائد أبوإبراهيم قائد شجاع ومقدام وهو كان يعمل في وسط المقاتلين ووسط المقاومين، ولم يكن مختبئا بين المدنيين ولم يكن مختبئا في باطن الأرض. إنما الأخ أبوإبراهيم استشهد وهو يقاتل وهو مشتبك مع العدو الصهيوني وكان يتنقل من موقع إلى موقع يرفع من معنويات المقاتلين ويشاركهم الجهاد والقتال والتصدي للقوات الغزو الصهيوني. إن غياب الأخ أبوإبراهيم لن يضعف حركة حماس ولن يضعف المقاومة الفلسطينية، بل إن استشهاد القادة يزيد من صلابة وإصرار المجاهدين على مواصلة الطريق ومواصلة الجهاد حتى تحرير أرضنا ومقدساتنا وإزالة هذا الكيان الغاصب عن كامل أرض الفلسطين المحتلة. وإن حركة حماس هي حركة ولّادة، هي حركة كبيرة ومؤسساتية. وإن الجناح العسكري والجناح السياسي يعملان معاً تحت قيادة المكتب السياسي، ولايوجد أي خلاف بين الجناحين، سواء كان رئيس حركة أبوإبراهيم أو قبله أبو العبد أبو هنية، أو أي قائد يقود حركة حماس. فحركة حماس حركة مؤسسات وليست حركة فردية.
يعتقد البعض أنه باستشهاد السنوار قد تظهر هذه الحركة مرونة أكبر لوقف إطلاق النار، ما هو تقييمك؟
أما بخصوص مسألة وقف إطلاق النار فهناك إجماع داخل حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في المنطقة، على أن شروط وقف إطلاق النار واضحة. أولا لابد من وقف العدوان بشكل دائم عن قطاع غزة وكذلك انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من كامل القطاع ثم إبرام صفقة تبادل للأسرى بين المقاومة والكيان الصهيوني. هذه المطالب الثلاثة هي الحد الأدنى الذي تقبل به فصائل المقاومة الفلسطينية هذا وماقبل به القائد الكبير الشهيد يحيى السنوار أبوإبراهيم. لذلك فإن قيادة حركة حماس بعد أبوإبراهيم كما في حد أبوإبراهيم كما في حد أبو العبد أبو هنية هي تتمسك بنفس المطالب الفلسطينية، والمرونة التي تقدمها هي تقدمها من أجل حماية الشعب الفلسطيني من أجل إنقاذ شعبنا المحاصر في غزة، والذي يتعرض لحرب إبادة وحرب تجويع تقودها حكومة الإرهاب نتنياهو مدعومة من الإدارة الأمريكية المجرمة.
كيف ترى مستقبل حماس في ظل القيادة الجديدة؟ كيف ستلعب حماس دورا في مستقبل غزة بعد الحرب وما نوع الحكومة التي ستقبل بها في القطاع؟
حركة المقاومة الإسلامية حماس هي حركة تحرر وطني، وهي وجدت لمقاتلة الاحتلال الصهيوني. والمقاومة في فلسطين مهمّتها مواجهة الاحتلال وتحرير الأرض وحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه وحماية المقدسات الإسلامية والمسیحیة والدفاع عنها. فهذه المهمّة ستستمر بعد استشهاد القائد أبوإبراهيم السنوار، وحركة حماس ستبقى في فلسطين وستبقى في قطاع غزة وستلعب دورا رئيسيا في تحرير الفلسطين وفي معركة التحرير القادمة التي بدأت في السابع من اوكتوبر من العام العام الماضي بعملية طوفان الأقصى وحركة حماس أعلنت في بكين في الحوار الوطني - الفلسطيني ووقعت في 23 تموز / يوليو الماضي اتفاق مع الفصائل الفلسطينية يتضمن تشكيل حكومة توافق وطني الفلسطيني لإدارة الأوضاع الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وكذلك حركة حماس تعمل من أجل رفع الحصار عن شعبنا الفلسطيني ومن أجل حماية المقدسات ومن أجل تحرير الأسرى. حركة حماس معنية بتحقيق أهداف الشعب الفسطيني وبتحرير الأرض والاستقلال.
ما هي الخيارات الممكنة لقيادة حماس؟
حركة حماس حركة مؤسسات، فيها شورى عام، هوالذي ينتخب القيادة وكما جرى بعد استشهاد الأخ أبو العبد أبو هنية، وانتخاب رئيس جديد للحركة قد يُعلن وقد لا يُعلن، حسب الأوضاع والظروف الأمنية، لكن لا خوف على حركة حماس. حركة حماس فيها مؤسسات مختلفة وتدير أعمالها وفق نظامها الداخلي.