القسم الدولي لموقع "تابناك": ليس أمام دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، إلا خياران تجاه الوضع الحالي للحرب في غزة ألا وهما القضاء على فلسطين أو إنهاء الحرب.
الفترة الكارثية للفلسطينيين
ويعتقد المطلعون على سياسات ترامب أن فترة ولايته الثانية كرئيس ستكون كارثية على الفلسطينيين؛ لأن ترامب كان أول من قام بالتحرك الجدي لتدمير القضية الفلسطينية وألحق أكبر الضرر بالنضال الفلسطيني، خاصة من خلال دعم اتفاقيات تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. وكانت هذه الاتفاقيات في الواقع ملموسة على قبر القضية الفلسطينية وبناء طريق سريع للتجارة والتعاقدات مع دول المنطقة العربية. تزامنت الولاية الأولى لرئاسة دونالد ترامب مع حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل. وفي عهد ترامب وصهره كوشنر، بدأت واشنطن خطة لتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، ونتيجة لذلك أعلن ترامب في ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة أنه سيعترف القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس خطوة كبيرة نحو تدمير القضية الفلسطينية.
كما أغلق ترامب مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وسمح لتل أبيب بضم مرتفعات الجولان إلى أراضيها المحتلة. لقد انسحب من الاتفاق النووي مع إيران واغتال الجنرال قاسم سليماني، وهو شخصية عسكرية بارزة في المنطقة. ولذلك يمكن القول بكل تأكيد أن ترامب ألحق الضرر الأكبر بالقضية الفلسطينية. في 6 أكتوبر 2023، أي قبل يوم واحد من عملية طوفان الأقصى، كانت القضية الفلسطينية تتعرض للتدمير، وبدا أن نضال الفلسطينيين من أجل الحصول على الحق في الحرية وتقرير المصير لم يكن مثمرا بسبب تقاعس الدول العربية. كما تم الانتهاء من كافة الاستعدادات لتوقيع اتفاق التطبيع بين السعودية وتل أبيب.
السياسات المجنونة الداعمة للصهاينة
ولهذا السبب، يعتقد كثيرون أن الولاية الثانية لرئاسة ترامب في أمريكا ستكون أسوأ بكثير بالنسبة للفلسطينيين من الولاية الأولى؛ لأنه على عكس الولاية الأولى، من المتوقع أن يسيطر الحزب الجمهوري على مجلسي الكونغرس الأميركي، وبالتالي لن يكون هناك شخص عاقل في الكونغرس لكبح جماح سياسات ترامب المجنونة. ديفيد فريدمان، المنظر والمؤلف الأمريكي البارز، في كتاب بعنوان "دولة يهودية؛ الأمل الأخير والأفضل لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، يرى أن على الولايات المتحدة واجبًا مقدسًا يتمثل في دعم ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، وأن الفلسطينيين يمكن أن يكونوا أحرارًا طالما أن قوانينهم لا تحترم ذلك. تتعارض مع القوانين الإسرائيلية. لكن السؤال هو ما إذا كان ترامب سيسعى في ولايته الثانية كرئيس إلى إجراء المزيد من التغييرات الإقليمية، مثل ضم المنطقة (ج) في الضفة الغربية إلى الأراضي التي تحتلها إسرائيل، والتقسيم الدائم لقطاع غزة، والبناء. المستوطنات في شمال قطاع غزة، وتطهير المنطقة الحدودية في جنوب لبنان.
الحقيقة هي أن كل هذه الأشياء يمكن أن تحدث ويجب علينا بالتأكيد انتظار حدوثها. لكن توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية في عهد ترامب سيقضي على أي فرصة أمام إسرائيل للفوز كطرف محتل يطبق سياسة الفصل العنصري ويسعى لاحتلال كافة الأراضي الفلسطينية من النهر إلى البحر.
كيف سيدمر ترامب الحلم الصهيوني؟
قبل أن نبدأ الحديث عن تداعيات فوز ترامب على الوضع الفلسطيني، لا بد من الإشارة إلى نقطتين. النقطة الأولى هي أنه إذا أراد ترامب السماح لبنيامين نتنياهو بتحقيق كل أهدافه في الحرب تحت عنوان «النصر الشامل»، فإن الحلم الصهيوني بتشكيل حكومة يهودية ليبرالية وديمقراطية سيتحطم إلى الأبد. كانت النسخة الليبرالية للدولة اليهودية هي الأداة الرئيسية لتطوير إسرائيل، ولكن مع تدمير هذه النسخة، تم تدمير الورقة الليبرالية للمشروع الصهيوني، وأصبح الإرهابيون مثل إيتمار بن جاور رمزًا لها، الذين يريدون هدم الدولة اليهودية. المسجد الأقصى على الأرض.
لكن النقطة الثانية هي أن الجيل الجديد من الفلسطينيين توصل بعد اتفاق أوسلو إلى أن كل الحلول السياسية والمدنية لإنهاء الاحتلال في فلسطين قد أغلقت، وأنه لم يعد هناك أي معنى للاعتراف بإسرائيل وأن التفاوض. والتسوية في العمل ليست كذلك وبعد سلسلة الاتفاقات العقيمة التي عقدها الفلسطينيون مع إسرائيل، توصل الشعب الفلسطيني إلى نتيجة مفادها أن الحوار مع إسرائيل أصبح سيناريو لا معنى له ومتكررا ولا فائدة منه.
الشعب الفلسطيني هو الذي يحدد مصير الحرب
بعد عملية حماس في 7 أكتوبر 2023، أصبح من المستحيل تجاهل القضية الفلسطينية، واتجهت كل أنظار العالم نحو القضايا الإنسانية في فلسطين؛ مشكلة لم يتمكن جو بايدن من فهمها وكصهيوني سمح لنتنياهو بإذلاله، ليتجاوز نتنياهو كل الخطوط الحمراء التي رسمها بايدن وتجاهلها. وطلب بايدن من نتنياهو عدم دخول رفح والسماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لكنه لم يعر هذه المطالب أي اهتمام.
كما تجاهل نتنياهو طلب بايدن عدم توسيع الحرب في لبنان، وبهذه الطريقة تم الاعتراف ببايدن كزعيم أميركي ضعيف سمح بإبادة عدد كبير من المدنيين. وأدى هذا الوضع ودعم أميركا لجرائم إسرائيل إلى زيادة المؤيدين لخيار المقاومة المسلحة بين الفلسطينيين، ورفض الشعب الفلسطيني الاستسلام رغم الثمن الباهظ الذي دفعه من أرواحه وممتلكاته. رداً على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، رحب إيتمار بنغير، وزير الأمن الداخلي الفاشي في حكومة نتنياهو، بذلك، وقال إن الآن هو الوقت المناسب للحكم الكامل والانتصار. وأيضاً نتنياهو من الفرصة القديمة