۶۲۸مشاهدات
تقرير خاص لموقع "تابناك"؛

هجوم التكفيريين الصهاينة على سوريا/ ماذا يجري في حلب؟

بعد ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني، بدأ الإرهابيون المتمركزون في سوريا، وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، تحت اسم تحالف “الفتح المبين”، بالتقدم من سوريا.
رمز الخبر: ۷۰۶۵۳
تأريخ النشر: 30 November 2024

القسم الدولي لموقع "تابناك": بعد ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني، بدأ الإرهابيون المتمركزون في سوريا، وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، تحت اسم تحالف “الفتح المبين”، بالتقدم من سوريا. 

ادلب الى محافظة حلب. ويرجع التقدم السريع لهذه المجموعة نحو الشمال والشمال الغربي من حلب إلى حقيقة أنه بسبب الحرب الحالية في لبنان، فقد تلاشى جزء من التركيز العملياتي لقوات حزب الله في الجزء الجنوبي من إدلب. إضافة إلى ذلك، وبسبب الحرب في أوكرانيا، اضطر الجيش الروسي إلى إخلاء العديد من منشآته العسكرية من قاعدة حميميم الواقعة جنوب شرق اللاذقية، أو الانسحاب من بعض المناطق العسكرية قرب إدلب – حلب؛ حادثة لم تغب عن أعين الغرب.

كما أن سلسلة التطورات الراهنة على الجبهة اللبنانية دفعت إسرائيل إلى إعطاء الضوء الأخضر لتركيا والمعارضة السورية لشن هجوم على إدلب بهدف تكثيف الضغط على دمشق للانسحاب من محور المقاومة وقطع شريان نقل السلاح. الى حزب الله. وفي خضم هذه الحملة، فإن السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الجماعات الإرهابية والمعارضة السورية تنوي استغلال الوضع في المنطقة وإشعال نار الحرب الأهلية مرة أخرى، أم أن القوى الأجنبية تريد فقط استخدام الورقة. المعارضة السورية تكتسب امتياز استخدام دمشق؟

ماذا يحدث في حلب؟

وتعتبر "حلب" بالنسبة للرأي العام رمزا للانتصار النهائي للجيش السوري على المعارضة المسلحة خلال الحرب الأهلية. بالإضافة إلى استضافة المجمعات الصناعية، يتمتع هذا المركز الاقتصادي الذي يبلغ عدد سكانه 2 مليون نسمة بموقع اتصال استراتيجي لربط الشرق العربي بالبحر الأبيض المتوسط. هجوم المعارضين المسلحين على طريق T-5 يظهر تخطيط أنقرة لقطع الاتصال بين حلب ودمشق. 

ويدعي المعارضون المسلحون حالياً أنهم يحتلون 20 حياً في حلب ومناطق مثل النبل والزهراء، ويحتلون أماكن مثل مكتب المحافظ والحاجز المركزي ومطار أبو الظهور العسكري. وأعلنت شبكة المدن أن المساحة التي يحتلها الإرهابيون تبلغ 60% من جغرافية محافظة حلب.

في غضون ذلك، شن الجيش السوري، بدعم من الطيران الحربي، هجمات مضادة واسعة النطاق على العدو التكفيري، ما أدى إلى استعادة بعض المناطق المحتلة. وبحسب الأخبار التي نشرها الجيش السوري، فقد قُتل أكثر من 500 إرهابي وتم أسر العشرات منهم.

ورغم أن إرهابيي تحرير الشام يواصلون التقدم نحو الأجزاء الوسطى من محافظة حلب، إلا أنه يبدو أن هذه العملية تباطأت ولا يمكنهم الاستمرار في التقدم كما حدث في اليومين الماضيين. ومن المتوقع بالطبع أن يستمر تقدم الإرهابيين حتى دخول قوات الدعم والأسلحة التي يحتاجها التكفيريون إلى هذه المنطقة، لكن النقطة الأساسية هي ما إذا كان المعارضون المسلحون قادرين على الحفاظ على المناطق المحتلة دون دعم استخباراتي عسكري إسرائيلي. أم لا؟ 

وبعد هزيمة المعارضة المسلحة في عام 2018، تم تهميش الجماعات المسلحة تدريجياً وتم نفيها إلى مناطق مثل إدلب. اليوم، قررت مجموعة واسعة من المعارضين المسلحين استغلال الصراع بين إسرائيل والكيان الصهيوني وتحويل اللعبة الخاسرة في سوريا إلى انتصار!

اصطفاف بعض الجهات الإقليمية مع الكيان الصهيوني

وتتصدر تركيا، باعتبارها أكبر داعم مالي وسلاح للمعارضة السورية، اتهامات أحداث حلب. أنشأ أنكار غرفة عمليات لإدارة المعركة بشكل كامل. لقد تركت تركيا حدودها مفتوحة عملياً لتجهيز وحتى إضافة عناصر أوزبكية وتركستانية إلى ساحة المعركة، وهيأت الأرضية لاندلاع الحرب في سوريا. ورغم أن المعارضين المسلحين والإرهابيين المتحالفين معهم أعلنوا أن الهدف الأولي لهذه الحرب هو الاستيلاء على حلب وحماة وإدلب وغيرها، إلا أنه يبدو أن الهدف الأساسي لهذا العدوان المسلح هو دفع محور المقاومة للتراجع عن الأراضي السورية وقطع الطريق عليه. قطع الاتصال بين محور المقاومة وحزب الله.

الختام

فالكيان الصهيوني لا يبحث فقط عن استعادة "الردع" في مواجهة محور المقاومة، بل يعتزم تغيير ميزان القوى في منطقة الشرق العربي وإعادة تحديد النظام الأمني لمنطقة غرب آسيا. بالأساس، لا يمكن تحليل وتحليل التطورات الراهنة في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وشمال المحيط الهندي وحتى شرق البحر الأبيض المتوسط دون الالتفات إلى خطة إسرائيل لتغيير نظام المنطقة.

رایکم