۹۰۲مشاهدات

قائد الثورة الإسلاميّة: لا شكوك بأن ما حصل في سوريا تم التخطيط له في غرفة عمليات أمريكية وإسرائيلية

أكد الإمام الخامنئي في كلمته حول التطوّرات الأخيرة في المنطقة وعلى رأسها التطورات السورية على أنه لا شكوك بأن ما حصل في سوريا تم التخطيط له في غرفة عمليات أمريكية وإسرائيلية.
رمز الخبر: ۷۰۷۱۵
تأريخ النشر: 11 December 2024

استقبل قائد الثورة الاسلامية، سماحة آية الله السيد علي الخامنئي اليوم الاربعاء حشدا كبيرا من الشعب الايراني في حسينية الامام الخميني(رض).

وأشار سماحة قائد الثورة الاسلامية خلال كلمة له في هذا اللقاء الى تطورات سوريا وقال: "لا شك أن ما حدث في سوريا هو نتاج خطة أميركية صهيونية مشتركة". 

وأوضح سماحته: "حكومة جارة لسوريا أيضا لعبت دوراً واضحاً في هذا المجال وما زالت تلعب هذا الدور، والجميع يرون ذلك، لكن العامل والمخطط الرئيسي وغرفة القيادة الرئيسية هو أمريكا والكيان الصهيوني"، مضيفا: "لدينا أدلة على هذا وهذه الأدلة لا تترك مجالاً للشك".

وأشار آية الله الخامنئ الى مساعى البعض لإشاعة ان المقاومة ضعفت وقال: "كلما تضاعف الضغط على المقاومة، كلنا أصبحت أقوى، كلما تم ارتكاب الجرائم ضدها أكثر، أصبحت أكثر تحفيزًا. وكلما يقاتلو معها كلما انتشرت اكثر، وأقول لكم، انه بفضل الله تعالى، سيغطي نطاق المقاومة المنطقة بأكملها أكثر من ذي قبل".

وشدد: "إن ذلك المحلل الجاهل الذي لا يعرف معنى المقاومة يتصور أنه عندما تضعف المقاومة فإن إيران الإسلامية ستضعف أيضا، ولكني أقول أنه بفضل الله وبإذن الله تعالى فإن إيران قوية، وستظل كذلك، وستصبح أكثر قوة".

وقال قائد الثورة الإسلامية: "بالطبع، هؤلاء المهاجمون الذين ذكرتهم لكل منهم غرض. أهدافهم مختلفة، فمنهم من يسعى للاستيلاء على أراضٍ من شمال سوريا أو من جنوب سوريا، وأمريكا تبحث عن تعزيز موطئ قدمها في المنطقة، أهدافهم هي هذه، ولكن مع مرور الوقت سيظهر إن شاء الله لن يحقق اى منهم هذه الأهداف"، مؤكدا: "سيتم تحرير المناطق المحتلة من سوريا على يد الشباب السوري الغيور، فلا تشككو في أن هذا سيحدث".

وأشار سماحته: "كما ان أمريكا لن تتمکن أيضاً فی تعزيز موطئ قدمها في المنطقة، وبحول الله وقدرته وقوته، ستطرد أمريكا من المنطقة بواسطة جبهة المقاومة".

وبشأن اسباب تواجد ايران في سوريا، أوضح سماحة آية الله الخامنئي: "داعش كان قنبلة لانعدام الأمن في المنطقة. كان داعش ينوي زعزعة استقرار العراق، وزعزعة استقرار سوريا، وزعزعة استقرار المنطقة، ثم يصل إلى النقطة الرئيسية والهدف النهائي، وهو الجمهورية الإسلامية الايرانية لزعزعة استقرارها. وكان هذا هو الهدف الرئيسي والنهائي لداعش".

وأضاف: "كنا حاضرين، وقواتنا كانت حاضرة في كل من العراق وسوريا لسببين؛ وكان أحد الأسباب هو الحفاظ على الأعتاب المقدسة، لأن ذلك(الارهابييون) البعيدون عن الروحانية والبعيدون عن الدين والإيمان، كانوا معادين للأعتاب المقدسة، وأرادوا تدميرها، كما دمرو ضريح الامامين العسكريين في سامراء بمساعدة امريكا، واراد ان يكرروا هذا الفعل في كربلاء و مدينة كاظمين، وفي دمشق... هذا كان الهدف من داعش. ومن الواضح أن الشاب المؤمن الغيور المحب لأهل البيت عليهم السلام لن يسمح بذلك بأي حال من الأحوال".

وأشار قائد الثورة: "السبب الآخر هو الموضوع الأمني. وسرعان ما أدركت السلطات أنه إذا لم يتم إيقاف هذا الانفلات الأمني في هذه الأماكن، فسوف ينتشر وسيسيطر الانفلات الأمني على بلدنا العظيم. ولم يكن انعدام الأمن الناجم عن فتنة داعش أمرًا عاديًا أيضًا".

وأضاف آية الله الخامنئي: "قال أمير المؤمنين الامام العلي عليه السلام: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا... ولذلك ذهبت قواتنا، وجنرالاتنا البارزون، وشهيدنا الحبيب قاسم سليماني ورفاقه وزملاؤه، الى العراق أولاً، ثم في سوريا، قاموا بتنظيم شبابهم وتسليحهم".

وتابع: "أما طبيعة حضورنا العسكري في سوريا والعراق، فلم تكن أبداً تعني نقل القوات الإيرانية لتحل محل جيوش تلك الدول. بل كان دور قواتنا دوراً استشارياً".

اوصرح سماحة القائد: "لدور الاستشاري تضمن تشكيل مراكز قيادة استراتيجية ومهمة، وتحديد الاستراتيجيات والتكتيكات المناسبة. كما كان هناك تدخل ميداني في ساحات القتال عند الضرورة. لكن العنصر الأكثر أهمية كان تعبئة الشباب المحليين في تلك المناطق. ومع ذلك، لم يكن هذا الأمر كافياً بالنسبة لشبابنا، فقد كانوا متحمسين للمشاركة. وذهب العديد منهم، بإصرار كبير ورغبة شديدة، للمساهمة في هذه المعركة".

واستدرك بقوله: "لكن للأسف، بعد ذلك قام بعض المسؤولين العسكريين في ذلك البلد بإثارة المشكلات وخلق عقبات. بدلاً من استغلال الموقف لتحقيق مصلحة بلدهم، تخلوا عن بعض الأمور التي كانت تصب في مصلحتهم، وهو أمر مؤسف للغاية. وبعد أن هدأت فتنة داعش، عادت بعض القوات إلى إيران، بينما بقيت أخرى في تلك المناطق".

وأوضح: "حتى في تلك الظروف، كانت قواتنا حاضرة وموجودة، ولكن كما ذكرت سابقًا، فإن الجيش الوطني لتلك الدولة هو من يجب أن يخوض الحرب الأساسية. دور القوات الشعبية أو القوات القادمة من خارج البلاد يعتمد على تعاون الجيش الوطني. إذا أظهر الجيش ضعفًا، فلن تتمكن هذه القوات من تحقيق النتائج المرجوة. وللأسف، هذا ما حدث".

وقال: "عندما تضعف روح المقاومة والصمود، تظهر هذه النكبات. ما تواجهه سوريا اليوم من مصائب، والتي لا يعلم إلا الله متى ستنتهي، ناتج عن تلك اللحظات من الضعف التي ظهرت هناك. ومع ذلك، يبقى الأمل في أن ينهض شباب سوريا في المستقبل، إن شاء الله، ويتقدموا إلى الميدان لوقف هذه الكوارث وإعادة الأمور إلى نصابها".

وأشار آية الله الخامنئي الى انه بعد الأحداث التي وقعت في سوريا، ابتهجت قوى الاستكبار ظنًا منها أن سقوط الحكومة السورية، الداعمة لجبهة المقاومة، يعني إضعاف هذه الجبهة. لكن هذا التصور خاطئ تمامًا. أولئك الذين يعتقدون أن جبهة المقاومة قد ضعفت بسبب هذه الأحداث يفتقرون إلى الفهم الصحيح لطبيعة المقاومة وماهية هذه الجبهة".

واردف قائلا: "جبهة المقاومة ليست مجرد معدات مادية أو نظام يمكن كسره أو تفكيكه أو القضاء عليه. بل هي إيمان، فكر، قرار حاسم وقاطع ينبع من القلب. المقاومة هي مدرسة فكرية وعقائدية. لا يمكن القضاء على إيمان مجموعة من الناس بالضغط عليهم، بل على العكس، الضغط يجعل هذا الإيمان أقوى".

وأوضح: "عندما يشاهد عناصر جبهة المقاومة الخبث والجرائم الوحشية التي يرتكبها الأعداء، تتعزز دوافعهم وتصبح جبهة المقاومة أكثر قوة واتساعًا. طبيعة المقاومة تجعلها تنمو عندما تواجه تحديات أكبر. فكلما شاهد الناس ظلم العدو وبشاعته، يخرج المترددون من شكوكهم ويقتنعون بأنه لا يمكن المضي قدمًا إلا بمواجهة الظالم والجائر بشجاعة وإصرار. المقاومة تعني الصمود والوقوف في وجه المعتدي".

ولفت قائلا: "انظروا إلى حزب الله في لبنان. المصائب التي أصابت حزب الله لم تكن أمرًا بسيطًا. خسارة شخصية عظيمة مثل السيد حسن نصر الله، لو حدثت، ليست بالأمر العادي. ومع ذلك، فإن حزب الله بعد هذه المصائب أصبح أقوى. هجماته، قوته، ضرباته القوية أصبحت أشد مما كانت عليه في السابق. حتى الأعداء أدركوا واعترفوا بذلك".

وتابع: "لقد ظنوا أن توجيه ضربة لحزب الله سيمهد الطريق لهم لدخول الأراضي اللبنانية وإجبار حزب الله على التراجع حتى نهر الليطاني. لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك. وقف حزب الله بثبات وبكامل قوته وأجبرهم على طلب وقف إطلاق النار. هذه هي المقاومة".

صرح سماحته مستساءلا: "مع كل هذا الوصف الذي قدمناه حول قضايا سوريا، هل كانت إيران موجودة في سوريا خلال هذه السنوات أم لا؟ الجميع يعلم أن الجواب نعم. شهداء الحرم وشهداء الدفاع عن الحرم دليل واضح على وجودنا هناك"، مضيا: "لقد قدمنا الدعم للحكومة السورية، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنه قبل أن نقدم هذا الدعم، قدمت الحكومة السورية في لحظة حرجة دعمًا حيويًا لإيران".

وصرح: "خلال ذروة الدفاع المقدس، عندما كان الجميع يدعمون صدام ويعملون ضدنا، قامت الحكومة السورية بخطوة حاسمة لصالحنا وضد صدام. فقد قامت بقطع خط الأنابيب النفطي الذي كان ينقل النفط من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، حيث كانت عائداته تعود لصدام لدعم حربه". مبينا: "كان هذا الإجراء صدمة كبيرة على الساحة الدولية. لم تسمح سوريا بتدفق النفط الذي كان يمثل شريانًا ماليًا لصدام. رغم أن الحكومة السورية كانت تستفيد ماديًا من عبور هذا النفط كجزء من رسوم النقل (الترانزيت)، تنازلت عن هذه العائدات لصالح هذه الخطوة".

وقال قائد الثورة الاسلامية: "بالطبع، لم تدع الجمهورية الإسلامية هذا الدعم يمر دون مقابل. لقد تم تعويض الحكومة السورية على هذا الموقف الداعم. المبادرة جاءت في البداية منهم".

رایکم