شبکة تابناک الأخبارية: تصادف اليوم الثلاثاء الذكرى الثالثة والأربعون على نكبة المسلمين في إحراق المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين، ففي مثل هذا اليوم يستذكر المسلمون الجريمة النكراء التي ارتكبت ضد الأقصى المبارك، والنيران التي أضرمتها في جنباته يد التطرف والحقد والكراهية.
وقد فجرت هذه الجريمة النكراء ثورة غاضبة في أرجاء العالم الإسلامي، ففي اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للأقصى المبارك، وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجا على هذا الحريق المدبر، والذي كان من تداعياته عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب.
كما أثارت الجريمة ردود فعل عالمية ودولية نددت بهذا الإجرام، وهو ما دعا مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قراره رقم (271)، والذي أدان الاحتلال لتدنيسه المسجد، ودعا سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها المساس بوضعية المدينة المقدسة.
وعبر القرار عن حزن المجلس للضرر الفادح الذي ألحقه الحريق بالمسجد في ظل الاحتلال الإسرائيلي، الذي دعاه إلى التقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري، والامتناع عن إعاقة عمل المجلس الإسلامي في المدينة المعني بصيانة وإصلاح وترميم الأماكن المقدسة الإسلامية.
وتأتى ذكرى إحراق الأقصى المبارك هذا العام في ظل حرب شرسة تحاك ضد مدينة القدس بشكل عام، والأقصى بشكل خاص، بعد مقترح إسرائيلي خطير بتقسيم الصلاة بين المسلمين واليهود في الأقصى المبارك، وهو المقترح الذي ستكون له تبعات وآثار كارثية على مصير الأقصى.
كما تأتي الذكرى لتؤكد أن مدينة القدس بمقدساتها ستظل عربية واسلامية الهوية مهما حاولت سلطات الاحتلال تغيير معالم المدينة المقدسة وتوطين الاف اليهود فيها وقد اكد مجلس الامن في قراره الذي صدر في يونيو عام 80 ان مبدأ الاستيلاء على الاراضي بالقوة هو امر غير مقبول، كما اكد معارضته للاعمال العدوانية التي يقوم بها المستوطنون في المدينة المقدسة واستنكر المجلس في العام نفسه ضم القدس واعتبارها عاصمة لها وطالب كل الدول بنقل بعثاتها الدبلوماسية من المدينة المقدسة.
وجاء البيان الذي صدر عن مجلس الامن في يونيو عام 1998 وللمرة الاولى باجماع اعضائه لمنع الكيان الاسرائيلي من توسيع القدس ليدل على انتهاك كيان الاحتلال لقرارات الشرعية الدولية.