۵۵۱مشاهدات

قمة طهران ستشكل مخاضا لولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب

و تطرق الاخرس الي حضور قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي في قمة عدم الانحياز حيث سيزيد من أهمية هذه القمة وسيكون له دور مهم في تاريخ الحركة بما يعوض بشكل حقيقي عن غياب القادة التاريخيين للحركة.
رمز الخبر: ۹۳۹۶
تأريخ النشر: 27 August 2012
شبکة تابناک الأخبارية: قال الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور "رياض الأخرس" إن قمة طهران ستكون محطة مهمة في تاريخ ايران والمنطقة والعالم وستشكل مخاضا مهما لولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب لا تسيطر فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها على حساب بقية دول وشعوب العالم.

و أشار الأخرس الذي كان يتحدث الي مراسل الشؤون الدولية بوكالة أنباء‌فارس الي تاثير انعقاد قمة حركة عدم الانحياز في الجمهورية الايرانية ، قائلاً إن قمة طهران بكل تأكيد ستكون محطة مهمة في تاريخ ايران والمنطقة والعالم. وستترك القمة بصماتها على عدد كبير من المواضيع المهمة اقليميا ودوليا. وستشكل القمة مخاضا مهما لولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب لا تسيطر فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها على حساب بقية دول وشعوب العالم. كما ستشهد القمة ولادة مرحلة جديدة من حياة كتلة عدم الانحياز ككتلة مهمة لها دورها على صعيد السياسة الدولية والاقليمية باعتبارها تمثل اكثر من نصف سكان الكرة الأرضية وتضم أكثرمن مائة وخمس وثلاثين دولة كأعضاء أساسيين ومراقبين.

وتابع يقول :إن قمة‌طهران ستدعم عودة الدور الروسي والصيني إلى الساحة الدولية كقطب جديد في مقابل الاحادية القطبية الامريكية. ويضاعف من أهمية قمة طهران كونها القمة الأولى التي تعقد بعد انفجار ربيع الصحوة الاسلامية الذي اجتاح العالم العربي وترك آثارا سياسية واجتماعية وثقافية هائلة كما تأتي القمة بعد عودة مصر التدريجية إلى دورها المهم في حركة عدم الانحياز وفي العالم العربي والاسلامي وخروجها عن نطاق السيطرة الامريكية والاسرائيلية وخروجها من حالة انعدام الوزن المحلي والاقليمي بسبب سياسات نظام مبارك البائدة المتواطئة مع اسرائيل وامريكا ضد رغبات الشعب المصري.

و أكد الخبير الاستراتيجي السوري أن اجتماع زعماء عدم الانحياز بطهران سيساعد على صيانة الثورات العربية من مصادرة المتربصين بها شرا من الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة وبعض الاوروبيين كالفرنسيين والبريطانيين سواء كانت المصادرة كما يحصل في اليمن أم كانت المصادرة بلباس الثورة والتي هي في حقيقتها انقلاب على الحالة الثورية الموجودة على الأقل في السياسة الخارجية على أكتاب بعض المطالب الاصلاحية ومن خلال استباحة الدولة والأمة السورية وإمكانياتها ودمائها.

و تطرق الاخرس الي حضور قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي في قمة عدم الانحياز حيث سيزيد من أهمية هذه القمة وسيكون له دور مهم في تاريخ الحركة بما يعوض بشكل حقيقي عن غياب القادة التاريخيين للحركة. مؤكداً أن حضور القائد الإيراني سيفتح أفقا جديدا أمام الحركة نظرا إلى الجانب المعنوي والإسلامي الأصيل في شخصية السيد الخامنئي وفي الخط والنهج الذي يقوده وهو نهج الإسلام المحمدي الاصيل الذي أرسى دعائمه الإمام الخميني رحمه الله تعالى إمام ربيع الصحوة الاسلامية المبكرة في العالم العربي والاسلامي وهو ما سيؤدي إلى تفعيل دور ومكانة الحركة من خلال استقلالية القرار الايراني الحقيقية في مقابل الانحياز الموجود حاليا عند كثير من الدول الاعضاء إلى الغرب وامريكا حتى منها الأعضاء المهمين كالهند واندونيسيا ومصروماليزيا.

و أشار الخبير الاستراتيجي السوري إلي عزلة الكيان الصهيوني وأضاف إن الأهمية الاستثنائية لقمة طهران تفسر الاستماتة الإسرائيلية على تجنيد كل إمكانياتها لإفشال المؤتمر وعرقلة عقد اجتماع تمهيدي في رام الله والطلب من مسؤولي الدول المختلفة عدم المشاركة في قمة طهران أو المشاركة بمستويات رسمية ضعيفة إلى أن وصلت الهيستريا بهم إلى التوسل للامين العام للأمم المتحدة بصفته عضوا مراقبا أن لا يحضر قمة طهران في إفلاس أخلاقي وسياسي منقطع النظير.

وفيما يلي نص الاسئلة والاجوبة لهذا الحوار:



ما هي قرائتك لانتقال رئاسة حركة عدم الانحياز من مصر الي طهران؟ كيف ستنعكس الروؤية الايرانية علي مستقبل هذه الحركة خاصة وان الدول الغربية تريد تهميش دور الجمهورية الاسلامية الايرانية في المعادلات الدولية ؟

بكل تأكيد ستلعب ايران دورا حيويا ومهما في حياة حركة عدم الانحياز وسيكون اجتماع طهران محطة مهمة في تاريخ الحركة وفي تفعيل دورها على الصعيد السياسي العالمي وعلى صعيد العلاقات بين الدول الاعضاء في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية وغيرها كما سنعكس على قيام الحركة بلعب دور مهم على الساحة الدولية وذلك انطلاقا من استقلالية القرار السياسي الايراني عن أروقة صنع القرار الامريكية والغربية وانطلاقا من الامكانيات المادية والعلمية والسياسية والفكرية الكبيرة التي تتمتع بها ايران فضلا عن النفوذ المعنوي الهائل الذي تتمتعبه في العالم الاسلامي والعربي ومكانتها المرموقة حتى في أوساط شعوب ودول العالم الثالث في اسية وافريقية وامريكا اللاتينية. وستعوض القيادة الايرانية الرفيعة والمتميزة للقمة المتميز غياب القيادات التاريخية في حركة عدم الانحياز كما ان الخصوصيات التي يتمتع بها القائد في ايران اية الله السيد علي الخامنئي وبعد نظرهوحنكته السياسية ومكانته الدينية والفكرية كلها ستنعكس بشكل كبيرعلى العلاقات الداخلية بين دول الحركة وعلى علاقات الحركة مع بقية دول العالم المهمة في اوروباوامريكا الشمالية وشرق اسية وروسية على الصعد كافة سياسية واقتصادية وعلمية وغيرها.

كما تعلم ففي مثل هذه القمم والاجتماعات، عادة في نهاية القمة تصدر الحركة بياناً ‌تتطرق فيه الي بعض القضايا والقرارات التي تتخذها ، برأيك هل هناك خطة وخطوات معينة لتنفيذ تلك القرارات التي تتخذ في اجتماع أعضاء حركة عدم الانحياز ؟

بالتأكيد ستكون القضية الفلسطينية والمطالبة بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة وتطبيق القرارات الدولية التي تنص على قيام دولة فلسطينية على جدول الاعمال. وسيدعم المؤتمر كعادته القضية الفلسطينية التي تتلاعب فيها إسرائيل وتعمل على زراعة المستوطنات في أراضيها بشكل يجعل حل إقامة الدولة الفلسطينية مستحيلا.
كماستكون ثورات ربيع الصحوة الاسلامية على جدول أعمالها ولا سيما موضوع سورية والبحرين وأعتقد أن المقاربة ستكون مختلفة عن المقاربات الغربية والتركية الحالية ازاءهذين الموضوعين مما يؤمل بأن ينعكس إيجابا على حل هاتين القضيتين حلا عادلاومنطقيا أقرب إلى المقاربة الايرانية بحيث تنجو سورية من استهدافها التركي البريطاني الفرنسي الذي يمتطي مواقف الدول الخليجية وخصوصا قطر والسعودية لصالح اسرائيل من جهة ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية لتحقيق أهداف سياسية ليس هناك سوري واحد يحتج عليها. كما يتوقع أن يأخذ المؤتمر موقفا ايجابيا لصالح دحر العدوان الذي يستهدف سورية من خلال التدخل الأجنبي بما يخدم مصالح أعدائها من الاسرائيليين والامريكييين والغرب سواء عن طريق منطقة حظر جوي أو غيرها من الطروحات المشؤومة وغير الوطنية وغير العربية وغير الاسلامية وغير القومية.
كما أن المؤتمر سينصف بشكل ما الاحتجاجات البحرينية الوطنية من النظام الجائر الذي تعاني منه لمدة تزيد عن اربعة عقود. وبالتالي يلعب دورا مهما في الانتصار للثورة البحرينية التي تواجه قمعا رهيبا مدعوما من قبل القطب الغربي وبسكوت عالمي مشين وهو ما يفسر مسارعة المنامة إلى الاعلان عن إعادة سفيرها إلى طهران دون قيد أو شرط قبيل عقد المؤتمر بفترة بسيطة.
كما سيسهم المؤتمر في الاعتراف بحق ايران والشعوب الاخرى بالاستفادة من الطاقة النووية لأغراض سلمية واقتصادية وطبية ويفضح نفاق الغرب المشين الساكت عن الترسانة الاسرائيلية والعسكرية والممانع للبرنامج الايراني السلمي.

وسيدعم المؤتمر عودة روسيا والصين الى الساحة الدولية لمكافحة احتكارالقطبية من قبل الولايات المتحدة نحو عالم متعدد الأقطاب لصالح العدالة الدولية والمساواة واحترام حقوق الدول والشعوب على قدم المساواة.

برأيك لماذا لم تنجح حركة عدم الانحيازفي الوصول الي ما أسست من اجله؟
السبب الأساس هو ضعف إمكانيات الدول الأعضاء من جهة والأداء السياسي الضعيف والرديء والذي يعاني من عقدة النقص أمام قطبي العالم السابقين المتمثلين بالأمريكان والسوفيات كما هو جار حاليا في الانحناء أمام السياسة الامريكية الرعناء في العالم إضافة إلى غياب القادة التاريخيين الذين ولدت الحركة من حضورهم ومعاناتهم وجهودهم كالمرحوم المصري جمال عبد الناصر وجوزيفتيتو ونكروما ونهرو. وسبب آخر هو حالة عدم الثقة بالنفس عند قيادات دول الحركة بإمكانية التكتل ضمن عدم الانحياز إضافة إلى المرض المزمن عند أكثر الدول الاعضاء المتمثل بالارتباط مع أقطاب العالم الكبرى على الرغم من ادعاء البعض باعتناقه لفكرة عدم الانحياز..

و هذا المرض نفسه تعاني منه منظمة الاوبك باعتبار أن أكثر الدول الأعضاء فيها يعملون على تحقيق مطالب ومصالح امريكاودول الغرب ولو على حساب شعوبهم وإلا فكيف يفسر إغراق السوق بالنفط لتخفيض أسعارالنفط فالسعودية مثلا يكفيها مليونين الى ثلاثة ملايين برميل نفط يوميا ولكنها نزولا عند الاملاءات الامريكية وخيانة لثروات شعوبها وأجيالها القادمة فإنها تنتج رسميا أكثر من عشرة ملايين برميل نفط يوميا وهذا لا يخدم إلا الامريكان والاوروبيين واقتصادهم المتهاوي على حساب الشعب في شبه الجزيرة العربية وأجياله المستقبلية.
لماذا بعض اعضاء هذه الحركة بما فيهم السعودية منحازين تماما للولايات المتحدة الامريكية؟
الحقيقة إن أحسن ا الظن بالسعودية وحكامها فهم يعانون عقدة النقص ويشعرون بالضعف ويخافون على ملكهم وسلطانهم باعتبار أنه ليس لديهم مشروعية شعبية لا محليا ولا إقليميا في المنطقة بسبب عقليتهم التي قامت على الغزو وتاريخهم المشين في الاعتداء على القبائل أهالي الحجاز والمنطقة الشرقية والبحرين والعراق والاردن وتكفير المسلمين ونهب ثرواتهم ما جعلهم يرتهنون إلى الغرب والقوى الكبرى. وإن أسأنا الظن بالسعودية وحكامها فالسبب يرجع إلى تسلط عدد من الأشخاص الذين ارتهنوا للغرب وامريكا عن سابق قصد وتصميم وباعوا دينهم لصالح دنيا غيرهم. علما أن تصرفاتهم لا تخدم مصالح بلادهم الوطنية ولا مصالحهم القومية ولا مصالحهم الدينية الحقيقية بل هي تخدم أعداءهم تماما دون أن يكون هنا كأي مبرر معقول وهو ما سيرتد عليهم سلبا عاجلا أم آجلا وبشائره بدأت تلوح بالأفق. ولو أن آل سعودهم تحالفوا مع دول المنطقة وشعوبها وكانت سياستهم أكثر واقعية ووطنية لتخلصوا من عقدة الخوف والرعب التي يعيشونها كما أنهم لو تصالحوا مع شعوبهم لأصبح وضعهم أفضل بكثير ولدخلوا التاريخ من بابه الواسع.

و ما هو دور عدم الانحياز الايجابي في الدفاع عن سياسات أعضائها الذين يقفون أمام الغطرسة الامريكية وحلفائها ؟ وما هو الدور السلبي للدول الاعضاء بهذه الحركة المتحالفين مع الامريكان (مثل السعودية) لتخريب هذا الدور الايجابي ؟

في الحقيقة إذا ما فكر قادة الدول الاعضاء بالمصالح الحقيقية لشعوبهم وضعف وأفول نجم الغرب والامريكان وغيرهم وعجزهم عن أن تؤثر تلك الدول الامبريالية عليهم سلبا وإذا ما وصلوا بالفعل إلى حالة من الثقة السياسية بأنفسهم وشعوبهم فإنهم سيستطيعون الالتزام الواقعي والحقيقي بجوهر مقررات مؤتمر باندونج العشرة 1955 وجوهر حركة عدم الانحياز حتى مع تعدد الأنظمة السياسية والإيديولوجية الحاكمة في الدول الاعضاء وعندها لن يكون هناك احد بحاجة إلى دور تخريبي لصالح هذا القطب أو ذاك وسيكون الجميع قادرين على أن يقوموا بدورإيجابي لصالح دولهم وشعوبهم وآمالها في مستقبل وغد أفضل.
رایکم