۴۲۱مشاهدات

إيران تتميّز بسياسة نبذ النزاعات العسكرية واحترام مبدأ حسن الجوار في المنطقة

ولكنّ تركيا قد أساءت لعلاقاتها مع إيران بسبب مسايرتها أميركا، حيث اتّخذت سياسةً تتعارض مع سياسة إيران بالنسبة إلى سوريا.
رمز الخبر: ۱۰۹۵۵
تأريخ النشر: 24 December 2012
شبکة تابناک الأخبارية: قام المعهد الأميركي للدراسات الاستراتيجية بدراسة حول العلاقات العريقة بين إيران وروسيا وتركيا بصفتها ثلاثة بلدان محورية في المنطقة، مؤكداً أنّ أهمّ ما يميّز إيران عن سائر البلدان المجاورة لها هو اتّباعها سياسة التعاون الإقليمي المشترك ونبذ النزاعات العسكرية واحترام مبدأ حسن الجوار.

وفي تقريرٍ تحليليٍّ للمعهد بقلم "ستيفان جي فلاناغان"، الخبير في الشؤون الدبلوماسية والأمن الوطني، حول هذا الموضوع قال الباحث: ان العلاقات بين تركيا وروسيا وإيران هي علاقات مؤثّرة ومعقّدة وفاعلة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز، وغالباً ما تكون متناقضةً. 

وإعتبر فلاناغان في هذه الدراسة التحليلية أن هذه العلاقات لها تأثيرٌ على هذه البلدان وكذلك على الولايات المتّحدة الأميركية، فالجذور التأريخية للعلاقات الثقافية والدينية هي المحرّك الأساسي بين هذه البلدان، وبالتالي أدّت إلى نشوء جغرافيا سياسية في منطقة أوراسيا والشرق الأوسط. 

وأشار هذا الخبير الأميركي الى تأريخ العلاقات الروسية التركية، موضحاً انّ المنافسة التي كانت محتدمة بين الإمبراطورية العثمانية وروسيا قد تمخّض عنها عشرات الحروب في البحر الأسود منذ القرن السادس عشر وحتّى القرن العشرين. وفي تلك الفترة كان العثمانيون يدعمون النفوذ التركي والمسلمين في القوقاز، والروس كانوا يدعمون الأتراك من الأصول الصربية والأقليات المسيحية لمناهضة الدولة العثمانية، وفي نهاية المطاف وبعد سقوط حكم العثمانيين قام (لينين) في أعقاب الحرب العالمية الأولى بدعم حركة (مصطفى أتاتورك) وزرع البذرة الأولى للعلاقات بين الترك والروس. 
ولفت فلاناغان في دراسته التحليلية الى أسباب ايجاد التوتر بين الروس والأتراك، موضحاً أن "هذه العلاقات تعكرت إبّان الحرب الباردة، حيث اتّجهت تركيا نحو الفكر المناهض للشيوعية وانضمّت إلى حلف شمال الأطلسي، فحدثت بعد ذلك خلافاتٌ واسعةٌ، ولا سيما في عقد التسعينيات من القرن المنصرم". 

وأضاف: أنّ "قضية الأمن المشترك أدّت إلى تحسّن العلاقات بين البلدين مرّةً أخرى، إذ كانت تركيا تدعم الحركات الانفصالية الإسلامية في شمال القوقاز، وروسيا كانت تساعد المتمردين الأكراد ؛ لذا اتّفق الطرفان على إنهاء هذا الدعم، حيث تعمّقت العلاقات الاقتصادية وتقاربت وجهات النظر إثر ذلك".
 
ومن جهة أخرى تناولت الدراسة العلاقات الإستراتيجية بين طهران وأنقرة وتأريخ هذه العلاقات، معتبراً انّ دولة تركيا العثمانية والناطقين بالفارسية كانت بينهما منافسة تضرب بجذورها في القرن السادس عشر، وما يميّز إيران عن الدولة العثمانية آنذاك هو التشيع الذي ساد في إيران بفضل جهود الشاه عباس الصفوي، وفي تلك الآونة كانت مصالح العثمانيين الأساسية في أذربيجان وشمال القوقاز، بينما تمركزت مصالح إيران حول العراق والمدن المقدّسة للشيعة. 

وتفاقمت الخلافات بين ايران وتركيا بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م ، فالأولى كانت مناهضة لأميركا والثانية كانت مؤيّدة لها، ورغم أنّ البلدين كانا مناهضين لنظام صدام حسين في العراق، إلا أنّ ذلك لم يكن حافزاً للتعاون المشترك بينهما. 

وتمهدت الأرضية خلال العقد الماضي لنبذ الخلاف بين إيران وتركيا بسبب سياسة الأولى في ترسيخ علاقاتها مع بلدان الجوار، واستراتيجية الثانية المستندة إلى أساس (صفر المشاكل مع الجوار). 

ولكنّ تركيا قد أساءت لعلاقاتها مع إيران بسبب مسايرتها أميركا، حيث اتّخذت سياسةً تتعارض مع سياسة إيران بالنسبة إلى سوريا. 

وفي مايخص العلاقات التأريخية بين ايران وروسيا ذكر فلاناغان أنه منذ أوائل القرن السادس عشر قد حفلت هذه العلاقات بانتعاشٍ وركودٍ، وذلك بغية السيطرة على المنطقة (على حد تعبيره). 

يذكر أن موسكو كانت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين تتدخّل في شؤون إيران، لذا اتّخذ الإيرانيون موقفاً دفاعياً قبال هذه التهديدات. 

وبعد انتصار الثورة الإسلامية، نحت إيران منحىً جديداً في علاقاتها مع روسيا، ولا سيما في المجال الاقتصادي، وطوّرت إيران علاقاتها معها وعقدت معها اتّفاقية تعاونٍ في عام 1986م من أجل إبعادها عن التعاون مع بغداد. 

وفي تلك الآونة اعتبر الكرملين إيران سوقاً متناميةً وشريكاً من شأنه تغيير معادلة المنافسة مع أميركا، وسدّاً في قبال مصالح تركيا في آسيا الوسطى والقوقاز. 

وإعتبر الخبير الأميركي انّ التعاون في المجال الاقتصادي والطاقة هما الأرضية التي فعّلت العلاقات بين إيران وروسيا وتركيا خلال العقد الماضي، والمنافسة في هذا المضمار قد جعلت هذه البلدان في بعض الأحيان تقوم بمفاوضات ثنائية وبناء علاقات اقتصادية، وفي بعض الأحيان كان سوء الظن بين الطرفين يدفع الى تبني سياساتٍ متعارضةً في المنطقة.
رایکم