شبکة تابناک الأخبارية: اقر مجلس العلاقات الخارجية الاميركية في تقرير له ان الحصار الغربي المفروض على ايران اكثر قساوة من سابقاتها لكنه لم يؤثر على البرنامج النووي الايراني.
وقال الموقع الإعلامي لمجلس العلاقات الخارجية الأميركية في تقرير ان "الحصار المفروض على إيران أصبح أكثر قساوة من السابق وهو مفيد، حيث قال الناطق باسم البيت الأبيض "جي كارني" في خريف العام الماضي «الانزواء الدبلوماسي والدولي الذي لم يسبقه نظير في التأريخ كان له تأثير بالغ للغاية على اقتصاد إيران وعلى هيكل سياستها الداخلية".
لكن التقرير أقر أنّ "المشكلة هي عدم تأثير الحصار على البرنامج النووي الإيراني، وبالطبع فإنّ الشعب الإيراني ليس هو الهدف. أما الخسائر التي تعرّض لها الاقتصاد الإيراني فهي واضحة، حيث تقلّصت نسبة تصدير النفط وشهدت العملة سقوطاً أمام الدولار، ولكن ذلك لا يعني حدوث سقوط اقتصادي".
يذكر أن أحد السفراء المقيمين في إيران قد أعلن مؤخراً أن سقوط العملة الإيرانية يعني عدم قدرة أبناء الطبقة المتوسطة للشعب الإيراني من السفر إلى تركيا كما كانوا يفعلون سابقاً، بل إنّهم مجبرون الآن على الترحال في داخل البلاد؛ وبالطبع فإنّ هذا الأمر سوف لا يسفر عن حدوث أعمال شغب وكذلك لا يؤدي إلى حدوث أي تغيير في البرنامج النووي".
كما صرّح مدير القسم الاقتصادي للشرق الأوسط في وكالة أنباء رويترز بأنّ الحصار لم يكن منهكاً لطهران كما توقّعت الإدارة الأميركية، والاقتصاد الإيراني هو اقتصاد عظيم ومتنوّع لذا من شأنه التغلّب على الكثير من العقوبات. كما خمّن صندوق النقد الدولي في شهر تشرين الأول - أكتوبر الماضي أنّ العجز في الميزانية العامّة الإيرانية للعام الحالي سيبلغ 3.9 بالمائة من إجمالي الناتج الوطني، وهذا المقدار لا يعدّ عبئاً ثقيلاً على بلدٍ تبلغ نسبة كلّ ديونه 9 بالمائة من إجمالي ناتجه الوطني.
وكذلك فإنّ الدعم الحكومي بإمكانه الحدّ من تأثير التضخّم على العوائل الأكثر فقراً كونه يساعدها على توفير الموادّ الغذائية الأساسية، وقد وافق البرلمان في الشهر الماضي على تخصيص ملياري دولار لدعم العوائل ذات الدخل المحدود".
ويؤكّد التقرير على أنّ الحصار يوجّه الآن ضربة اقتصادية لإيران وللكثير من شرائح الشعب الإيراني، ولكن لم تحدث أية أزمة، ويبدو أنه حصار ضعيف وعقيم لذا فهو أقلّ من أن يكون سبباً لتعليق إيران برنامجها النووي، وهذا التعليق بالطبع يمكن أن يحدث إذا ما فرض الحصار بشكل أكثر قساوة، وهو أمر قد تمّ التخطيط له كما يبدو.