۱۳۲۰مشاهدات

مصر وأحداثها في عصر الظهور

علي الكوراني
رمز الخبر: ۱۵۶۴۰
تأريخ النشر: 03 October 2013
شبكة تابناك الاخبارية: كتب العلامة "علي الكوراني" في كتابه «عصر الظهور»،  أحاديث الملاحم التي وردت حول مصر متعددة . ابتداء من أحاديث بشارة النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين بفتحهم مصر، إلى أحاديث غلبة المغاربة على مصر في أحداث ثورة الفاطميين إلى أحداث عصر ظهور المهدي عليه السلام وتختلط أحداث ظهور المهدي عليه السلام بأحداث إقامة الدولة الفاطمية في مصادر الملاحم، لأن أحاديث المهدي عليه السلام تتضمن أيضاً دخول الجيش المغربي إلى مصر.

وطريقة تمييزها وجود النص فيها على اتصالها بظهور المهدي عليه السلام، أو اتصالها بحدث معلوم أنه من أحداث عصر ظهوره، مثل خروج السفياني وغيره. ومع أخذ هذه الملاحظة بعين الإعتبار تبقى بأيدينا عدة أحاديث ذكرت أحداثاً في مصر، من المؤكد أنها من أحداث عصر ظهور المهدي عليه السلام أو من المرجح أنها منها.

منها، أحاديث عن (قتل أهل مصر أميرهم) وقد ورد هذا الحديث بعنوان إحدى علامات ظهور المهدي عليه السلام. (كما في بشارة الإسلام ص 175).

ويوجد تعبير آخر كثر تذاكره على ألسنة الناس في عصرنا يقول: (وقتل أهل مصر ساداتهم ، وغلبة العبيد على بلاد السادات) (بشارة الإسلام ص 176)، على أساس أنه ينطبق على قتل أنور السادات، ولكنه اشتباه لأن السادات في هذه النصوص بمعنى الرؤساء وليس اسم علم. ولأن أمير مصر الذي يكون قتله علامة لظهور المهدي عليه السلام يتبعه كما يذكر الحديث دخول جيش أو أكثر إلى مصر، وقد يكون هو الجيش الغربي أو المغربي الذي سنذكره.

بل تذكر بعض الروايات أن قتله يترافق مع قتل أهل الشام حاكمهم ، ففي بشارة الإسلام ص185 نقلاً عن القول المختصر لابن حجر قال: (السادس عشر: يقتل قبله ملك الشام وملك مصر).

ومن القريب أيضا أن يكون لقتل حاكم مصر علاقة بالرواية التي تتحدث عن رجل مصري صاحب ثورة يخرج قبل السفياني ، ففي البحار:52/210 قال: (يخرج قبل السفياني مصري ويماني) وهذا المصري قد يكون أمير الأمراء أي قائد الجيش الذي ذكرت بعض الروايات أنه يتحرك في مصر ويعلن حالة الحرب: (وقام بمصر أمير الأمراء وجهزت الجيوش).

وقد يكون هو أيضاً المذكور في رواية أخرى بأنه يدعو لآل محمد صلى الله عليه وآله قبل دخول القوات الغربية الآتي ذكرها: ( ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد) (البحار:52/208).

وقد يكون الرجل المصري، وأمير الأمراء، والذي يدعو لآل محمد صلى الله عليه وآله، ثلاثة أشخاص لا شخصاً واحداً.

وعلى أي حال، فإن هذه الأحاديث تدل بمجموعها على قيام تحرك في مصر وحركة إسلامية ممهدة لظهور المهدي عليه السلام، أو في الأقل على وجود حالة إسلامية متفاقمة، وأنه يحدث في مصر تغيير داخلي يرتبط بوضع خارجي من الحرب والسلم.

ومنها، حديث غلبة القبط على أطراف مصر، فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في علامات ظهور المهدي عليه السلام: (وغلبة القبط على أطراف مصر) (بشارة الإسلام ص 42).

وقد يكون ذلك هو المقصود فيما رواه ابن حماد في مخطوطته ص 78 عن أبي ذر رحمه الله قال: ( ليخرجن من مصر الأمن. قال خارجة قلت لأبي ذر: فلا إمام جامع حين يخرج. قال: لا، بل تقطعت أقرانها).

والحاصل من ذلك أن أقباط مصر يثيرون فتنة فيها ويسيطرون بشكل وآخر على بعض أطرافها، فيسبب ذلك ضعفاً في وضع مصر الأمني والإقتصادي.

ومن الطبيعي أن يكون ذلك بتحريك أعداء المسلمين من الخارج حيث لم يعهد لأقباط مصر في تاريخهم تحرك هام ضد المسلمين إلا بمساعدة خارجية، كما حدث في حملات الصليبيين، وكما هو الحال في عصرنا الحاضر.

أما وقت ذلك فلاتشير له الروايات المذكورة وأمثالها، ولكن تقول رواية أخرى عن حذيفة رحمه الله: (إن مصر أمنت من الخراب حتى تخرب البصرة). (بشارة الإسلام ص28 نقلاً عن ابن عربي في كتابه محاضرة الأبرار).

وفيها أيضاً: (وخراب مصر من جفاف النيل). ولعل خراب البصرة الموعود يقع بعد دخول قوات السفياني للعراق في سنة ظهور المهدي عليه السلام.

ومنها، حديث دخول القوات المغربية إلى مصر، ويذكر المؤلفون هذه العلامة عادة في علامات طهور المهدي عليه السلام. والمقصود بالمغرب فيها وفي الروايات الأخرى مغرب البلاد الإسلامية، الذي يشمل دولة المغرب والجزائر وليبيا وتونس. والعديد منها ينطبق بوضوح على دخول قوات المغاربة إلى مصر في الثورة الفاطمية.

لكن في كتاب غيبة الطوسي ص278 الذي هو من أقدم المصادر وأوثقها، ولكنها تذكر أهل الغرب وليس أهل المغرب. وكذلك نقلها عنه صاحب بحار الأنوار، وصاحب بشارة الإسلام، وقد اشتبه بعضهم غيرهما فنقلها (المغرب)، فقد تكون هذه عن قوات غربية.

وتحدد هذه الرواية وقت دخول أهل الغرب إلى مصر بأنه قبيل خروج السفياني في دمشق، وهي فقرة من رواية طويلة عن عمار بن ياسر رحمه الله قال: (إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها إمارات ... ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني).

وبما أن السفياني يخرج قبل ظهور المهدي عليه السلام ببضعة أشهر ، فيكون مجئ هذه القوات في سنة الظهور أو نحوها.

وينبغي أن نشير الى بعض الروايات التي تذكر أن السفياني يقاتل أهل مصر ويدخلها ويرتكب فيها الجرائم أربعة أشهر ، فالأرجح أنها من المبالغة في أمر السفياني ولم يرد منها شئ في مصادر الدرجة الأولى .

كما تذكر بعض أحاديث الأبقع الذي يقتله السفياني في دمشق أنه مصري ، أو له علاقة بمصر ، والله العالم .

ومنها ، حديث أن المهدي عليه السلام يجعل مصر منبراً. وقد ورد ذلك في رواية عباية الأسدي عن علي عليه السلام قال: (سمعت أمير المؤمنين عليه السلام وهو مشتكي (متكٍ) وأنا قائم عليه قال: لأبنين بمصر منبراً ، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه ! قال قلت: كأنك تخبر أنك تحيا بعد ما تموت؟ فقال: هيهات يا عباية قد ذهبت في غير مذهب. يفعله رجل مني) ( البحار:53/60 ).

وعن علي عليه السلام في المهدي وأصحابه قال: ( ثم يسيرون إلى مصر فيصعد منبره فيخطب الناس ، فتستبشر الأرض بالعدل ، وتعطي السماء قطرها ، والشجر ثمرها ، والأرض نباتها ، وتتزين لأهلها ، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرق الأرض كالأنعام . ويقذف في قلوب المؤمنين العلم ، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم . فيومئذ تأويل الآية: يغني الله كلاً من سعته) . (بشارة الإسلام ص 71) .

ويفهم من هاتين الروايتين أنه سيكون لمصر في دولة المهدي العالمية مركز علمي وإعلامي متميز في العالم ، خاصة بملاحظة تعبير (لأبنين بمصر منبراً) وتعبير ( ثم يسيرون إلى مصر فيصعد منبره) أي يسير المهدي عليه السلام وأصحابه إلى مصر ، لا لكي يفتحها أو يثبت أمر حكمه لها ، بل لتستقبله هو وأصحابه أرواحنا فداهم ، ولكي يصعد منبره الذي يكون اتخذه فيها كما وعد جده أمير المؤمنين عليهما السلام ، وليوجه خطابه من هناك إلى العالم .

وكون مصر منبر علم المهدي عليه السلام ومنطلق صوته إلى العالم ، لاينافي المستوى العلمي الذي دلت هذه الرواية وغيرها أن المسلمين يبلغونه في عصره ، لأن أمر العلم يبقى نسبياً .

ومنها ، أن للمهدي عليه السلام في هرمي مصر كنوزاً وذخائر من العلوم وغيرها ، وقد ورد خبرها في مصادر الدرجة الأولى كمافي كتاب كمال الدين للصدوق قدس سره ص564 في رواية عن أحمد بن محمد الشعراني الذي هو من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه ، عن محمد بن القاسم المصري ، أن ابن أحمد بن طولون شغل ألف عامل في البحث عن باب الهرم سنة ، فوجدوا صخرة مرمر وخلفها بناء لم يقدروا على نقضه ، وأن أسقفاً من الحبشة قرأها وكان فيها عن لسان أحد الفراعنة قوله: (وبنيت الأهرام والبراني ، وبنيت الهرمين وأودعتهما كنوزي وذخائري) فقال ابن طولون: (هذا شئ ليس لأحد فيه حيلة إلا القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله ) وردت البلاطة كما كانت مكانها ).

وفي هذه الرواية نقاط ضعف قد تكون من إضافة بعض الرواة ، ولكن فيها نقاط قوة تستوجب الإلتفات . والله العالم .

ومنها ، حديث (أخنس مصر) الذي رواه صاحب كنز العمال في البرهان ص 200 نقلاً عن تاريخ ابن عساكر عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (سيكون بمصر رجل من قريش أخنس) وفي فيض القدير للمناوي:2/131من بني أمية (يلي سلطاناً ثم يغلب عليه أو ينزع منه ، فيفر إلى الروم ، فيأتي بهم إلى الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام بها ، وذلك أول الملاحم ) ، فقد يكون المقصود بالملاحم ملاحم ظهور المهدي عليه السلام ، وببني أمية خطهم ، والله العالم.

النهاية

رایکم