۳۳۳مشاهدات

السعودية تريد بدائل لرهائن أعزاز!

وعلل المصدر سياسة تكديس الرهائن لدى هذه الجماعات، التي تتمتع الاستخبارات السعودية والتركية بنفوذ في أوساطها عبر عمليات التسليح الواسعة التي قامت بها منذ عام وأكثر، لـ«النصرة» بشكل خاص، بالإبقاء على أوراق للضغط على جميع الأطراف.
رمز الخبر: ۱۵۹۶۴
تأريخ النشر: 26 October 2013
شبكة تابناك الاخبارية: كيف يعوّض السعوديون عن خسارة رهائن اعزاز؟ ذلك أن اللبنانيين التسعة، الذين استعادتهم صفقة متعددة الجوانب ومعقدة، كانوا الهدف الحقيقي للهجوم الذي بدأته مجموعة أبو عمر الكويتي في اعزاز لمنع تحريرهم واستعادتهم لضمهم إلى الأوراق التي تسعى الاستخبارات السعودية في الشمال السوري إلى الإمساك بها واستخدامها ضد «حزب الله».

وحتى الساعات الأخيرة من انهيار «لواء عاصفة الشمال»، ولجوء ما تبقى منه إلى الأراضي التركية الأسبوع الماضي، أو مواقع وحدات حماية الشعب الكردي في عفرين، حاولت المجموعات التي أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في اعزاز الوصول إلى اللبنانيين قبل نضوج الصفقة، التي تسارعت مع اقتراب مقاتلي أبو عمر الكويتي من المواقع الأخيرة لـ«لواء عاصفة الشمال» بالقرب من معبر باب السلامة.

ويقول مصدر سوري حاول التوسط في قضية الرهائن اللبنانيين قبل عام أن سياسة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان تنحو في المرحلة المقبلة، إلى محاولة التعويض عن خسارة الرهائن اللبنانيين في اعزاز، برهائن آخرين في اقرب فرصة ممكنة، بعد ان بينت التجربة قدرة هذه الورقة على تشكيل عامل ضغط مهم على بيئة «حزب الله»، والرهان على قدرتها في الحد مستقبلاً من مشاركته في القتال في سوريا.

وقال المصدر، الذي يعمل عن قرب في قضايا الرهائن من كل الجنسيات ممن تحتجزهم بشكل خاص «جبهة النصرة» و«داعش» في سوريا، أن تكليف «داعش» و«النصرة» بالرهائن يعود إلى رفض هذه الجماعات أي وساطة حتى الآن لتبادل المعتقلين، أو التفاوض بشكل مبدئي على إطلاق سراح مَن تحتجزهم. ولم يسبق أن توصل أي من الأطراف إلى عقد اتفاق مع هذه الجماعات لإطلاق سراح أي من المحتجزين لديها.

ويقول مصدر سوري أن «النصرة» و«داعش» تحتفظان في سجن قرب سد الطبقة، في الشرق السوري، بأربعة رهائن فرنسيين ورهينتين اسبانيتين وألماني واحد هو طبيب خطفته من مستشفى في اعزاز قبل شهر خلال الاشتباك مع «عاصفة الشمال». ويقول المصدر أن أبا لقمان، أمير «داعش» في الطبقة، هو الذي يشرف على سجن الرهائن، وكان قد تسلم من أبا يعقوب، احد أمراء «النصرة» في الرقة رهينتين فرنسيتين في حزيران الماضي. ويؤكد المصدر أن وسيطاً سورياً مقرباً من «داعش» زار الرهائن قبل 10 أيام في سجنهم، وأكد أنهم لا يزالون أحياء.

وعلل المصدر سياسة تكديس الرهائن لدى هذه الجماعات، التي تتمتع الاستخبارات السعودية والتركية بنفوذ في أوساطها عبر عمليات التسليح الواسعة التي قامت بها منذ عام وأكثر، لـ«النصرة» بشكل خاص، بالإبقاء على أوراق للضغط على جميع الأطراف.

ويقول مقرب من ملف الرهائن اللبنانيين أنه من دون الانعطافة الجارية في الموقف القطري من سوريا وإيران، لم يكن من الممكن إجراء صفقة الإفراج عنهم. ويبدو أن الاتفاق الأميركي - الروسي على فتح الأزمة السورية على احتمالات التفاوض في جنيف عنى للقطريين ضرورة التعاطي بواقعية مع القرار الأميركي، والتجاوب معه.

ويقول مقرب من الملف أن احد مؤشرات التقاط أمير قطر تميم بن حمد لقرار أميركا تغيير طريقة التعاطي مع الأزمة السورية، من نيويورك وفي أجواء التقارب الهاتفي الإيراني - الأميركي بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والأميركي باراك أوباما خلال انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإصداره الأمر لمدير الاستخبارات القطرية غانم محمد الكبيسي الانتقال فوراً إلى اسطنبول للمساهمة في حل أزمة الرهائن وإنهائها. وتقول معلومات أن القطريين بدأوا بتقليص دعمهم المالي المباشر للمعارضة السورية المسلحة ولبعض غرف العمليات التي كانوا يديرونها من منطقة الحدود التركية - السورية.

كما أن الأمير القطري الشاب يتجه إلى التعاطي مع الملفات الإقليمية، في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان، على إيقاع التعاطي الأميركي الجديد مع إيران. ومن غير المستبعد رؤية مواقف قطرية نوعية في المرحلة المقبلة، ودعوة شخصيات لبنانية مجدداً إلى الدوحة، كالرئيس نبيه بري أو ممثلين عن «حزب الله».

ويبدو أن القطريين تجنبوا الدخول في مواجهة حول سوريا مع الولايات المتحدة، الضامن الأول لأمن الدوحة، بخلاف خيار السعوديين بمواصلة الحرب على النظام السوري وإيران وعرقلة الإعداد لمؤتمر جنيف. وينقل معارض سوري عن مسؤولين أميركيين، التقاهم مؤخراً، أن السعوديين لا يزالون يراهنون على الحل العسكري.

وكشف مشرف على الملف السوري في الخارجية الأميركية لمعارض سوري بأنه رفض طلباً سعودياً بتأجيل مؤتمر جنيف سنة كاملة، ريثما تستعيد المعارضة المسلحة المبادرة العسكرية في مواجهة الجيش السوري. ولاحظ المصدر أن الاستخبارات الأميركية طلبت مؤخراً من حلفائها في الداخل، لا سيما في منطقة حوران المحاذية للأردن، وقف العمل على إحداث انشقاقات جديدة في صفوف الجيش السوري أو دعوة ضباط كبار إلى الالتحاق بـ«الجيش الحر» لأن ذلك بات يخدم من الآن فصاعداً جماعات «القاعدة».

ويقول معارض سوري أن الأميركيين بدأوا مراجعة مواقفهم من إضعاف الجيش السوري، والسعي إلى الحفاظ ما أمكن على بنيته لمواجهة محتملة مع «داعش» والجماعات «الجهادية» في سوريا بعد التوصل إلى صيغة في جنيف يمكن من خلالها التعاون مع النظام. وأضاف أن الانقلاب في الأولويات الأميركية وضرورة وقف تمدد «القاعدة» في سوريا هو أحد أسباب الخلاف المتفاقمة مع السعوديين. ونقل المعارض عن مسؤول أميركي قوله: لقد بلغنا الخط الأحمر في قبول طريقة التعاطي السعودي مع جماعات «القاعدة» في سوريا. ولن يفاجئ المعارضون السوريون باحتمال قيام تعاون واسع بين بعض أجنحة «الجيش الحر» والجيش السوري لمواجهة «القاعدة» التي تشكل خطراً على سوريا ولبنان والأردن وتركيا والعراق وإسرائيل. وقال المصدر السوري أن الأميركيين طلبوا قبل أشهر من بعض أجنحة المعارضة إيصال رسائل بشأن سوريا، لكنهم في أجواء التقارب بدأوا بتبادل الأفكار حول سوريا، وثمة قواسم مشتركة رفض الإفصاح عنها.

ومن دون المبالغة في حجم الخلافات السعودية مع أميركا، التي تبقى الوصية الأولى على أمنها، يبدو أن العلاقة السعودية الأميركية، قد تعيش اختباراً جديداً في الأيام المقبلة عندما يجتمع «الإئتلافيون» لتقرير موقفهم من «جنيف 2» حضوراً أو غياباً. ويقول معارض سوري أن «الإئتلاف» قد يتخذ مع ذلك قرار المشاركة في جنيف، ويكفي أن يصوت النصف زائداً واحداً على الحضور حتى يمر القرار.

وفي باريس، قلل ديبلوماسي فرنسي، يتولى ملف المعارضة السورية، من أهمية البيان الذي أصدره «الإئتلاف» بعد اجتماع «أصدقاء سوريا» في لندن قبل ثلاثة أيام. وقال أن «الأصدقاء» أصدروا بياناً عنيفاً ورفعوا فيه سقف الشروط للمشاركة في جنيف، لطمأنة «الإئتلاف» لا أكثر، لاستمرار الدعم الأوروبي.

وكان البيان الذي أخرجه الاجتماع المصغر لمجموعة «أصدقاء سوريا» قد وضع شروطاً للموافقة على جنيف تُقصي الرئيس السوري بشار الأسد من أي عملية سياسية، وتفرض «نوعاً من الانتحار السياسي» عليه، متجاهلاً حقيقة ميزان القوى على الأرض ومبادئ الاتفاق الروسي - الأميركي. ويعتقد المسؤول الديبلوماسي الفرنسي أن انعقاد جنيف أصبح مؤكداً، لكنه توقع فشله بسبب اختلال القوى لمصلحة النظام «ونحن نحضر أنفسنا لما بعد جنيف».

وأعلن الديبلوماسي أن الأوروبيين دعوا السعوديين مرة جديدة لوقف مساعدة السلفيين و«الجهاديين» في سوريا. ويعلل السعوديون دعمهم جماعة «النصرة» بأنهم مجموعة أكثر فعالية من «الجيش الحر» في قتال الجيش السوري. وقال المسؤول الديبلوماسي أن السعوديين وعدوا بوقف تلك المساعدة مرة جديدة.

النهاية
رایکم