۳۳۶مشاهدات

السعودية ترعى الفتنة والإرهاب في لبنان بعد فشل "إسرائيل" عسكريًا

وقال قاسم: "تبعًا لهذه المعادلة نرى أن هنالك تصاعدًا في الهجمة على قوى المقاومة، التي تُشكل تهديدًا لـ"إسرائيل"، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني".
رمز الخبر: ۱۷۴۰۸
تأريخ النشر: 05 January 2014
شبكة تابناك الاخبارية: تتواصل التفجيرات الإرهابية في لبنان، حاملةً بصماتٍ دامغة لأدواتٍ تعمل لحساب توابع ووكلاء ينفذون في المحصلة أجندة صهيو-أميركية في المنطقة، تضمن حفاظهم على كراسيهم ومصالحهم.

ويُجمع خبراء ومحللون على أن ما يجري في لبنان، لا ينسلخ عمَّا يدور في المنطقة من أحداث توزع واشنطن فيها الأدوار على وكلائها والدول التابعة لها – التي تقوم بدورها بتحريك أدوات وجماعات اصطنعتها - حفاظًا على مصالحها، وفي مقدمتها ضمان أمن الكيان الإسرائيلي.

وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية عبد الستار قاسم، أن أغلب الأنظمة العربية يرتبط وجودها بـ"إسرائيل"، فإذا ضعفت الأخيرة؛ ضعفت هذه الأنظمة.

وقال قاسم: "تبعًا لهذه المعادلة نرى أن هنالك تصاعدًا في الهجمة على قوى المقاومة، التي تُشكل تهديدًا لـ"إسرائيل"، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني".

وأضاف لمراسل وكالة أنباء فارس: "بعد فشل "إسرائيل" عسكريًا في مواجهة حزب الله، بدأت الأخيرة بتجيير وكلائها وأدواتهم في المنطقة، لخلق فتنة في لبنان".

وأشار قاسم إلى تصريح وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، مؤخرًا بعد تفجير الضاحية الجنوبية الأخير، الذي قال فيه: "إن هذا التفجير وغيره من التفجيرات ترمي إلى خلق فتنة طائفية في لبنان"، مؤكدًا في السياق أن "الفتنة لن تحدث".

وشدد على أن حزب الله يُشكل خطرًا إستراتيجيًا على الكيان الإسرائيلي، والحزب يدرك حجم الهجمة والتآمر عليه من قبل المثلث السلفي – السعودي – الفرنسي.

ولفت قاسم إلى أن الجماعات السلفية في المنطقة تنقسم في تبعيتها إلى قسمين، أحدهما مدعوم ويتم توجيهه من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، والآخر مدعوم ويوجّه من قبل السعودية.

وفي تعليقه على تعهد السعودية بتمويل صفقة أسلحة فرنسية للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار، رفض أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني تصنيف ذلك على أنها دبلوماسية، تحاول الرياض من خلالها الحفاظ على خريطة جيوستراتيجية في المنطقة بعد اتفاق جنيف.

وقال قاسم بهذا الشأن: "النظام السعودي قَبَلي، همه الوحيد المحافظة على حكم القبيلة، وهو لا يرى أبعدَ من أنفه"، مضيفًا: "هؤلاء لا يرسمون سياسات، هم تحت المظلة العسكرية الأميركية".

وتابع يقول: "الذي يرسم سياسية السعودية وغيرها من الأنظمة العربية، ويوزع الأدوار لهم أميركا و"إسرائيل"، وهم يتركون لوكلائهم وتوابعهم أدوارًا ولو بسيطة لتبييض وجوههم أمام شعوبهم".

وأرجع قاسم التطور الواضح في العلاقات بين السعودية وفرنسا، إلى موقف الأخيرة المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني؛ حيث اعتبرت الرياض أن باريس كانت بمثابة الناطق باسمها في مفاوضات جنيف، التي تمخض عنها اتفاق بين مجموعة دول (5+1) وإيران.

ولفت النظر إلى أن الأنظمة العربية تنظر بخطورة كبيرة لإيران منذ انتصار ثورتها الإسلامية في العام 1979، فهم يخشون حتى اللحظة تصدير ما حدث فيها إلى بلدانهم. ونبّه إلى أنه كلما تعمقنا وازدادت إيران قوةً علمية وعسكرية ستجد الهجمة عليها تشتد.

من جانبه، قال الخبير السياسي الفلسطيني عادل سمارة: "إن التفجيرات التي تحدث في لبنان، تنفذها أدوات مختلفة تتلقى تمويلًا وأوامر من دول تابعة لأميركا في المنطقة".

ومن بين هذه الأدوات – بحسب سمارة – رئيس تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري، الذي صرَّح تعليقًا على تفجير الضاحية الجنوبية الأخير بأن "الإصرار على زج لبنان في حروب خارجية خاصةً الحرب السورية، يستدرج الإرهاب إلى المدن اللبنانية".

ودعا الحريري عبر صفحته على "فيس بوك"، "الجميع إلى تحييد لبنان عن الحروب المحيطة، لتوفير الاستقرار والأمن"، وكأنه بذلك ناطق باسم من قاموا بالتفجير وما سبقه من أعمال إرهابية، من بينها استهداف السفارة الإيرانية في بيروت بتفجير إرهابي مزدوج أسفر عن استشهاد نحو 23 شخصًا بينهم الملحق الثقافي إبراهيم أنصاري.

وشدد سمارة لمراسل وكالة أنباء فارس، على أن "إسرائيل" وأميركا وتوابعهم (السعودية وقطر) يريدون جيشًا لبنانيًا منبطحًا، وينفذ سياساتهم، وأهدافهم في اجتثاث المقاومة وبنيتها التحتية، مؤكدًا أن تدخل حزب الله عسكريًا في سوريا، كان أمرًا لا بد منه وفق المفهوم الدفاعي.

ولفت إلى أن السعودية تمول كل ما يحصل في سوريا من إرهاب منظم، في الوقت نفسه جزء من هدفها شق صف الجيش اللبناني طائفيًا، ومواجهة حزب الله. وطيّر في السياق التحية لحزب الله والجيش اللبناني على تماسكهم وصمودهم حتى الآن.

وتناول سمارة في حديثه صفقة السلاح الممولة سعوديًا للجيش اللبناني، مشيرًا إلى أن فرنسا تعتبر لبنان مستعمرةً لها، بينما السعودية تحاول أن يكون لها دور في تخريب سوريا من خلال لبنان، وعليه تتقاطع مصالح الطرفين، معربًا في ذات الوقت عن اعتقاده بأن هذا لا يمكن أن يحصل دون رضا واشنطن.

النهاية

رایکم
آخرالاخبار