۷۲۰مشاهدات

غيتس وايران والمهمة المستحيلة

ماجد حاتمي
رمز الخبر: ۱۷۴۳
تأريخ النشر: 23 November 2010
شبکة تابناک الأخبارية: يبدو ان الطبع كثيرا ما يغلب التطبع، خاصة في ظل الظروف الضاغطة، فمن الصعب ان يدوم التطبع في هكذا ظروف، فما اسرع ان يترك مكانه للطبع وبشكل عار.
   
هذه الحالة يمكن ان تكون الوصف البليغ لحال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس عندما يتحدث عن ايران حيث لا يتمالك نفسه شانه شان باقي اعضاء الادارة الامريكية ويخرج عن طوره وعن كل ما هو مألوف دبلوماسيا فاذا هو ذلك الكابوي الامريكي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني.

فخلال مشاركته في مؤتمر وزراء دفاع الاميركيتين الذي يعقد في سانتا كروز شرق بوليفيا طالب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس نظراءه في امريكا اللاتينية بعدم الاستفادة من التقنية النووية الايرانية لتطوير قدرات بلدانهم النووية.

ولكي يكون اكثر اقناعا لمخاطبيه اعلن غيتس انه ليس متاكدا من ان الايرانيين لديهم القدرة بشكل مستقل علي مساعدة الغير في بناء منشأة نووية مدنية.

هنا لو اردنا ان نمر مرور الكرام من امام هذا الاستجداء او الطلب او التحذير او التهديد الامريكي بكل ما يحمله من تدخل سافر في شؤون بلدان ذات سيادة الا اننا سنكون مضطرين للتوقف امام خدعة كبري تضمنتها تصريحات غيتس والمتعلقة بقدرات ايران النووية والتي لا يمكن تغطيتها عبر تسويق ظاهرة ايران فوبيا.

ان حقيقة امتلاك ايران للقدرة النووية يؤكدها قبل كل شيء العداء الامريكي الذي وصل الي حد الهستيريا للبرنامج النووي الايراني السلمي فلو كان الامر كما يقول غيتس بان ايران تعتمد علي روسيا في المجال النووي فلماذا كل هذه الضجة التي مرت عليها سنوات ويكفي ان تطلب واشنطن من موسكو وقف تعاونها مع طهران وينتهي كل شيء .

فاذا كانت ايران لا تملك القدرة النووية وان كل ما لديها هو من روسيا فلماذا تتقدم دول من امريكا اللاتينية بطلب المساعدة من ايران لبناء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء؟ لماذا لا تتقدم هذه الدول بهذا الطلب الي روسيا نفسها التي تربطها بها علاقات جيدة؟ فهل هذه مؤامرة ايرانية كما تراها واشنطن ام ان هذه الدول تسعي وراء الجهة التي يمكن ان تنفذ هذه المشاريع بكلفة اقل؟.

ان حالة اليأس التي ظهر عليها وزير الدفاع الامريكي وهو يحاول عاجزا تحجيم ايران والنيل من قدراتها النووية والعلمية تعكس صعوبة المهمة التي انيط بها والتي تشبه الي حد بعيد محاولة من يريد حجب الشمس بغربال.
رایکم
آخرالاخبار