۸۸۴مشاهدات

اللعبة السعودية الجديدة.. تعكير الأجواء بين ايران وباكستان

حميد رضا كاظمي
رمز الخبر: ۱۸۳۰۳
تأريخ النشر: 03 March 2014
شبكة تابناك الاخبارية: السعودية تحاول عبثاً تغيير معادلة المنطقة من خلال تحريض باكستان ضد إيران لأن العقود الثلاثة الماضية أثبتت أن الرياض قد فشلت مراراً في تحقيق أهدافها عند مواجهة طهران بسبب حساباتها العقيمة.

يرى المفكر في مجال الاتحاد والائتلاف سيتفان وولت أن الحليف المناسب يجب أن يكون مقتدراً وحائزاً على مكانةٍ مرموقةٍ ولا بد أن يمتلك استقراراً سياسياً وشعبية ومرونة وتأثيراً.

والظروف الجديدة التي تواجهها المنطقة بعد الثورات العربية وتزعزع الأوضاع إثر الإطاحة بحسني مبارك في مصر وتصاعد الأزمة في سوريا فقد اضطرت بلدان المنطقة للتفكير في إعادة حساباتها بالنسبة إلى تحالفاتها فبعد التوقيع على اتفاقية جنيف بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة الست وعدم مسايرة الإدارة الأمريكية للمحور التركي العربي لشن هجوم عسكري ضد سوريا اقتضت الضرورة إعادة النظر في التحالفات الإقليمية والدولية، والسعودية بدورها تعتبر الرائدة على هذا الصعيد بسبب عجزها الواضح للعيان فحكومتها منذ ثلاثة عقود تلجأ الى الآخرين بغية تحقيق أهدافها اعتماداً على ثروتها النفطية حيث حاولت طيلة هذه الفترة زيادة الضغط على طهران من خلال تقديم إغراءات مالية لأعداء الثورة الإسلامية على جميع المستويات.

وبعد اتخاذ واشنطن قراراً بتقليص تواجدها العسكري في منطقة الخليج الفارسي في إطار سياسة محورية آسيا "Poviot Asia"فإن الرياض وقعت في مأزق حقيقي مما حدا بها للعمل على إيجاد معادلة جديدة في مجال توازن القوى لمواجهة الجمهورية الإسلامية الايرانية وبالتالي وطدت علاقاتها مع باكستان والكيان الصهيوني والزمر الإرهابية ومن الملاحظ أن باكستان تمتلك طاقات أكثر من غيرها للتعاون مع حكومة آل سعود لتحقيق هذا الهدف بفضل نواز شريف الموالي لهم بكل وجوده إذ إن الرياض تغذي الجيش الباكستاني بالدولار والدعم اللامحدود منذ عقود وذروة التعاون في الفترة الماضية كانت إبان احتلال أفغانستان من قبل الاتحاد السوفييتي لذا فإن الزيارات الأخيرة لأمراء آل سعود إلى باكستان تحكي عن بدء مرحلة جديدة من العلاقات بناء على الدولار والنفط.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية قام وزير خارجية السعودية بزيارة لباكستان ولم تمض مدة حتى توجه مساعد وزير الدفاع الباكستاني إلى الرياض الأمر الذي دعا المراقبين لأن يتستنتجوا بأن آل سعود على عجلة من أمرهم في التحالف مع الحكومة الباكستانية ويؤيد ذلك تصاعد النشاطات الإرهابية المسلحة على الحدود الإيرانية الباكستانية التي اسفرت عن اختطاف خمسة جنود إيرانيين ومن ناحية أخرى فإن اسلام آباد قبل هذه اللقاءات المشبوهة كانت تتخذ مواقف متقاربة مع الجمهورية الإسلامية الايرانية لكنها تغيرت فجأة والأزمة السورية تعد أبرز مثال على ذلك إذ إنها اتخذت مواقف اتبعت فيها سياسة آل سعود حتى أنها تدخلت بالشأن السوري بشكل صريح وطالبت بشار الأسد بترك سوريا تملقاً لآل سعود!

في الأسبوعين الماضيين تم التوقيع على عدة عقود تجارية وعسكرية بين الرياض واسلام آباد لتصل العلاقات إلى ذروتها في الآونة الأخيرة لا سيما بعدما أشاعت وسائل الإعلام احتمال تأسيس قاعدة عسكرية باكستانية في بلاد الحجاز.

وعلى هذا الصعيد فإن الجمهورية الإسلامية الايرانية لم تلتزم جانب الصمت إزاء محاولات تغيير معادلة المنطقة وتحركت دبلوماسياً لتقوية التعاون مع بعض بلدان المنطقة كتركيا وقطر والإمارات وعمان والعراق وتحاول اليوم توطيد علاقاتها مع الهند لكي تعقم المساعي السعودية لشراء بعض البلدان وتغيير التوازن الموجود لذا فإن الخاسر الأصلي في هذه التغييرات هي باكستان لأنها تحاول بيع علاقاتها التأريخية مع إيران بسبب أزمتها المالية لكنها تغفل عن أن الديون السعودية سوف تخلق لها أزمات حادة لا فرار منها.

فالجمهورية الإسلامية الايرانية إبان النزاعات بين الهند وباكستان وقفت إلى جانب اسلام آباد ودافعت عن استقرارها رغم وجود خلافات معها في بعض الملفات وعملت على تعزيز الأمن فيها بشتى السبل لكن حكومة نواز شريف المعروف بولائه الأعمى للرياض سوف يقصم ظهر بلاده بالقروض السعودية وفي ذات الوقت تراجع في العلاقات مع طهران لكن كل عاقل يدرك أن آل سعود ليست لديهم علاقات مبدئية كالجمهورية الإسلامية وسوف تتخلى عنه متى ما اقتضت مصلحتهم كما فعلت مع بعض حلفائها السابقين. فعلى سبيل المثال قاموا بتقديم دعم لامحدود لصدام في حربه ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية وأشبعوه بالمال والسلاح ولكنهم بعد احتلال الكويت كسروا شوكته ودمروا بلاده.

وبعد سقوط الطاغية صدام لم تفلح السعودية في بسط نفوذها بالعراق مما دعاها لأن تتجه نحو الكيان الصهيوني بشكل أقوى مما مضى وحاولت ضم الأردن والمغرب لمجلس تعاون الخليج الفارسي! وهي اليوم تدعم الإرهاب في سوريا دعماً مفضوحاً بكل ما أوتيت من قوة لأنها فقدت مصداقيتها في المنطقة وخرجت من كل الأزمات خالية الوفاض وذهبت دولاراتها أدراج الرياح.
رایکم