شبكة تابناك الاخبارية: «ربما لا يعرف الكثيرون أن زوجة البغدادي هي سجى حميد الدليمي، التي ظهر اسمها ضمن قائمة قدمتها (جبهة النصرة) للسلطات السورية من أجل الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح عدد من راهبات دير معلولا في الحادث الشهير، الذي وقع قبل أشهر، عندما تسلل مقاتلو (جبهة النصرة) إلى بلدة معلولا المسيحية (55 كلم من دمشق)، وادعوا أنهم لن يتعرضوا للدير ومن فيه».
ومضى «الوسط» في سرد وقائع قصة راهبات «دير معلولا»، كاتبًا: «ثم دخلوه (مقاتلو جبهة النصرة) في الليل وخطفوا رئيسته مع عدد من الراهبات، اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له، ثم أفرجوا عنهن في إطار صفقة تبادلية تمت في مارس الماضي».
ويشير الموقع الليبي إلى أنه «لم يكن أحد يعرف حقيقة شخصية سجى الدليمي إلا بعد 3 أشهر تقريبًا من صفقة تبادل راهبات معلولا بأسرى من (جبهة النصرة)، حين فجر أحد قادة الجبهة، المدعو أبومعن السوري، مفاجأة، بإعلانه هوية سجى، التي كانت من ضمن الأسرى ممن كانوا في سجون بشار الأسد».
ونقل تصريح «أبومعن»، المكتوب في حسابه على «تويتر» 9 يونيو الماضي: «يا أنصار الدولة.. لمن لم يعلم بعد الأخت، التي خرجت في صفقة تبادل راهبات معلولا، هي زوجة أبوبكر البغدادي.. جبهة النصرة قامت بفكاكها من الأسر»، مضيفًا: «بل وقامت جبهة النصرة حينها بتأمين منزل لها ولأبنائها حتى خرجت من المنطقة بأمان ولله الحمد.. والله على ما أقول شهيد».
يا أنصار الدولة.. لمن لم يعلم بعد الأخت التي خرجت في صفقة تبادل راهبات #معلولا هي زوجة أبوبكر البغدادي.. #جبهة_النصرة قامت بفكاكها من الأسر — أبومعن السوري (@M4__z) June 9، 2014
ويضيف «الوسط» أن «أبومعن أكد صدق روايته بالاعتماد على تغريدة سبق أن نشرها القيادي الآخر في الجبهة، المدعو أبوعزام المهاجر، الذي كان المسؤول عن صفقة تبادل راهبات معلولا». وجاء في تغريدة «أبوعزام» خطاب لـ«داعش» يقول فيه: «لو كنت تعلم يا أخي بالدولة من خرج بهذه المفاوضات صفقة التبادل لبكيت قليلًا وضحكت كثيرًا»، دون أن يصرح حينها عن مقصده من التغريدة، التي قال «أبومعن» عنها إن «أبوعزام كان يلمح لقيام النصرة بفك أسر زوجة البغدادي».
وحسب تقارير صحفية، فالإعلام الغربي يصور «جبهة النصرة» كعدو رئيسي لـ«داعش»، وذلك بعد الكلمة الصوتية، التي أعلن فيها زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، أن «جبهة النصرة» هي ممثل «القاعدة»، ودعا «داعش» للانصياع لها، إلا أن تقدم «داعش» في العراق وإعلانها للخلافة وسيطرتها على حوالي ثلث سوريا، جعل دور «القاعدة» في الجهاد العالمي يخبو بمقابل صعود نجم «داعش». وخرج «البغدادي» لشن حرب ضارية على «جبهة النصرة»، مما أدى إلى انفصاله عن تنظيم «القاعدة»، متجاهلًا نداءات «الظواهري»
في الوقت، الذي واصل خلاله الموقع الليبي متابعة القصة، فكتب: «اعترفت بعض حسابات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي بصحة ما قاله أبومعن وأن سجى الدليمي هي فعلًا زوجة البغدادي والأطفال أبناؤها من أمير داعش، معللين بأن النصرة فكت أسر زوجة البغدادي، كنوع من (رد الجميل) للبغدادي، الذي أمد زعيم جبهة النصرة أبومحمد الجولاني بالمال والسلاح في بداية تأسيس الجبهة».
«سجى» ودير «معلولا»
اسم سجى الدليمي لم يخطف الأنظار، يوليو الجاري، فحسب، وإنما تابعتها صحيفة «السفير» اللبنانية، مارس الماضي، كاتبة تقريرًا عنها تحت عنوان: «لغز سجى الدليمي وصفقة الراهبات». وفي أحد سطور التقرير، تشير «السفير» إلى أن «سجى» تزوجت مرتين، موضحة: «عندما أطلق سراحها على الحاجز الأخير للجيش اللبناني في عرسال مع ابنيها أسامة وعمر وشقيقتها الصغيرة هاجر، استأنفت الطريق، الذي قطع عليها اعتقالها من قبل الأمن السوري، صبيحة الأول من أكتوبر الماضي، عندما كانت تهم بلقاء أبيها حميد الدليمي في دير عطية، وعقد زواجها الثاني على (مجاهد) ليبي في (الكتيبة) الخضراء في يبرود، بعد أن كان قد خطبها من والدها قبل أشهر». وهو ما يعني غياب «البغدادي» عن قصة الزواج من «سجى»، فهو، حسب تتبع الولايات الأمريكية لقصته، مولود في مدينة سامراء العراقية، عام 1971، كما أن زوجها الأول، حسب «السفير»، من العراق بالفعل لكنه قُتل.
وتكتب «السفير» عن «سجى»: «رغم أنها نشأت على مهنة الحلاقة النسائية والخياطة في الأنبار وعامرية بغداد، إلا أنها تعرفت على )الجهاد) عن قرب من خلال زوجها العراقي الأول، فلاح إسماعيل جاسم، وهو أحد قادة (جيش الراشدين)، والذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الأنبار في العام ٢٠١٠».
عن قصتها مع «دير معلولا»، تحكي «السفير»: «اكتسبت سجى الدليمي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالها، أهمية كبيرة بنظر (النصرة) و(داعش) و(الكتيبة الخضراء)، ليس لموقعها (الجهادي) الشخصي، وإنما لتقاطع علاقات أفراد عائلتها بين المجموعات (الجهادية) الثلاث، في العراق وسوريا، فالشابة العراقية هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، ووالدها هو أحد (أمراء داعش) في سوريا، التي دخلها مع إخوة (الجهاد)، ومع أبي محمد الجولاني، منذ اللحظات الأولى للقتال في سوريا».
وتمضي قائلة: «قتل الدليمي، الذي يعد ممولا ومؤسسا لـ(داعش)، في عملية عسكرية للجيش السوري في دير عطية في 30 سبتمبر الماضي». وتكمل: «تنخرط عائلة الدليمي بأسرها في (الجهاد)، وبرزت من شقيقاتها دعاء، ففي الثامن من سبتمبر العام ٢٠٠٨، دخلت دعاء حميد الدليمي تاريخ (الجهاد) العراقي، بوصفها الانتحارية الأولى، التي تخفق في تفجير نفسها في تجمع كردي في أربيل»، متابعة: «كانت الدليمية الانتحارية قد لفت جسدها بحزام من 6 كيلوجرامات من مادة (سي فور)، ثأرًا لزوجها حارث، أمير (الدولة الإسلامية) في منطقة العامرية في بغداد، والذي قتله (الجيش الإسلامي)، لكن عطلًا تقنيا أدى إلى نجاة أربيل من مجزرة».
وتلفت «السفير» في ختام تقريرها النظر إلى أن «شقيقها عمر الدليمي يقود وحدة تابعة لـ(داعش) في القلمون، وفي صفوف (الكتيبة الخضراء)، قاتل شقيقهما الصغير خالد، ذو الـ15 عامًا على جبهة قارة قبل سقوطها بيد (حزب الله) والجيش السوري في نوفمبر الماضي، وتجمع علاقات واسعة العائلة الدليمية بقادة (النصرة) في يبرود و(داعش)، حيث عمل والدها قبل وفاته، إلى جانب (أمير جبهة النصرة) في القلمون أبي مالك التلي».
النهاية