شبكة تابناك الاخبارية: ماذا كانت نتائج تدخل مجلس الامن في ازمة ليبيا 2011 ومن ثم تدخله في ثورة اليمن حتى يريد التدخل مرة اخرى في الاحداث الجارية بهذا البلد مرة اخرى؟
مجلس الامن اصدر قرارا غير ملزم بالاجماع الاحد الماضي دعا فيه حركة انصار الله في اليمن الى الانسحاب من صنعاء مايثير تساؤلا بسيطا عمّا اذا كان تدخل مجلس الامن في موضوع اليمن يساهم في ايجاد حل لازمته ام لا؟
وكان مجلس الامن قد تدخل في احداث الصحوة الاسلامية الاخيرة وبهدف حل ازمتين الاولى في ليبيا والثانية تمثلت بدعم مشروع ماسمي ب"المبادرة الخليجية" في اليمن.
وينبغي النظر خلال هذين الامرين ماهي النتيجة الناجزة التي تصب في سياق صون السلام وارساء الديمقراطية في المنطقة؟
اصدر مجلس الامن قرارا يحمل الرقم 1973 في 21 آذار/ مارس 2011 حول الازمة الليبية والممارسات القمعية التي قام بها الزعيم السابق معمر القذافي للمشاركين في الاحتجاجات حيث دعا البند الرابع في القرار جميع البلدان الى اتخاذ اي خطوات من شأنها حماية المدنيين الليبييين وهو مااتخذته الدول الاوروبية ذريعة لشن حملات جوية على ليبيا.
ماذا حدث بعد تدخل الدول الاوروبية في ليبيا وانهيار نظام الديكتاتور القذافي ، هل عمّ الهدوء ؟
ان العملية السياسية التي كان مقررا لها ان تبدأ في ليبيا بدعم من الدول الاوروبية الاوروبية وحلفائها المشاركين في الحملات الجوية دخلت دائرة النسيان ولم تنل ليبيا بعد سقوط القذافي سوى دمار بناها التحتية وتشكلت اكثر من 13 الف مجموعة صغيرة وكبيرة اقتطعت اراض لها من المساحات الشاسعة بهذا البلد.
فضلا عن ذلك تضررت الكثير من المنشآت النفطية بعد الحملات الجوية الغربية بصورة جادة واتخذت ذريعة لدخول المهندسين والعمال الفنيين الغربيين للقيام بعمليات اصلاحها.
ان الجميع اليوم يرون نتائج الاوضاع والتطورات المؤلمة في ليبيا وتدخلات مجلس الامن في هذا البلد، حيث تتقاسم السلطة فيها حكومتان وبرلمانان وتحولت البلاد الى ملاذ آمن لتنظيم داعش والمجموعات الارهابية الاخرى.
ولم يتخذ مجلس الامن اي خطوات وفق برنامج بعيد الامد ويصون مستقبل ليبيا ويصب في سياق ارساء السلام في البلاد.
من النماذج الواضحة على تدخل مجلس الامن في اليمن دعمه للمشروع المسمى ب"المبادرة الخليجية" في 3 نيسان / ابريل 2011، ولم يدخل الاعضاء الدائميين في مجلس الامن في هذا المشروع في اطار المجلس الا ان الدفع باهداف هذا المشروع دون دعمهم لم يكن امرا سهلا.
ووفق هذا المشروع الذي تمت صياغته بمشاركة بلدان مجلس التعاون والاعضاء الدائميين في مجلس الامن تنحى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع منحه حصانه قضائية وتسلم المنصب الرئاسي نائبه عبد ربه منصور هادي وفي الحقيقة لم تتحقق اهداف الثورة اليمنية وضيعت دماء مئات الشهداء الذين سقطوا ابان ايام الثورة.
لم يكن المشروع يرى النور دون دعم اعضاء مجلس الامن الا انه ينبغي النظر ماالفائدة التي احرزها الشعب اليمني وتحقق مصالحه ضمن هذا المشروع؟ هل شكل خطوة في سياق ارساء السلام والديمقراطية؟ ام وضع في سياق مصالح المملكة السعودية والاعضاء الآخرين لمجلس التعاون الخليجي فقط؟
وبالتأكيد فان تدخل مجلس الامن في موضوع اليمن كان متأثرا بصورة كاملة من التطورات السياسية بالمنطقة ، بعبارة اخرى فانه كان يصب في سياق الحفاظ على الاوضاع الراهنة.
ان التغييرات الثورية في اليمن الخارجة عن رغبات المملكة السعودية والدول الغربية وسيطرتها يمكنها ان تخرج البلاد في المرحلة الاولى من قبضاتهم وفي المرحلة الثانية تؤول الى تغييرات تطال التوازنات في احدى اكثر المناطق حساسية في الشرق الاوسط.
ان مصالح الغربيين في اليمن تنحصر في موضوعين هما مكافحة القاعدة وتأمين عمليات شحن الطاقة في المنطقة بالنظر الى الموقع الجغرافي لهذا البلد على مضيق باب المندب الاستراتيجي.
ان القرار الاخير لمجلس الامن حول اليمن، بغض النظر عن كونه تدخلا مباشرا في العملية السياسية باليمن، فانه يصب في حقيقته بسياق ضمان مصالح الغرب والمملكة السعودية وان هذه التدخلات لم تعد ولن تعود باي نتائج ايجابية على الشعب اليمني سوى صنع المزيد من تعقيد الاوضاع السياسية بهذا البلد شأنها شأن التدخل ابان الثورة عام 2011 وكذلك مشروع "المبادرة الخليجية".