۲۸۶مشاهدات
"الحياة صدفة. الحياة مجرد إحتمال. في لحظة تأتي، وتصبح مثل شجرة نمت بالصدفة على حافة الطريق. اشتقت الى والدي".. هكذا يقول زياد.
رمز الخبر: ۲۷۵۹۷
تأريخ النشر: 29 April 2015
شبكة تابناك الاخبارية: بدءاً من اسم الفيلم تتضح بعض ملامح "زرافاضة" الذي يختصر كلمتي "زرافة" و"انتفاضة"، الذي تم عرضه في الصالة الثالثة لمجمع ملت السينمائي، وهو من إخراج "راني مصالحة" وإنتاج مشترك بين فلسطين وفرنسا وإيطاليا وألمانيا.

وهو أول فيلم للمخرج الفلسطيني الشاب "راني مصالحة" ومن تمثيل كل من "صالح بكري" والفرنسية "لور ديكليرمو" والمغربي "رشدي زم" والممثل الفلسطيني الكبير "محمد بكري" يروي حكاية الفلسطينيين بطريقة ذكية وينتقد الاحتلال بفكاهة سوداء.

يقدم الفيلم صورة لحياة الشعب الفلسطيني من زاوية طفل وأبيه يعيشان في محافظة قلقيلية، وما يتخلل هذه الحياة من معاناة وعلى رأسها استبداد قوات الإحتلال وعنفها اليومي، لكن المخرج وفق في نقل صورة هذه الحياة للمشاهد بشكل غير قاتمة، بل و برغم صعوباتها يمكن تجاوزها بالإيمان والأمل، حيث ركز على إبراز صور المدينة الجميلة التي يقطنها أبطال الفيلم بالتقاط المشاهد التي تصوّر المرتفعات الجبلية والمباني ذات الطراز العتيق إضافة إلى المكان الرئيسي في الفيلم، وهو حديقة ومنتزه قلقيلية، التي تؤوي مجموعة من الحيوانات ومن بينها الزرافتان اللتان كانتا محور الفيلم إضافة إلى مشاهد من الانتفاضة.

الوالد طبيب بيطري، لكن أتعابه تختلف! انه يأخذ الزيتون بدلاً من أتعابه.. زيتون السلام، أصبح عملة فلسطين، وحلّ محل النقود. البيت مليء بأكياس الزيتون، كيس للغداء.. وكيس للعشاء.. والكثير لرمضان. حتى الدببة وآكلات اللحوم في الحديقة أصبحت نباتية، ولا تأكل الّا الجزر! الدببة أيضاً أصبحت رمزاً للسلام المنشود، رغم انها تأكل بعضها البعض أحياناً!

المكان هو حديقة حيوانات فيها القليل مثلما هو الحال في فلسطين. بعض الدببة، وحمار أبيض يلوّنونه ليصبح حماراً وحشياً، وقرد يأكل الكثير من الفول السوداني، و زرافة واحدة. الزرافة تكاد تموت من الوحدة، وتحتاج الى ذكر حتى لا تموت، هكذا يقول البيطري. الطفل مبهور بزرافة تعيش في رعاية طبية لوالده الطبيب البيطري الأرمل ياسين (صالح بكري) في قلقيلية. الفيلم يبدأ بسخرية مريرة، تبدأ من العنوان المختار لهذا الفيلم، وتستمر:

ـ أبي، هل تذهب الحيوانات للجنة عندما تموت؟

ـ الحيوانات ليست بحاجة للجنة.. انظر! إنها سعيدة هنا.

وماذا عن الفلسطينيين؟ ماذا تعني في بلد يعرف فيه الناس خريطة السماء أفضل من خريطة موطنهم؟

يبدو الخطاب السينمائي الفلسطيني كأنما موجهاً إلى الغرب، بعد تجربة لم تنجح عندما كانت الأفلام تنتج من قبل فصائل فلسطينية تريد نشر توجهاتها، ولم تصل الرسالة، فاتجه مخرجون فلسطينيون في السنوات الأخيرة إلى الخارج لكي يبحثوا عن منتجين أجانب لمساعدتهم على نشر أفلامهم وأفكارهم، وبعيداً عن نظرية المؤامرة التي من الممكن أن تظهر على السطح حول ماهية الإنتاج الغربي وتدخله في تغيير الكثير من النص، ثمة حقيقة لا بد من الإشارة إليها؛ إن أفلاماً فلسطينية كثيرة استطاعت بسبب لغتها العالمية التي تحاكي كل الجنسيات أن تصل إلى العالم.

الزرافة "ريتا" مريضة، وقرروا أن يسرقون زرافة من حديقة حيوانات اسرائيلية، لينقذو ريتا. هنالك ست زرافات في الحديقة الإسرائيلية. اختاروا "روميو" وسرقوه بمساعدة الطبيب الإسرائيلي. الزرافة عبرت الجدار العازل مشياً على الأقدام. الزرافات لا تفهم الحدود. تعبرها مرفوعة الرأس، مثلها كمثل الطبيب البيطري. تأتي الزرافة لتنقذ ريتا. تعبر الشورع، ويتجمد الجنود في مكانهم. ماذا يفعلون بزرافة عبرت الجدار العازل؟ الزرافة أخذت من الجدار هيبته. تم القبض على البيطري وروميو التحق بريتا.

"الحياة صدفة. الحياة مجرد إحتمال. في لحظة تأتي، وتصبح مثل شجرة نمت بالصدفة على حافة الطريق. اشتقت الى والدي".. هكذا يقول زياد.

المصدر: آي فيلم
رایکم