۳۵۶مشاهدات
وقد تعهدت تركيا باستخدام الطائرات المقاتلة F-16 للمساعدة في طرد مقاتلي تنظيم داعش من منطقة آمنة بطول حوالي 55 ميلا وعمق 25 ميلا.
رمز الخبر: ۲۸۸۲۴
تأريخ النشر: 27 July 2015
شبکة تابناک الاخبارية: نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أتراك وأميركيين أن الاتفاق على السماح للطائرات الأميركية باستخدام القواعد التركية لضرب مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية يمهد الطريق لإنشاء منطقة حظر جوي، بحكم الأمر الواقع، في شمال سوريا.

ويعتمد التفاهم الأخير على الثوار السوريين "المعتدلين" للمساعدة في السيطرة على منطقة عازلة على طول الحدود التركية، وفقا لمسؤول تركي تحدث الأحد.

وقد تعهدت تركيا باستخدام الطائرات المقاتلة F-16 للمساعدة في طرد مقاتلي تنظيم داعش من منطقة آمنة بطول حوالي 55 ميلا وعمق 25 ميلا.

وإذا استطاع الثوار من السيطرة على هذه المنطقة، وفقا لمسؤول تركي، فسوف تكون محمية من قبل الضربات الجوية للتحالف، وعلى هذا يمكن للاجئين السوريين، ما يقرب من مليوني شخص يعيشون في تركيا، العودة إلى بلدهم.

وقالت الصحيفة إن الخطط المتطورة تفتح جبهة جديدة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للولايات المتحدة في حربها ضد الدولة الإسلامية، ذلك أنها يمكن أن تتعثر إذا لم تكن أمريكا وتركيا قادرتين على إمداد قوات الثوار "المعتدلين" بالدعم الذي يحتاجونه للاحتفاظ بالسيطرة على المنطقة العازلة.

وفي هذا السياق، قال مسؤولون أمريكيون وأتراك إن البحث في المقترحات لا يزال جارٍ ويحتاج البلدين للتطرق إلى تفاصيل هامة لإنجاح الاتفاق.

"ما نتحدث عنه مع تركيا هو التعاون لدعم الشركاء على الأرض في شمال سورية الذين يواجهون تنظيم الدولة"، كما قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، وأضاف موضحا: "والهدف من هذا هو إقامة منطقة خالية من مسلحي داعش وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا".

ويصرَ مسؤولون أمريكيون على أن الصفقة لن تؤدي إلى إنشاء منطقة حظر الطيران، إذ إن هذا سوف يحتاج إلى دعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث من المرجح أن تعارض روسيا والصين ذلك.

ورأى تقرير الصحيفة أن الصفقة الأمريكية التركية تشكل فصلا جديدا متقلبا في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث وافقت أنقرة على السماح للولايات المتحدة باستخدام القواعد على أراضيها لشن ضربات جوية ضد مواقع الدولة الإسلامية، وهو الأمر الذي تمنعوا عنه لفترة طويلة.

وقال الكاتب إن الاتفاق يقدم شيئا لكلا البلدين. فتركيا يمكن أن تدعي أن ذلك سيؤدي إلى إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا، وهو ما طالبت به منذ فترة طويلة. ويمكن الولايات المتحدة من فتح جبهة عسكرية جديدة في الحرب ضد داعش وإبعاد مقاتليه عن جزء من الحدود التي هي بمثابة شريان الحياة الرئيس لتنظيم لدولة الإسلامية.

كما إن الثوار السوريين الذي يجري تدريبهم وتجهيزهم في تركيا والأردن من قبل الولايات المتحدة وحلفائها يمكن في نهاية المطاف أن يلعبوا دورا رئيسا. ففي الشهر الماضي، دخل أكثر من 50 مقاتلا مدربا ومجهزا دخلوا إلى سوريا مجددا، وفقا لمسؤولين أمريكيين وأتراك، على أن يلتحق هؤلاء بثوار آخرين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية.

ومن المتوقع، وفقا للخطط الجديدة، أن يتم توفير للقوات السورية المعتدلة نفس النوع من الدعم الجوي الأمريكي الذي سمح للقوات الكردية بالسيطرة على أجزاء من مناطق الشريط الحدودي في شمال سوريا.

"هذه هي واحدة من النقاط التي أكدنا عليها خلال الأشهر العشرة الماضية من المحادثات مع زملائنا الأمريكيين"، وفقا لمسؤول تركي، مضيفا: "وفي النهاية، أدركوا أنه من دون هذا الغطاء الجوي، فإن برنامج التدريب والتجهيز هذا لن يحقق النجاح".

ولكن بطء وتيرة البرنامج التدريبي، وفقا للتقرير، قد يجعل من الصعب الاعتماد على القوات التي تدعمها الولايات المتحدة لإنشاء مناطق آمنة في بلد حققت فيه القوات الكردية مكاسب كبيرة في الاستيلاء على الأرض وطرد مقاتلي الدولة الإسلامية على طول الحدود مع تركيا.

ويُذكر أن الرئيس الأمريكي عمل لأكثر من سنة، منذ فاجأ مقاتلو داعش العالم واحتلوا الموصل، عاصمة شمال العراق، على إقناع نظيره التركي، اردوغان، لمساعدته في الحرب ضد تنظيم الدولة وفتح القاعدة الأمريكية في انجيرلك للغارات الجوية في سوريا وفي العراق وإشراك الجيش التركي في قتال التحاف الدولي.

وفي نهاية الأسبوع، وفي خطوة مفاجئة، قرر الأتراك الانضمام إلى الحرب، وكانوا قد رفضوا ذلك من قبل، لأن داعش لم يكن في نظرهم التهديد الأساس، فقد رأوا أن التهديد الأكبر على تركيا هو تنظيم حزب العمال الكردستاني الذي تحاذي قواعده في المنطقة الكردية حدود تركيا الجنوبية.

وقد استجاب الأتراك أخيرا للطلبات ووافقوا على فتح قاعدة انجيرلك للهجمات على مواقع تنظيم داعش في سوريا والعراق، ووافقوا أيضا على إشراك قواتهم الجوية في القتال، ولكن شرط أن يسمح الأمريكيون لهم، في الوقت ذاته، بمهاجمة قواعد التنظيم السري الكردي خلف الحدود، كما أشارت إلى ذلك تقارير إعلامية.
رایکم