شبكة تابناك الإخبارية : وتفيد حصيلة جديدة نشرها نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموس بأن 274 مهاجرا لقوا مصرعهم غرقاً منذ بداية العام قبالة سواحل تركيا، بينما تم انقاذ اكثر من 53 ألفاً و200. واضاف ان تركيا استقبلت 2.2 مليون سوري منذ بداية النزاع وانفقت نحو 7.6 مليارات دولار من اجلهم.
في حين كشفت المنظمة الدولية للهجرة في أحدث تقاريرها عن أن 473 الف لاجئ عبروا البحر المتوسط إلى اوروبا هذا العام.
وأمس اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من ايطاليا انه سيطلب من القمة الاوروبية الاربعاء مساعدة تركيا لضمان بقاء اللاجئين على اراضيها إلى حين حل النزاع السوري. وعلاوة على ذلك سيطلب من الاوروبيين انشاء مراكز استقبال تتيح تسجيل طالبي اللجوء ومواكبة من ليس لهم الحق في ذلك.
إلى ذلك، أغلقت دول البلقان وأوروبا الوسطى حدودها لمنع عبور المهاجرين مع إقفال كرواتيا سبعة من معابرها الحدودية الثمانية مع صربيا وإقامة المجر سياجاً حدودياً جديداً ووقف رحلات القطارات في سلوفينيا. ومنذ أن أغلقت المجر حدودها مع صربيا باقامة سور مزدوج من الاسلاك يحاول اللاجئون الدخول الى بلدان اخرى وفي طليعتها كرواتيا وسلوفينيا.
وأعلن رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش ان كرواتيا ستنقل المهاجرين الموجودين على اراضيها الى المجر. وقال رداً على سؤال في هذا الشأن «ليس لدينا خيار آخر (...) هذا امر مشروع».
وأحصت زغرب منذ صباح الاربعاء 13 ألف مهاجر دخلوا الى كرواتيا من صربيا. واعلن هذا البلد الذي يقول انه بلغ «اقصى امكاناته» عن اغلاق معابر توفارنيك وايلوك وايلوك 2 وبرينسيبوفاك وبرينسيبوفاك 2 وباتينا واردوت وذلك «حتى اشعار آخر». غير أن تدفق المهاجرين متواصل، إذ وصلت حافلات تنقل مهاجرين الى شيد شمال صربيا على الحدود مع كرواتيا.
وفي المقابل نجحت فرق بحرية تابعة لمنظمة اطباء بلا حدود انقاذ مئات اللاجئين كانوا على متن 3 قوارب قبالة السواحل الليبية.
ولم يتوقف اي من المهاجرين في هذه المدينة، بل واصلوا جميعهم تقدمهم مشياً ودخلوا كرواتيا عبر الحقول. وبعد عبورهم توفارنيك خيم آلاف الاشخاص في الحقول في انتظار قطار. وقال مدير اجهزة الطوارئ في منظمة هيومن رايتس ووتش بيتر بوكيرت لوكالة فرانس برس ان «الوضع خطير. الناس غاضبون. واذا لم ينطلق قطار سوف يبدأون القتال». وتابع ان «فوضى تامة تعم. هناك آلاف الاشخاص ينتظرون بعد ليلة صعبة من دون ملجأ ولا طعام. انها مدينة صغيرة جدا فيها شارع واحد بات مكتظاً تماماً».
وأعلنت المجر صباح أمس وضع أول سياج من الاسلاك الشائكة على حدودها مع كرواتيا سيمتد على طول 41 كلم من اليابسة، فيما يفصل نهر درافا الذي يصعب عبوره بين البلدين على طول الحدود المتبقية وطولها 330 كلم.
وقال رئيس الوزراء المحافظ ان «طرق غرب البلقان لا تزال قائمة واغلاق الحدود الصربية المجرية لم يوقف وصول وافدين جدد».
وكانت سلوفينيا، الدولة الصغيرة العضو في الاتحاد الاوروبي وفضاء شينغن والتي لا يتعدى عدد سكانها مليوني نسمة، تستعد لتدفق المهاجرين بعدما قطعت طريقهم السياجات التي اقيمت في الدول المجاورة لها. وعلقت سلوفينيا جميع رحلات القطارات مع كرواتيا وأعدت خيماً وملاجئ. وقال رئيس الوزراء ميرو سيرار مساء الخميس ان وحدهم المهاجرين الذين يستوفون القوانين الاوروبية سيسمح لهم بالدخول.
والتقت وكالة فرانس برس شابا سورياً عمره 24 عاماً قادماً من مدينة اللاذقية كان مبللاً على مسافة بضعة امتار من الجسر الحدودي بين كرواتيا وسلوفينيا، وقال «كل ما أريده هو عبور الحدود. لقد أغلقوها، ربما بشكل نهائي». وقد حاول خلال الليل عبور النهر لكن الشرطة السلوفينية ردته.
وأشارت صحيفة الاندبندنت إلى أن السبل تقطعت أمام اللاجئين عند حدود المجر، وأن طريقهم الجديد عبر كرواتيا قد يقودهم إلى حقول الألغام من دون أن يدروا. ومن شأن اغلاق الحدود في هذا القسم من اوروبا ابقاء الضغط على الاتحاد الاوروبي الذي يجتمع قادته في 23ايلول ر في بروكسل في محاولة لتخطي الانقسامات بينهم حول هذه الازمة، غداة لقاء لوزراء الداخلية.
ولوح وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير باعتماد «تصويت بالغالبية» لفرض استقبال اللاجئين على الدول الممتنعة.