۴۰۸مشاهدات

دم الأكراد على أيدي أردوغان

أثناء 5 أشهر في اطار العملية العسكرية التركية قتل أكثر من 1700 عنصر حزب العمال الكردستاني.
رمز الخبر: ۳۰۴۳۴
تأريخ النشر: 03 January 2016
شبکة تابناک الاخبارية: کتبت الکاتبة الصحفية مريام الحجاب في مقال لها جاء فيها: 24 يوليو/تموز 2015 بدأ أردوغان عمليته العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني. إعتقل 250 شخصاً أثناء الساعات الأولى للعملية. تمت إعتقالات في إسطنبول و أنقرة و إزمير و كذلك في المناطق الحدودية مع سوريا. و إشتركت في العملية القوات المسلحة و الشرطة و من أجل مطاردة الأكراد في الأراضي السورية و العراقية إستخدمت السلطات التركية الطيران الحربي.

تبرر القيادة التركية العملية ضد الأكراد بمكافحة الإرهاب لأنه يعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية في تركيا. و يسمي أردوغان إبادة الأكراد في تركية بعملية مكافحة الإرهاب التي تشمل 13 منطقة للبلد. لكن في أوروبا تم محو حزب العمال الكردستاني من جدول المنظمات الإرهابية. من المستغرب أن الدول الأوروبية فيما بينها فرنسا (التي إعترفت بإبادة الأرمن من قبل تركيا) تغض النظر مما يحدث الآن في تركيا مع الأكراد.

24 دسمبر/كانون الأول 2015 عقد في ديار بكر المؤتمر الشعبي الديموقراطي و في اطاره تم لقاء ممثلي المنظمات الكردية غير الحكومية. في نتيجة عمل المؤتمر تم توقيع البيان لإقامة منطقة كردسان الذاتية ضمن الأراضي التركية.

27   دسمبر/كانون الأول في المدينة الألمانية دوسلدورف تمت المظاهرة الحاشدة من الأأكراد الذين إحتجوا على العملية العسكرية التركية. وفقاً لوسائل الإعلام الأوروبية إشترك في المظاهرات حوالي 15 ألف من الأكراد. و أصبحت تلك المظاهرات إشارة التحذير لزعماء الدول الأوروبية الذين يفكرون عن مسألة إنضمام تركيا للإتحاد الأوروبي.

يفهم السياسيون الألمانيون إستياء الأكراد و يقدمون الدعم لهم. الأمين العام لحزب الخضر الألماني جيم أوزديمير إنتقد أسلوب العقوبة الجماعية التي تستخدمها السلطات التركية إزاء الأكراد. زعيم حزب اليسار الألماني بيرند ريكسنجر دعا الإتحاد الأروبي إيقاف توريد الأسلحة إلى تركيا. رغم ذلك تحتفظ مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل بالصمت بنسبة قضية الأكراد بسبب نيتها لإتفاق مع أردوغان حول مسألة اللاجئين.

حسب الصحفي و الخبير السياسي الكردي دلشد ملا أتخذ أردوغان العملية العسكرية ضد الأكراد بسبب تدهور الأوضاع السياسية في تريكا فيما كانت مكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني دافعا للعملية وأصبح نجاح حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في الإنتخابات البرلمانية التركية التي تمت في يونيو/حزيران 2015 (http://bit.ly/1OgwsIm). ومنع نجاح حزب الشعوب أردوغان من تحقيق خطته بتحويل تركيا إلى الجمهورية الرئاسية.

والجدير بالذكر أن الملا كان على حق في تنبؤ إجراء الإنتخابات المبكرة والإحتجاجات الحاشدة في المدن التركية. تشهد إسطنبول وأنقرة حتى اليوم التظاهرات المتعددة والإضرابات عن العمل ضد العملية العسكرية في جنوب شرق البلد.

بعد نصف سنة منذ بداية العملية العسكرية إتخذ الرئيس أردوغان في ديسمبر قراراً بتكثيف العملية ضد الأكراد. وكان هذا الشهر أسوأ الوقت للأكراد في تركيا. فرضت السلطات التركية حظر التجوال في ديار بكر و جزيرة وسيلوبي إنتهاكاً لحق حرية الحركة. بالإضافة إلى ذلك حظرت السلطات دخول مراسلي وسائل الإعلام و ممثلي المؤسسات الإغاثية إلى المدن في هذه المحافطات.

في جزيرة يقتحم العساكر الأتراك منازل المواطنين المحليين بحثاً عن المتمردين. من 19 إلى 21 ديسمبر قتل العساكر أكثر من 100 أكراد. إندلعت الإشتباكات العنيفة في نصيبين ودارغشيت في المحافظة ماردين وكذلك في المدينة  سور التأريخية. منذ بداية العملية في ديار بكر قتل العشرات من الموطنين الأكراد الذين ما كانت لديهم أية صلة بحزب العمال الكردستاني.

إستخدم الجيش التركي دبابات في الإشتباكات ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جزيرة. ونقل شهود العيون عن تدمير حوالي 300 منزل فيما بينها المدرسة التي إنحرقت بعد القصف. ويستمر و يتزايد التوتر في المنطقة.

وضعت السلطات التركية الحصار على مدن المحافظات ديار بكر وماردين وشرناك ومنع توريد هناك المواد  الضرورية المعيشية والأدوية والمواد الغذائية. تجبر أعمال الجيش التركي الأشخاص إلى التخلي عن بيوتهم واللجوء إلى الأراضي الآمنة. الوضع في المدن الكردية يقترب من الكارثة الإنسانية.

على ما يبدو تمثل مكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني أهمية قصوى لإردوغان الذي وافق على إستخدام الطيران والدبابات ما يؤدي إلى مقتل الكثير من الأشخاص من غير مقاتلي الحزب. يتجاهل الرئيس التركي طلبات الإتحاد الأوروبي بالمصالحة مع الأكراد ووقف العنف و هو جاهز على فقدان الصداقة مع الولايات المتحدة حيثما أدان أردوغان واشنطن لتعاون مع الأكراد في إطار مواجهة داعش.

ويستعجل أردوغان من أجل تدمير حزب العمال الكردستاني لأنه يخوف من تعزيز الأكراد وإقامة الدولة الكردية المستقلة على جزء من الأراضي التركية. كذلك هو خائف من غضب الشعب التركي في حال فقدان الخمس من الأهل و جزء من مساحة البلاد. بلا الشك أن سياسة السلطات التركية تجبر الأكراد على بحث عن الحلفاء الجدد. بعد إسقاط المقاتلة الروسية و العدد من زيارات الممثلين الأكراد لموسكو ظهر إحتمال التعاون الكردي الروسي الجديد.

أثناء 5 أشهر في اطار العملية العسكرية التركية قتل أكثر من 1700 عنصر حزب العمال الكردستاني. منذ أغسطس تفرض القوات المسلحة التركية الحصار على أكثر من مليون من الأكراد. قتل أكثر من ألف شخض ليست لديهم صلة بالحزب. فرض السلطات التركية نظام الطوارئ وحظر التجوال في المدن التي حصل فيها حزب الشعوب الديموقراطي على عدد الأصوات الكبيرة. و في الواقع ترتكب السلطات التركية بإبادة الأكراد الجماعية وتقتل النساء والأطفال والشيوخ.
 
النهاية

رایکم