شبکة تابناک الاخبارية: على قاعدة [صديق صديقي صديقي، وصديق عدوي عدوي، وعدو عدوي صديقي] جاءت تصريحات الجنرال الصهيوني "غادي ايزنكوت" الأخيرة والتي زعم فيها "أن طهران تقوم بتشكيل هلالين مواليين لها
أحد الهلالين: يمتد من إيران إلى اليمن عبر الدول الخليجية، والآخر يمتد من طهران إلى بيروت عبر العراق وسوريا، في محاولة لتقويض الهيمنة السعودية والسيطرة الإسرائيلية ولذلك انبثقت أسس التحالفات الإقليمية الراهنة.
وتوقف المراقبون السياسيون عند تأكيد رئيس الأركان الصهيوني بأن تحالفا اسرائيلياً – خليجياً يتبلور في وجه المساعي الإيرانية والحليفة لها على صعيد الشرق الأوسط، علَّ تل أبيب تتمكن من خلال هذا التحالف مع بضعة حكام خليجيين من التصدي لتنامي ما يسمى بالنفوذ الإيراني في المنطقة.
صحيح أن الجنرال الصهيوني لم يذكر أسماء الدول الخليجية المستعدة للتحالف مع تل أبيب على قاعدة ميكافيللي سيئة الصيت (الغاية تبرر الوسيلة) بيد أنه لا يخفى على كل ذي لب أن دول المحور الأمريكي في المنطقة تشكل صفا مناوئا لطهران وقد تدخلت في شؤون اليمن (وقبله تألبت ضدالعراق وسوريا وليبيا ولبنان) بتحريض من الرياض وبذلت أقصى ما لديها من مساع خبيثة هادفة لتركيع اليمن عبر التجويع والحصار وجرائم الإبادة الجماعية والمجازر الدموية والقصف العشوائي، وهي المقصودة بتبلور التحالف الإسرائيلي -الخليجي. إذن فقد اتفقت مصالح تل ابيب مع أهداف الرياض لما صار العدو مشتركا.
إن الحافز الرئيس الذي يدفع الدويلة الصهيونية للتحالف مع بعض الحكومات الدائرة في الفلك الأمريكي هي وحدة السيد (أمريكا) وكون العدو مشتركا (إيران) والهاجس الأصلي هو الخوف على أصل موجودية الكيان اليهودي والحكم السعودي من الزوال والإضمحلال.
ولا يغيب عن البال التصريح الذي أطلقه القائد السيد علي الخامنئي في 2015 بزوال ما يسمى (بإسرائيل) بعد 25 عاما ومحوها من الخارطة {كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف}.
هذا أمر حتمي لا جدال فيه ولا شك في حتمية وقوعه. فكل القرائن والأدلة تؤكد على أن هذا الكيان سائر نحو الفناء لأنه مجرد كيان مختلق مبني على باطل وحق مغتصب ولا تتوافر فيه ركائز الدولة وعناصر البقاء وكينونة الهوية وملامح المشروعية وشروط الاستمرار على قيد الحياة، مثلما هو حكم آل سعود ايضا.
إن هذين الكيانين يواجهان تحديات كبيرة داخلية وخارجية لعل أبرزها تفاقم الصحوة الإسلامية وتنامي النقمة الشعبية وهشاشة الجبهة الداخلية والإقتصاد المتخلف، ولذلك فإن زوال دويلة (إسرائيل) ليست مجرد حلم أو أمنية بل قضية حتمية مستندة إلى الوقائع والمعطيات والقرائن والحقائق الدامغة التي لابد من وقوعها عاجلا أم آجلا.
ومن الطريف أنه توجد شاشة الكترونية رقمية كبرى في دوار فلسطين على بعد أمتار من مبنى سفارة دولة فلسطين يمر بها صباح كل يوم السفير الفلسطيني بطهران صلاح الزواوي ذاهبا إلى مكتبه فيرى عدد الأيام المتبقية من عمر دويلة إسرائيل، والعدد المكتوب أمس الثامن من كانون الثاني 2018 هو [8238] يوما.
ولاريب أن زوال هذه الغدة السرطانية من قلب العالم الإسلامي يعد من السنن القرآنية الحتمية (ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا) فالشعب الفلسطيني ليس وحده في ساحة الصراع وإنما تسنده وتدعمه وتعاضده جبهة المقاومة والتحرير سياسيا وإعلاميا وماليا وعسكريا [فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا].