شبکة تابناک الاخبارية: 1000 يوم من عدوان التحالف السعودي على اليمن؛ والسعودية لا تتوقف عن ارتكاب الجرائم والفظائع بحق الأبرياء والمدنيين في هذا البلد، ما خلف مئات الآلاف من القتلى والجرحى إلى جانب التدمير شبه الكامل للبنى التحتية والمرافق الأساسية في هذا البلد.
الإجرام السعودي دفع بالمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني إلى التحذير من خطوة الموقف وحجم الكارثة التي يعاني منها الشعب اليمني. فقد قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في أحدث تقرير لها خلال العام الجاري إن قوات التحالف التي تقودها السعودية هاجمت مرارا مناطق مأهولة بالسكان، كما منعت المساعدات الإنسانية عن المدن اليمنية، وارتكبت انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب.
المنظمة أكدت في تقريرها أن السعودية وبدعم عسكري من الولايات المتحدة ارتكبت العديد من الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني؛ فيما دعت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش إلى أن تطال العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي قادة عسكريين كبار في التحالف، بمن فيهم ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان، لدورهم في عرقلة المساعدات وغيرها من الانتهاكات.
طالت الجريمة البراءة اليمنية أيضاً حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف أن خمسة آلاف طفل في اليمن قتلوا أو أصيبوا بجروح منذ تدخل السعودية وحلفائها في النزاع اليمني في مارس/آذار 2015.
وفي مؤتمر صحفي قالت ممثلة المنظمة في اليمن أن 400 ألف طفل يمني يعانون نقص التغذية الحاد والوخيم ما يضع “حياتهم على المحك”، فيما يعاني 1,8 مليون طفل من سوء التغذية.
أما المجاعة فهي تقض مضجع غالبية سكان اليمن إذ حذرت المنظمات الإنسانية من تزايد خطر المجاعة في البلاد فيما 8,4 مليون نسمة يعانون الجوع الكامل في مقابل 6,8 مليون السنة الماضية، وتشمل هذه الأرقام أكثر من نصف مناطق البلاد، بينها 72 من أصل 95 هي الأكثر تعرضا لخطر المجاعة.
وزارة الصحة اليمنية كشفت بدورها عن أرقام كارثية للخسائر التي خلفها العدوان والحصار السعودي الأمريكي على الشعب اليمني خلال ألف يوم من العدوان.
وأكدت الوزارة اليمنية في بيان نشرته مؤخراً أن أكثر من 35 آلف شهيد وجريح مدني سقطوا جراء غارات العدوان السعودي الأمريكي المباشرة.
الوزارة قالت أن 415 منشأة صحية دمرت بشكل كلي أو جزئي نتيجة غارات مباشرة للعدوان، مشيرة إلى أن أكثر من 55% من المرافق الصحية لا تعمل بسبب العدوان، وأن الـ 45% المتبقية تعمل بالحد الأدنى من قدرتها.
ولفتت إحصائية الوزارة إلى أن أكثر من 95000 مريض يمني بحاجة للسفر للخارج، مؤكدة أن إغلاق المطارات يؤدي إلى وفاة 32 مريض يوميا في كل المحافظات.
الإجرام السعودي في اليمن لم يتمكن من الاستمرار لولا الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وأيضاً لولا الغطاء السياسي الواضح الذي منحته باقي الدول الغربية لهذا العدوان منذ البداية. فصفقات الأسلحة خير شاهد ودليل على تورط الغرب في الحرب على اليمن، بل ذهب البعض إلى إعتبار العدوان حربا بالوكالة تقودها السعودية لصالح الدول الغربية صاحبة المنافع والمصالح في منطقتنا.
وعلى مر السنوات الماضية أبرمت السعودية العديد من صفقات التسلح مع بريطانيا وأمريكا وفرنسا وغيرها، إلا أن الأعوام الأخيرة شهدت إرتفاعا كبيراً في حجم الإسلحة التي اشترتها السعودية من مختلف الدول حتى صنفت الرياض بأنها البلد الأكثر استيراداً للسلاح على الإطلاق.
وبالرغم من أبواق الإعلام الغربي التي تتحدث عن حقوق الإنسان في اليمن وتندد بالانتهاكات التي يمارسها التحالف بقيادة السعودية بحق الشعب اليمني إلا أن الواقع يكشف يوماً بعد آخر زيف هذه الإدعاءات وإنها ليست سوى محاولات لذر الرماد في العيون وتبرئة النفس أمام الرأي العام العالمي، لكن رغم ذلك تبقى معاناة الشعب اليمني تمثل وصمة عار في جبين الإنسانية والضمير العالمي.