۱۳۶۲مشاهدات
سنعود إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان. بكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة. *ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
رمز الخبر: ۳۷۸۶۰
تأريخ النشر: 07 March 2018

شبکة تابناک الاخبارية: شاب طموح في بداية الثلاثينيات، شاءت الأقدار أن يكون ابنًا لملك إحدى أهم الدول العربية والإسلامية، لم يقنع من الملك بالأبهة والجاه، بل سعى إلى السلطة والنفوذ، مزيحًا كل منافسيه حتى صار طريقه معبّدًا إلى قصر الحكم، لكنه ارتكب خلال مسيرته القصيرة العامرة سلسلة من الأخطاء، كلفته، أو قد تكلفه مستقبلًا، الكثير والكثير من رصيده السياسي، إن لم يكن ما هو أكبر.

1- آل سعود والوهابية.. مزّق دفاترك القديمة كلها

سنعود إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان. بكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة. *ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

بدأت حرب ابن سلمان ضد تغوُّل المؤسسة الدينية مبكرًا، إذ صدر في أبريل (نيسان) 2016 قرارٌ تاريخيّ يجرِّد الشرطة الدينية في المملكة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» من أيّ صلاحياتٍ تنفيذية، فلم يعد أعضاء الهيئة يتمتَّعون بسلطة «الضبط الجنائي والإداري أو التحفُّظ والمتابعة والمطاردة والإيقاف والاستجواب والتثبُّت من الهوية والتحقيق والقبض في أي بلاغ»، الأمر الذي كان يعني تفريغ الهيئة – التي طالما تمتعت بسلطات غير محدودة في المجال الاجتماعي – من مضمونها وتحويلها إلى مجرد هيئة للمناصحة.

توالت بعد ذلك «ضربات» ابن سلمان، في مايو (أيار) 2016، أنشئت «هيئة الترفيه» التي أخذت على عاتقها تغيير وجه المملكة الاجتماعي والثقافي، وبعدما كان تصور ذلك ضربًا من الخيال، صارت الأمسيات الغنائية تقام على أراضي المملكة وبتنظيمٍ رسميّ، وتمكن الفنان العالمي «ياني» من إقامة حفل له في البلاد للمرة الأولى.

اقرأ أيضًا: حفلات ومهرجانات في السعودية.. كيف انتصرت هيئة الترفيه على «كبار العلماء»

وأنهت الحكومة السعودية الحظر على دور السينما المفروض منذ 35 عامًا، كما سُمح للنساء أخيرًا بدخول استاد الملك فهد لحضور احتفالات اليوم الوطني للبلاد في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقد نالت السعوديات نصيبًا وافرًا من ثمار الانفتاح الجديد، إذ سُمح للنساء أخيرًا بقيادة السيارات ابتداء من يونيو (حزيران) 2018، بعدما كان هذا السلوك خطًا أحمر بالنسبة للمؤسسات الدينية السعودية التي لم تجد أمامها غير المبايعة والتأييد.

القبضة الأمنية كانت حاضرة أيضًا، إذ قامت السلطات السعودية باعتقال العديد من الدعاة المعروفين وذوي الشعبية في المملكة، مثل سلمان العودة وعوض القرني وغيرهم، وقد تعددت التأويلات إزاء تلك الخطوات، بين من اعتبر أن للأمر علاقة بالأزمة السعودية مع قطر، ومن اعتبرها محاولة استباقية لامتصاص أي معارضة دينية لجهود ابن سلمان «التحديثية».

وبرغم السلاسة التي مرت بها جميع الخطوات السابقة، في بلد يعتبر معارضة القرارات الملكية فيه تصرفًا بالغ الخطورة، إلا أن ثمة محللين يعتبرون أن «مقامرة» ابن سلمان بفض التحالف التاريخي مع المؤسسة الدينية، قد لا يمر مرور الكرام، وكما عبر غلين كيري على موقع بلومبيرج، «في داخل المؤسسة الدينية وحتى العائلة سيظل هناك عناصر ترفض هذا القرار، وهي وإن كانت أقلية في المجتمع فإنها أقلية محافظة ومنظمة جدًا».

2- ابن سلمان والعائلة.. العصا دون الجزرة

إحدى أكثر الليالي المثيرة في تاريخ السعودية، كانت ليلة القبض على عشرات الأمراء والمسؤولين السعوديين، فيما وصفته السلطات بأنه «حملة على الفساد» كان من أبرزهم الأمير «متعب بن عبد الله» وزير الحرس الوطني السابق ونجل الملك الراحل عبد الله، وأخوه الأمير تركي بن عبد الله، فضلًا عن الملياردير الشهير الوليد بن طلال نجل الأمير المثير للجدل طلال بن عبد العزيز.

لعقود طويلة، حُكمت المملكة السعودية عبر شبكة تحالفات قوية بين الأبناء، اعتُبر الملك فيها «الأول بين أقران متساوين»، توزعت المناصب العليا في البلاد بين فروع العائلة، فتولى سلمان مثلًا وزارة الدفاع ليرثها ابنه من بعده، وكان لنايف حقيبة الداخلية التي تولاها بعده ابنه محمد، وكذلك الحال بالنسبة للملك السابق عبد الله ولابنه اللذين توليا وزارة الحرس الوطني، وقياسًا على ذلك كافة المناصب الإدارية والتنفيذية في البلاد.

تتمتع العائلة الحاكمة في السعودية بتاريخ من الشقاق والنزاع بين الأمراء، وصلت إلى حد عزل الملك سعود على يد أخيه فيصل، الذي لم يسلم هو الآخر، إذ تمّ اغتياله على يد ابن أخيه الأمير «فيصل بن مساعد»، كما شهدت العائلة انشقاقاتٍ كادت تعصف بها، حين قاد الأمير «طلال بن عبد العزيز» حركة «الأمراء الأحرار» التي نادت بإنشاء حكم دستوري وبرلماني وإبعاد الأسرة عن شؤون الحكم في البلاد.

غير أن صيغة «الحكم الجماعي» المذكورة، مع ما تمتَّع به المنتسبون للعائلة – يقدَّر عدد الأمراء بالآلاف – من حصانةٍ قانونية، وميزاتٍ مادية ورمزية، قد ضمنت لحكم آل سعود حدًا أقصى من الاستقرار الداخلي والصمود في وجه التحديات الخارجية، لكن يبدو أن العالم القديم ينهار تمامًا، لتولد صيغة جديدة للحكم على يد الأمير الشاب «محمد بن سلمان».

ينتمي ابن سلمان إلى جيل أحفاد الملك المؤسس «عبد العزيز»، وهذا يعني أن طريقه للوصول إلى كرسي الحكم يتطلَّب القفز على جيل الأبناء فضلًا عن الأحفاد الأكبر سنًا، وهو ما لم يدَّخر فيه الأمير الطَّموح جهدًا. مثّلت ليلة القبض على الأمراء ذروة معركته ضد مراكز القوى في العائلة، غير أنَّه قد سبقها خطوات كثيرة ليُستبدَل بالأمراء والمسؤولين في المراكز المختلفة آخرون طيِّعون محسوبون على ابن سلمان، لتكلَّل تلك الجهود بالإطاحة بولي العهد السابق ورجل المملكة القوي «محمد بن نايف»، ليبقى ابن سلمان وحيدًا في القمة.

هل يمكن القول إذًا إن ابن سلمان، بعدما صار المصدر الوحيد للسلطة والنفوذ في البلاد صار بمأمن من «غدر» العائلة؟ يرى الكاتب البريطاني «بيتر أوربون» غير ذلك، إذ يعتبر في مقالٍ له على موقع «ميدل إيست آي» أنّ ابن سلمان قد «أهان العائلة وأهان السلطة الدينية، وأن اختياره لحلفائه كان غاية في السوء – ترامب أبرز مثال على ذلك»، ويستطرد أورون أنَّ ابن سلمان لن يبقى في الحكم طويلًا، وسيسقط غالبًا على وقع انقلاب يدبَّر داخل القصر.

3- اعتقال الحريري.. من حفر حفرةً لإيران وقع فيها!

لعل رئيس الوزراء «سعد الحريري» لم يكن يدري وهو يطأ بقدميه أرض السعودية أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن زيارته التي ظنها اعتيادية تمامًا ستكون «تاريخية» إلى أقصى حد، وستظل تداعياتها تُروى كإحدى طرائف السياسة ونوادرها. خرج الحريري من على الشاشات السعودية، ليعلن استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، في بيانٍ شديد اللهجة أرغى فيه وأزبد في الهجوم على إيران وحليفها في لبنان «حزب الله»، معتبرًا أن خطوته تأتي في سياق مقاومة أي وصاية مفروضة على لبنان من الداخل أو الخارج.

لكنّ الأيام التالية كشفت اللثام عن إحدى أكثر الحوادث درامية في تاريخ السياسة ربما، إذ خرجت تقارير صحفية، سرعان ما أكدتها الوقائع، أن الحريري قد أُجبر على الاستقالة إجبارًا، بعدما جيء به إلى السعودية لأجل ذلك الهدف خصيصى، وتطلب الأمر إدانات لبنانية ودولية، و«وساطة» من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي نجح بعد عناء في إقناع القيادة السعودية بـ«إطلاق سراح الحريري».

ما أن وطئ الحريري أرض لبنان، حتى تراجع عن استقالته، لكنّ السهم الذي أطلقته الرياض في وجه إيران كان قد ارتد إلى مصدره، إذ تلقت الرياض سيلًا من الهجوم تلميحًا أو تصريحًا من كافة الأطياف اللبنانية، بما فيها تيار المستقبل – حليفها الأصيل في لبنان – ذاته، ويبدو أن الحريري نفسه قد أدرك أن السعوديين ليسوا بالصديق الذي يمكن الاعتماد عليه، فأخذ يبحث عن حليفٍ آخر لموازنة النفوذ الإيراني في لبنان، وهو ما قرأه البعض في زيارته تركيا في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي.

4- مجلس التعاون الخليجي.. «الأخ الأكبر» يهجر أشقاءه

بحسابات الجغرافيا والتاريخ والسكان، تُعدّ السعودية هي «الشقيقة الكبرى» لباقي دول الخليج، التي تضم بالإضافة إلى السعودية والإمارات والبحرين، كلًا من قطر والكويت وسلطنة عمان. ما يجعل من الطبيعي أن تكون السعودية هي المحرك الحقيقي للسياسات الخليجية، والأكثر حرصًا على أن تظل تلك الدول في ركابها، بوصفها محيطها الحيوي في محيط إقليمي يموج بالتقلبات والمخاطر.

لكن يبدو أن سياسات ولي العهد السعودي الجديد لا تولي تلك الاعتبارات أهميَّة تُذكر، إذ لم يكد يُحكم قبضته على مقاليد السلطة في المملكة، حتَّى سارع إلى شن الحرب الدبلوماسية الأكبر في تاريخ الخليج العربي، حصار قطر، ولم تصدُق حينها التكهنات التي اعتبرت تلك مجرد أزمة عابرة، فقد ازداد الشقاق الخليجي وتباعدت المسافات بين طرفي الحصار يومًا بعد يوم، ويبدو أن ابن سلمان لا يرى أهمية خاصة في مجلس التعاون الخليجي، إذ يسعى بدلًا من ذلك إلى تحالف ثنائي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو الأمر الذي تجلى في الإعلان عن لجنة تعاون مشتركة بين البلدين، في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وذلك تزامنًا مع القمة الخليجية في الكويت، والتي اكتفت فيها الدولتان بتمثيلٍ وزاريٍّ محدود.

لم تبالِ السلطة الجديدة في السعودية بما يعنيه التباعد السعودي-القطري بالضرورة من تولية الدوحة وجهها شطر طهران، التي وجدت في الأزمة فرصة لإيجاد موطئ قدم لها في الخليج، ففتحت أجواءها للطائرات القطريّة، وعرضت توفير الأغذية والمستلزمات التي تحتاجها قطر، كما لم تبخل على الدوحة بالدعم السياسي.

ويبدو أن سياسة «التفريط في الأصدقاء» قد امتدت لتشمل الكويت، التي استقبلت بين الحين والآخر وابلًا من الهجوم الإعلامي السعودي، تارة بدعوى عدم اصطفافها بشكل صريح في المعركة ضد قطر، واكتفائها بدور الوساطة، وتارة من بوابة الرياضة بسبب زيارة وزير الشباب والرياضة الكويتي لقطر وشكره لأميرها، وتارة أخرى باتهامها للكويت بأنها صارت مأوى لإخوان الخليج، وهو الأمر الذي أثار حساسية الكويتيين، الذين ضاقوا ذرعًا من «عدم احترام» السعوديين للوساطة الكويتية، كما ثارت تخوفات من تعرض الكويت لحصار شبيه بالذي تتعرض له قطر.

نال سلطنة عمان كذلك من السياسة السعودية نصيبٌ من العداء، وفي حين أن الخلافات السعودية-العمانية قديمة وسابقة على عهد سلمان، فإن الملك أو ولي عهده لم يبد اهتمامًا بالتقرب إلى السلطنة أو استعادتها في الحضن الخليجي، بل جاءت حادثة قصف منزل السفير العماني في العاصمة اليمنية صنعاء، لتصبّ المزيد من البنزين على النار، وبرغم نفي التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤوليته عن القصف، واتهامه الحوثيين، فإن مسقط قد استدعت حينها السفير السعودي لتبلغه احتجاجًا رسميًا على الحادثة.

5- ابن سلمان يغرق في مستنقع اليمن

لعل وزير الدفاع الشاب «محمد بن سلمان» لم يكن يتوقع وهو يعطي أوامر البدء بالضربة الأولى للحرب في اليمن، أن «عاصفة الحزم» التي أرادها سبيلًا إلى تتويجٍ مشرِّفٍ بالعرش يليق بالأبطال، ستظلّ الكابوس الذي يؤرِّقُ مضاجعه، ويجر عليه الانتقادات أينما نزل وحلَّ.

ثلاث سنوات أو أقل قليلًا مرت على بدء العمليات في اليمن، ملك «ابن سلمان» أن يبدأ الحرب، لكنه لم يملك إيقافها، تمامًا كما لم يملك وضع حد لصواريخ الحوثيين التي تتساقط في عمق البلاد بين الحين والآخر، ولا للضحايا السعوديين الذين يتساقطون باستمرار في معارك عند حد البلاد الجنوبي.

لكنّ الكابوس الأكبر كان دومًا الانتقادات الأممية التي تُوجَّه إلى القيادة السعودية، بسبب الكوارث الإنسانية التي خلفتها الحرب، إلى حد إدراج التحالف العربي في قائمة الدول التي ترتكب جرائم حرب بحق الأطفال، أراد ابن سلمان لليمن أن تكون طريقه إلى «العالمية»، فإذا بها تتسبب في وصفه بما لم يتمنَّ من النعوت.

صار الأمير الشاب في نظر الكثيرين في الصحافة العالمية «متهورًا» و«مندفعًا» وفي نظر البعض «مجرم حرب»، حيث تسببت زيارة مزمعة لولي العهد السعودي إلى بريطانيا في إثارة الكثير من المنظمات الحقوقية، التي رفضت الزيارة، ونظمت حملة بالشاحنات التي جابت شوارع العاصمة البريطانية حاملة إعلانات ضخمة تقول «مجرم الحرب محمد بن سلمان غير مرحب به في بريطانيا».

6- ولي عهد خادم الحرمين «لا يأبه كثيرًا» بالحرم الثالث

تحت عنوان «محمد بن سلمان لا يود الحديث بشأن القدس»، روى الكاتب الأمريكي «روبرت ساتلوف» في مجلة «فورين بوليسي» تفاصيل لقائه بالأمير محمد بن سلمان، بمسؤولين سعوديين، في خضمّ الحديث عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ووفقًا لساتلوف، فإن ابن سلمان في لقائه مع الوفد الذي ضم نحو 50 شخصًا لم يُبدِ حماسة للحديث عن الأمر، واكتفى بإعلان «خيبة أمله» بالنسبة للقرار، قبل أن يعرِّج سريعًا على موضوعات أخرى، أما الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، فلا يأتي على ذكر كلمة القدس أبدًا، وارتأى بدلًا من ذلك أن يتحدث بفخر عن الصداقات التي كونها مع حاخامات في أوروبا وأمريكا.

ويبدو أن شهادة ساتلوف تأتي متوافقة مع موقف المملكة الخافت إزاء قرار ترامب، إذ اكتفت الرياض بإدانة منخفضة اللهجة، كما لم تشارك بفعالية في قمة إسطنبول الإسلامية التي انعقدت ردًا على القرار، واكتفت بإرسال وزير الدولة للشؤون الدينية، وهو تمثيل متدنٍ للغاية بالنظر إلى خطورة القضية المطروحة للنقاش.

في 3 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرًا على درجة عالية من الخطورة، تحدثت فيه عن كواليس زيارة الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» إلى السعودية، حيث نقلت عن مسؤولين غربيين وعرب، أن أبا مازن قد تلقَّى عرضًا مثيرًا للدهشة من السعوديين، يصعب أن يقبل به أي قائد فلسطيني آخر.

يدور هذا العرض – وفقًا للصحيفة – حول دولة فلسطينية محدودة السلطات والمساحة، على أراضٍ غير متجاوزة من الضفة الغربية، بلا حق عودة، ودون اعتبار القدس الشرقية عاصمة، كما درجت عليها عادة الدبلوماسية العربية، على أن تكون ضاحية «أبو ديس» شرقي القدس هي العاصمة.

في مُقابل ذلك، تبدو عروض السعوديين إلى الجانب الإسرائيلي أكثر كرمًا، لا يكاد يمر يوم من غير أن تظهر أنباء تبشر بتقارب محتمل بين الرياض وتل أبيب، «لدينا خارطة طريق ترسم علاقتنا بإسرائيل بعد عملية السلام»، يصرح وزير الخارجية السعودي، في الوقت الذي لا يتردد فيه الجنرال أنور عشقي – المقرب من القصر – في تبرير علاقاته العلنية بالمسؤولين في تل أبيب، فيما موقع إيلاف السعودي يجرى محاوراته مع وزير الاستخبارات الإسرائيلي، وينشر مقالًا حصريًا للمتحدث باسم الجيش «أفيخاي أدرعي».

في خضم ذلك، لا يبدو أن ابن سلمان يلقي بالًا للرأي العام المحلي أو العربي، ولا للحساسية التي تثيرها قضايا القدس والتطبيع لدى الشعوب الإسلامية قاطبة، لم يعد الأمر سرًا، الرياض صارت صديقًا لتل أبيب، وولي عهد «خادم الحرمين الشريفين» لا يهتم كثيرًا بالحرم الثالث.

رایکم