شبکة تابناک الاخبارية: تظاهرت حشود من الحوثيين تنديدا بعمليات التحالف العربي في اليمن في ذكرى انطلاقها. ومنذ بداية “إعادة الأمل” قتل في النزاع آلاف اليمنيين ويواجه الملايين خطر المجاعة والكوليرا، ولا يبدو هناك حل سياسي أو عسكري للأزمة.
واحتشد آلاف اليمنيين من مناصري جماعة “أنصار الله” امس الإثنين (26 مارس/ آذار 2018) في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، في الذكرى الثالثة لانطلاق عمليات قوات التحالف العربي في اليمن، وذلك غداة إعلان الرياض اعتراض سبعة صواريخ بالستية أطلقها المتمردون باتجاه المملكة وأدت إلى مقتل شخص مصري.
ومنذ 26 آذار/ مارس 2015، تقود السعودية تحالفاً عسكرياً في البلد المجاور الفقير؛ دعماً لسلطة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من طهران. وتنفي إيران هذا الاتهام. وأطلق اسم “عاصفة الحزم” على تلك العمليات في بدايتها، قبل أن يتغير اسمها بعد ذلك بقليل إلى “إعادة الأمل”.
“أوقفوا غاراتكم نوقف صواريخنا”
وتم اغلاق كافة المدارس والجامعات والمكاتب الحكومية في العاصمة، الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ أيلول/ سبتمبر 2014، سعياً لتسجيل أكبر مشاركة في التجمع، بحسب ما أفاد سكان وكالة فرانس برس. وقال عبد الله العزي الذي شارك في التجمع “مهما حاصرتنا دول العدوان، سنرد على حصارهم بالصواريخ”. ورفع المحتشدون وسط صنعاء شعارات تطالب بوقف ما وصفوه بـ “العدوان” ورفع الحصار عن اليمن، كما رفعوا شعارات خاصة بالجماعة. وقال صالح الصماد، رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى”، وهو أعلى سلطة سياسية لدى المتمردين، في كلمة ألقاها في الفعالية، مخاطباً قيادة التحالف العربي “أوقفوا غاراتكم نوقف صواريخنا”. وأضاف أن جماعته ستتعاطى “مع أي مبادرات تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة الحوار”، ودعا القوى اليمنية إلى “الحوار”.
ونظم التجمع هذا العام من دون حضور الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي قتل على أيدي الحوثيين في مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي بعدما كان حليفهم الرئيسي في معركتهم السياسية والعسكرية. وأدى النزاع في اليمن إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص وإصابة نحو 53 ألفا بينما يواجه ثمانية ملايين يمني خطر المجاعة، ونحو مليونين احتمال الإصابة بالكوليرا، والوفاة جراء ذلك، في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة من بين الأسوأ في العالم حاليا.
طريق مسدود وكلام حول التفاوض!
وبعد ثلاثة أعوام على أولى ضربات التحالف ضد الحوثيين، تبدو نهاية الحرب في اليمن بعيدة المنال. وبينما تدخل الحملة العسكرية عامها الرابع، لا تزال القوات الحكومية عاجزة عن تحقيق الانتصار الكامل، في وقت تواصل السعودية محاولة الدفاع عن حدودها شمالاً، وتستمر الإمارات بسعيها لحماية جنودها المنتشرين في جنوب اليمن.
وعلى الصعيد السياسي، فشلت الأمم المتحدة، التي تقود وساطة بين أطراف النزاع، في تحقيق تقدم نحو التوصل إلى حل على طاولة الحوار.
وفي خضم الجمود على المستويين العسكري والسياسي، يبدو النزاع في اليمن وكأنه يسير دوما نحو التمديد وباتجاه طريق مسدود، خصوصاً في ظل احكام الحوثيين سيطرتهم على العاصمة صنعاء.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، كتب روبرت مالي وابريل لونلي في تقرير لمجموعة الأزمات الدولية “حتى وإن حققت القوات التي تقودها السعودية تقدما على ساحل البحر الأحمر، كما يبدو حاليا، فإن جبهة الحوثيين لن تنهار”. وأضافا “أكثر ما يمكن ان يأمل به السعوديون هو حرب عصابات طويلة” في شمال اليمن حيث معاقل المتمردين وبينها صعدة.
وظهرت في الفترة الأخيرة بحسب محللين مؤشرات على امكانية حدوث تصدع في الجبهة الداخلية للتحالف العسكري بقيادة السعودية وشريكتها الامارات، وهما تدعمان معا الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. كما نشرت تقارير غير مؤكدة تفيد بإمكانية أن يكون أعضاء في التحالف على استعداد لبحث إمكانية فتح قنوات تواصل مع المتمردين في المستقبل. ورفض متحدث باسم التحالف العسكري التعليق على ذلك.