قالت جامعة جونز هوبكنز انَ الولايات المتحدة شهدت وفاة 1200 شخص مصاب بفيروس كورونا خلال يوم واحد، وارتفعَ عدد الاصابات الى اكثر من 336 الفاً و700 حالة اصابة، وناشد حكام الولايات البيت الأبيض بوضع استراتيجية وطنية لاحتواء التفشي السريع لفيروس كورونا في البلاد في ظل نقص حاد في مستلزمات الوقاية.
قاتمة هي سماء نيويورك، تخيم عليها جائحة كورونا التي تحصد المزيد من الارواح بينما ادارة الازمة لا تبدو متسقة، تؤكدها التطورات على الساحة الاميركية.
ما يحصل في الولايات المتحدة لا يشبه غيره في المعمورة. فأميركا باتت المركز الاول في العالم بعدد اصابات تخطى الـ300 الف حالة..بينما يزداد عدد الوفيات بشكل مضطرد حيث فاق الـ 4 الاف في نيويورك وحدها. نظامها الصحي سقط بامتياز والحاجة ملحة لاجهزة التنفس. المستشفيات تغص بالمرضى ،والطاقم الطبي في حال ضغط كبير. نقص شديد في الكادر الطبي والجهاز التمريضي حيث دعا رئيس بلدية نيويورك إلى التعبئة العامة للطواقم الطبية مؤكدا أن الولاية بحاجة إلى مساعدة خمسة واربعين ألف محترف إضافي.
لقد اظهر تصرف ترامب في مواجهة كورونا افتقارا للتوازن الانساني والاخلاقي، منذ اعلان وصول الفيروس الى الولايات المتحدة قلل من شأنه واكد الانتصار عليه. واليوم يحاول ترامب اقناع حكام الولايات وكذلك شعبه، بأن يكونوا متقبلين لعدد متصاعد من الوفيات بعد ان تاخرت السلطات باعلان الحجر الصحي.
بعد الغائه لقانون اوباما كير، يحتاج دونالد ترامب إلى إعادة فتح باب التسجيل في هذا القانون على الفور. هذا ليس وقتًا لوضع التفاهات والأيديولوجية فوق مساعدة أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها..يقول جون بايدن، المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية المقبلة.
ويضيف انه في يناير، وبينما كان ترامب يقلل من أهمية الفيروس، طالب باتخاذ إجراءات فورية لمكافحة التهديد المتزايد، ويختم بالقول ان الواقع اظهر إن ترامب كان أسوأ زعيم محتمل للتعامل مع أزمة الصحة العامة.
الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا استفحل الفيروس في الولايات المتحدة حتى اصبحت بؤرة للوباء ؟
هنا لا بد من الاشارة الى طريقة تعاطي ترامب وادارته بداية مع انتشار كورونا. فبدلا من الاستعداد لمواجهته ركز ترامب على توجيه الاتهامات للصين وتنمر على دول اخرى. مارس الابتزاز السياسي على بعض الشركات كشركة كيورفاك الالمانية التي حاول رشوتها بالمال لكي يحصل على لقاح قالت الشركة انها تطوره لمواجهة كورونا. وصولا الى قضية قرصنة كمامات طبية كانت متجهة الى برلين، حيث اتهم أندرياس جايزل وزير داخلية ولاية برلين مسؤولين أمريكيين في تايلاند بمصادرتها، متهما الولايات المتحدة بالقرصنة العصرية واستخدام أساليب الغرب المتوحش،بينما يتخبط الاميركيون ويتوجسون من المستقبل.