في حين كانت امريكا تتوقع وتحلم بان يتعرض محور المقاومة للاحباط والهزيمة بعد استشهاد قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية الفريق الحاج قاسم سليماني ، الا ان التطورات التي تلت عملية الاغتيال الغاشمة قبل مائة يوم اثبتت بان مدرسة الحاج سليماني خالدة وان مستقبلا مشرقا بانتظارها .
-ما يلفت الانظار عقب خسارة الشهيد الحاج قاسم سليماني ، هو نظرته وتوجهاته وتوجيهاته الاستراتيجية التي باتت ظاهرة في جميع مناحي محور المقاومة والمتابعة الدقيقة لها في هذا المحور .
فها نحن نرى بان معارضة الاحتلال اولوية لا تقبل الشك في اليمن وخلال المائة يوم الماضي وبعد ان تمكنت لجان المقاومة اليمنية من استعادة السيطرة على محافظة الجوف ، انتقلت الى المرحلة التالية المتمثلة باستعادة محافظة مأرب وتوجيه الضربة القاضية لدول العدوان .
واما في العراق فاننا نرى الانسجام القائم بين التيارات والاحزاب الشيعية والذي كان قد تعرض الى شرخ خلال الفترة الماضية عاد الى سابق عهده والبيت الشيعي رص صفوفه ثانية .
وفي سوريا فان تطلع استعادة محافظة ادلب بات قاب قوسين او أدنى بعد العمليات الظافرة التي جرت في معرة النعمان وسراقب واستعادة هاتين المدينيتن الاستراتيجيتين .
وفيما يخص لبنان فان الاستقرار السياسي بدأ يترسخ ، واخيرا وليس آخرا فان الوئام والاتحاد والانسجام بين فصائل المقاومة الفلسطينية عاد ليسود ثانية على القرارات السياسية ، وهو ما ترجم بتوجيه ضربات أليمة ردا على اي خطأ يرتكبه الكيان الصهيوني المحتل .
التوجيهات الدقيقة للقائد سليماني تحولت اليوم الى صواريخ دقيقة بيد محور المقاومة والمجاهدين الفلسطينيين لتشكل نقطة قوتهم للرد على اي اعتداء صهيوني .
-بعد فقدان الشهيد سليماني ساد مفهوم جديد تحت عنوان "الانتقام الشديد" في كافة مناحي محور المقاومة ، ذلك المفهوم الذي ان القينا نظرة عابرة عليه خلال هذه الايام لراينا بانه كان العامل الاساسي لتعيد امريكا التفكير في حساباتها وتبادر الى تجميع قواتها في عدة مناطق محددة بعد ان كانت تعيث فسادا في غالبية انحاء العراق .
-في ضوء الظروف الجديدة ، لم نعد نسمع اي تصريحات بشأن اسقاط النظام الشرعي والقانوني في سوريا ، لن يتحدث اي احد عن اليد العليا لائتلاف العدوان السعودي في اليمن ، ولم يعد ينبس اي احد ببنت شفة عن انتصار المحور السعواماراتي ابدا ، حتى ولو في قادم الايام .
اما صفقة ترامب التي تم ازاحة الستار عنها بكل فخر واعتزاز بعد استشهاد القائد سليماني فتحولت الى مجرد حبر على ورق ، هذا فيما نرى بان حزب الله اللبناني بات اقوى من اي وقت مضى .
والاهم من كل ذلك هو ان مفهوما جديدا بات يبرز على الساحة وهو مفهوم المقاومة في مواجهة امريكا ، حيث تحولت المقاومة الى منافس قوي للنظام الامريكي الذي كان يسود المنطقة والعالم .