۶۰۱مشاهدات
رمز الخبر: ۴۷۲۴۰
تأريخ النشر: 26 September 2020

السعودية متورطة في حروب استنزاف وعليها ان تعود سريعا الى الحياد الايجابي الذي ارتبط بسياساتها الخارجية اقليميا لعقود خلت. هذه هي رسالة المعارضة السعودية التي خرجت خالية الوفاض في محاولاتها لتقويم سياسات النظام السعودي في الداخل والخارج، ما دفعها الى تعزيز موقفها وموقعها لإنهاء السياسات الخاطئة التي يمارسها الملك سلمان ونجله ولي العهد ومستشاريهما في الديوان الملكي.

في توقيت يرى المعارضون للنظام السعودي انه مناسبا، حيث اليوم الوطني التسعين للسعودية، اعلن عدد من المعارضين تأسيس حزب اطلقوا عليه "حزب التجمع الوطني"، يريدون من خلاله تأسيس المسار الديمقراطي كآلية للحكم في السعودية ومحاولة للسير باتجاه الفكرة الوطنية، وغيرها من الاهداف الاخرى.

التجمع الوطني الذي يعتبر وليد الأحداث، يمثل نوعا من الربط مع الأهداف الديمقراطية والليبرالية التي نادت بها أغلب الاتجاهات السياسية في السعودية.

يقول مؤسسو "حزب التجمع الوطني" انهم ملتزمون عمليا بوحدة البلاد لكنهم يطالبون بمواقف إصلاحية لا تتطرق الى الإطاحة بالنظام، بل تطالب بأهداف حقوقية وإنسانيّة صارت من بديهيات العالم المتمدن حسب بيان أهدافهم.

وفيما لاقى تأسيس الحزب الجديد ترحيبا في الداخل السعودي وترحيبا من قبل المفكرين والمثقفين العرب إلا ان الرياض لم تعلق على هذه الخطوة التي لا تستطيع الاستهانة بها بحسب المراقبين للشأنين السعودي والإقليمي.

المعارضة السعودية ظهرت ردا على الاعتقالات التي صاحبت الاحتجاجات العمالية اوائل الخمسينات من القرن المنصرم.

مرت المعارضة السعودية في الخارج بـ3 مراحل اساسية:

المرحلة الاولى في بداية الخمسينات بشكل فردي وكان ابرز الشخصيات "ناصر السعيد" الذي اختطف من بيروت وتم تسليمه للسلطات السعودية.

وناصر السعيد هو اول معارض سعودي، ولد في مدينة حائل شمال السعودية عام 1923 وانتقل إلى الظهران عام 1947 للعمل في إستخراج النفط وتكريره مع شركة ارامكو وعاش مع بقيه العمال السعوديين ظروفاً معيشية صعبة، فقاد مع زملاءه هناك سلسلة من الإضرابات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والسكنية ورضخت الشركة لمطالبهم.

وفي عام 1953 قاد ناصر إنتفاضة العمال للمطالبة بدعم فلسطين وتم اعتقاله وارسل إلى سجن العبيد في الإحساء وافرج عنه لاحقاً وحكم عليه بالإقامة الجبرية في مدينة حائل، وبعد وفاة الملك عبد العزيز اقيم حفل استقبال للمك الجديد "سعود" في مدينة حائل، القى فيه ناصر السعيد خطاباً اغضب الملك سعود كثيرا حيث طالب فيه بالإصلاح وتنظيم الموارد المالية للدولة وحماية الحقوق السياسية وحقوق حرية التعبير للمواطنين.

وفي عام 1956 هرب المعارض "ناصر السعيد" من المملكة بعد ورود انباء عن احتمالية إعدامه. واصل مسيرته النضالية في عدد من عواصم الدول العربية ثم انتقل إلى بيروت التي اختطف فيها في 17 ديسمبر 1979 واختفى بعدها.

المرحلة الثانية من حراك المعارضة السعودية كان في أوائل الستينات بشكل تنظيمات وكيانات، ابرزها "نجد الفتاة" الذي ضم مثقفين في الخارج والامراء الاحرار بقيادة الامير طلال بن عبد العزيز.

المرحلة الثالثة بدأت قبل اربع سنوات باعادة ترتيب الصفوف بعقد مؤتمرات للمعارضة بالخارج كان أبرزها مؤتمر ايرلندا الذي اعاد احياء فكرة المعارضة بالخارج للتصدي لسياسات ولّي العهد محمد بن سلمان في القمع.

وكان السبب المباشر في تنظيم مؤتمر ايرلندا اعتقال دعاة واكاديميين ومن ابرزهم رموز المعارضة بالخارج حالياً، مضاوي رشيد وعلي الدبيسي وحسن العمري ويحيى عسيري.

لم يكن الحراك المعارض في السعودية حديث اليوم بل دفعت سياسات النظام السعودي الخاطئة في كل حقبة زمنية، المثقفين الى الاعلان عن مواقفهم وحراك المعارضة اليوم فهو يمثل أول تحرك سياسي ضد سلطة الملك سلمان، وهو التحرك الذي يرى فيه المعارضون السعوديون سبيلا لإحداث ثغرات في الأفق السياسي الملغم بأسلاك الكبت وتضييق الخناق.

إذن سباق محموم بين السلطات والمعارضة لرسم معالم مستقبل السعودية التي تخضع لقمع ولي العهد محمد بن سلمان المدعوم من الحركة الصهيواميركية في المنطقة من جهة، وومن جهة أخرى الحراك المعارض المدعوم شعبيا.

واقع مرير لا يختلف عن واقع البحرين التي ساقها النظام الخليفي الى احضان الكيان الصهيوني الغاصب وسط رفض شعبي كان ومازال ينظر الى الفجر البعيد.

رایکم