وتناول بايدن في كلمته بتاريخ 07 شباط/ فبراير 2021 ، الحرب في اليمن قائلاً، "إنها يجب أن تتوقف"، ومؤكداً توجيهه بإنهاء دور أمريكا في العمليات الهجومية في اليمن، إضافة إلى صفقات السلاح المرتبطة بتلك الحرب، ومعلناً تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثاً خاصًا إلى اليمن.
وفي صياغة دبلوماسية، هدفت على ما يبدو إلى تهيئة السعودية للانفتاح على التطورات الجديدة، قال بايدن أيضا إن "السعودية تتعرض لهجمات من دول مجاورة، وسنواصل دعمها في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومواطنيها"، وأن بلاده ستساعد المملكة في التصدي للصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثيين.
ولأن الولايات المتحدة هي القوة الكبرى في العالم، وهي التي كانت تقدم الدعم الأكبر للسعودية، في حربها في اليمن، إبان فترة حكم الرئس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فقد كان لكلمات الرئيس بايدن مفعول السحر، إذ حظيت تصريحاته، بترحيب من كل من السعودية، والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والحوثيين أيضاً.
وبما أن الأمور مرهونة بخواتيمها نستطيع أن نردد المثل القائل "أسمع كلامك يعجبني.. أشوف أفعالك أتعجب".
فلم يقم بايدن بأية خطوة عملية تبين حسن نواياه لوقف الحرب أو تخفف معاناة الشعب اليمني منذ 6 سنوات.
فطيلة حوالي شهر من خطابه الرنان؛ لم يأمر برفع الحصار المفروض حتى على بواخر المشتقات النفطية والمواد الغذائية التي تحمل تصاريح الأمم المتحدة أو السعي الدؤوب لترتيب لقاء لوقف العدوان.
وبدلاً من ذلك طالب الثعلب بايدن عبر المتحدث بإسم وزارة الخارجية بوقف الهجوم على مأرب. وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، الثلاثاء، عقوبات على قياديين حوثيين بسبب الهجمات المتواصلة للجماعة على السعودية.
وجاء في إعلان الخزانة: "إن منصور السعدي وأحمد الحمزي مسؤولان عن تنظيم هجمات من جانب الحوثيين تضرر بفعلها اليمنيون الأبرياء والدول المحاذية للحدود والناقلات التجارية في المياه الدولية".
وأدرج اسما القياديين الحوثيين تحت الأمر التنفيذي رقم 13611، وهو أمر يهدف إلى حظر ممتلكات أشخاص ارتكبوا ممارسات مهددة للسلام والأمن والاستقرار في اليمن.
ولكي نتعرف جيداً على حقيقة بايدن والإدارات الأمريكية؛ آمل التركيز على الفقرة التالية في تصريح الرسمي لوزارة الخزانة الأمريكية "وهو أمر يهدف إلى حظر ممتلكات أشخاص ارتكبوا ممارسات مهددة للسلام والأمن والاستقرار في اليمن" .
فبايدن ووزارة الخرانة الأمريكية تناسوا بسهولة المجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبتها قوات تحالف العدوان منذ حوالي 6 سنوات بحق الشعب اليمني. فالمجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية نفذت بأسلحة أمريكية "ذكية" إختارت المدنيين في الصالة الكبرى وسوق ضحيان ودور الأيتام وصالات الأفراح. وقد ساهم الضغط الأمريكي إلى شطب دول تحالف العدوان من لائحة العار في الأمم المتحدة. ومنعت أمريكا محاكمة مرتكبي تلك المجازر في المحاكم الدولية. وأغمض الثعلب بايدن عينيه عن معاناة 28 مليون يمني مهددين بالموت جوعاً وهذه المعاناة موثقة بتقارير رسمية من كافة المنطمات التابعة للأمم المتحدة. وجاء بايدن ليعطينا دروساً في حقوق الإنسان بالكشف عن تقرير قتل خاشقجي دون الوصول إلى ضرورة محاكمة الآمر بالقتل. وما التقرير سوى أداة إبتزاز للسعودية بطريقة ناعمة.
وبناءاً عليه فقد أثبت الثعلب بايدن انه باع اليمنيين أحلاماً وردية منذ شهر تقريباً بوقف الحرب على اليمن. ولكنه في نفس الوقت لا يزال يدعم السعودية ويتعهد بالدفاع عنها. وأما المسؤولون في أنصار الله فهم أهل الإيمان والحكمة ويحكمون على الأفعال وليس الأقوال التي أثبتت بعد مرور شهر من وعود بايدن الجوفاء؛ بأن الثعلب بايدن لا يزال كسلفه ترامب الداعم الرئيسي لتحالف العدوان على اليمن وهو بالتالي وسيط غير نزيه وعليه أن يحصد الأوهام من وقف تحرير مأرب وكل اليمن من براثن الإحتلال الكوني على اليمن.
وإن غداً لناظره قريب