شبکة تابناک الأخبارية: حذر الباحث السياسي السعودي فؤاد ابراهيم من وجود مخططات لدى السلطات السعودية لطمس ومحو التراث الإسلامي في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
واشار فؤاد ابراهيم في تصريح لقناة العالم الإخبارية، الى ان مقالة الاميرة السعودية بسمه بنت سعود التي كشفت فيها عن فساد السلطات السعودية ليست الأولى في هذا المجال بل هو تأتي ضمن سلسلة من الانتقادات والمقالات التي كتبت سواءً في الصحافة المحلية أوالاجنبية عن الفساد المستشري في العائلة الحاكمة بالسعودية.
ورأى أنه يجري منذ عقود من الزمن محو منظم للآثار الإسلامية في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة معربا عن أسفه الشديد لعدم وجود ردود الفعل بمستوى هذه الجريمة التي تجري على مراحل.
وقال الباحث السياسي السعودي: بدون شك هناك جريمة ترتكب اليوم ضد الآثار الإسلامية في المدينتين المقدستين وهناك عملية محو لتراث بأسره في هذه البقاع المقدسة وللأسف الشديد مايجري بمثابة عملية طمس لتاريخ وتراث المسلمين عموما وبالتالي هي مسؤولية اسلامية على المستويين الشعبي والرسمي تستدعي من الجميع العمل لوقف هذه الجريمة التي ترتكب على مراحل.
واعتبر فؤاد ابراهيم أن الحديث عن مشاريع توسعة يعد اكذوبة لأن هكذا مشاريع ينبغي ان تشتمل ايضا على اصلاح البنية التحتية في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث مازالت هناك مشاكل كبيرة جدا في مجالات مياه الصرف الصحي وتوفير المياه الصالحة للشرب في هاتين المدينتين معتقدا ان الحديث عن توسعة إنما هي مشاريع تجارية يديرها الامراء الكبار مستفيدين من موقع المسجد الحرام والمسجد النبوي لتحقيق المزيد من الإثراء.
ورأى ان غياب الروادع القانونية والشعبية والاسلامية بل وحتى الدولية شجع العائلة المالكة في السعودية على المضي في مشاريع تستهدف طمس المعالم الإسلامية بمكة والمدينة ، حيث ان هاتين المدينتين المقدستين غير مدرجتين ضمن قائمة المواقع الاثرية المسجلة في منظمة اليونسكو والتي لايجوز المساس بآثارها.
وعبر عن اعتقاده بأن ما جرى ويجري الآن من مشاريع تحت عنوان التوسعة في مكة والمدينة ، يرمي الى طمس تاريخ وهوية هاتين المدينتين حتى لا يبقى فيهما سوى المسجدين الحرام والنبوي مما يلقي بالمسؤولية في هذا المجال على جميع المسلمين في العالم.
وأضاف فؤاد ابراهيم : يجب أن تتم اليوم اعادة النظر على الاقل، ولو كان ذلك متاخرا، في ولاية آل سعود والدولة السعودية على الاماكن المقدسة في الحجاز لأننا وصلنا اليوم الى مرحلة ربما قد يأتي يوم يتم فيه هدم حتى المسجد الحرام اذا كان ذلك ضمن مشروع تجاري ومشروع توسعة ويعاد النظر حتى في تركيبته او هيئته.
كما حذر الباحث السياسي السعودي من وجود خطط ترمي الى اخراج قبر النبي الأكرم محمد (ص) من المسجد النبوي وهدم القبة الخضراء كما صرح به علماء الوهابية على لسان بن عثيمين، ما يعد مؤشرا على وجود خطط قادمة تهدف الى مزيد من التدمير والطمس للمعالم الإسلامية ما يجعل الشعوب والمنظمات والحكومات الاسلامية أمام مسؤولية تاريخية ازاء هذه المعالم الإسلامية.
وحول مدى تأثر السعودية بالربيع العربي، أكد فؤاد ابراهيم ان السعودية مرشحة دائما لأن تكون جزءا من الربيع العربي معتقدا ان ماجعلها محصنة حتى الآن من التأثر برياح التغيير هو قدرتها على شراء المزيد من الوقت.
واكد الباحث السياسي السعودي وجود سخط عارم في البلاد ازاء الفساد والاستبداد واحتكار مصادر السلطة والثروة، لافتا الى وجود تطلع شعبي واسع نحو الحرية والمشاركة في السلطة والانخراط في التنظيمات المدنية، معتقدا بوجود اسباب كافية لحركة تغيير واسعة النطاق في السعودية.
وقال : قيام السلطات السعودية بانفاق أموال بلغت 36 مليار دولار في مجالات اجتماعية في 17 آذار/ مارس الماضي ، تهدف في الواقع لتأجيل لحظة الانفجار في هذا البلد وبالتالي في يوم ما لن تكون السعودية استثناءا في اي عملية تغيير في هذه المنطقة.