وشارك بالوقفة عشرات الصحفيين من مختلف المؤسسات الإعلامية بغزة، ونشطاء ومتضامنين، حاملين لافتات تدعو لمحاسبة المعتدين على حرية الصحافة بالضفة المحتلة، وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين لدى السلطة والاحتلال.
وقالت الصحفية شيماء مرزوق في كلمة ممثلة عن المنتدى "صدمتنا مشاهد القمع والاعتداء على زملائنا الصحفيين في الضفة من انتهاكات خطيرة أثناء قيامهن بالعمل الصحفي".
وأوضحت مرزوق أن الاعتداء على الصحفيات جرى بعد أن أشهرن بطاقات عملهن الصحفي، وارتدين ستراتهن وظنوا أن هذه الإجراءات ستحميهم من القمع "لكن يبدو كلمة صحافة باتت مرعبة للاحتلال والسلطة".
وأضافت "وقفتنا اليوم للتضامن مع الصحفيات وما تعرضن له من اعتداء وقمع وسحل واعتقالات على خلفية حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي".
واعتبرت مرزوق أن ما يجري بالضفة "حالة تغول غير مسبوقة على العمل الصحفي وزميلاتنا الصحفيات، وندين هذه السياسة التي تحاول تكميم أفواه زملائنا وزميلاتنا".
ولفتت إلى أن "الأخطر أن تأتي هذه الاعتداءات في الوقت الذي يتعرض له الصحفيين بالضفة لكل أنواع القمع والاعتداء من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وتدهور الحالة الإعلامية بالضفة وحق حرية الرأي والتعبير".
وطالبت مرزوق السلطة الفلسطينية بمحاسبة المسؤولين والمعتدين على زميلاتنا وزملائنا الصحفيين، داعيةً لإطلاق سراح الصحفيين ومعتقلي الرأي كافة وتقديم اعتذار علني لهم مباشرة".
وحمّلت الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية المسؤولية لكل ما جرى من عمليات "قمع واعتداء وسحل وضرب بحق الصحفيين"، مطالبةً اشتية بصفته مسؤولاً عن الأجهزة الأمنية بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين والمتورطين عن ذلك".
وأعربت مرزوق عن أسفها لوقوع هذه الاعتداءات بحق الصحفيين في وقت يواصل الاحتلال تنكيله بحق الصحفيين واعتقال الزميلة الصحفية بشرى الطويل إداريًّا في سجون الاحتلال.
من جهتها، أوضحت الكاتبة والصحفية رشا فرحات أن الصحفيين لطالما وقفوا مثل هذه الوقفات للتضامن مع زملائنا من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي؛ "لكننا لم نكن نعلم أننا سنقف وقفة مشابهة تضامنًا مع زميلاتنا الصحفيات".
وأكدت فرحات أن الصحفيات في الضفة المحتلة تعرضن للضرب والاعتداء والتحرش من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، "التي قلبت مهنتها من الحفاظ على الأمن لترويع الصحفيين"، على حد قولها.
وتساءلت: "كيف للرئيس محمود عباس أن يصدر مرسومًا في فبراير الماضي لتعزيز الحريات في وقت قتل نزار بنات ليكشف الأكاذيب التي نادت بها السلطة؟".
وعبّرت فرحات عن فخر الصحفيين بزملائهم في الضفة المحتلة لوقوفهم بشجاعة للمطالبة بحقوقهم في حرية الرأي والتعبير، ومحاكمة قتلة الناشط نزار بنات.
وأضافت "اليوم نقف تضامنًا مع هند شريدة التي رابطت مع أطفالها حتى ساعة متأخرة من الليلة مطالبة بالإفراج عن زوجها، نقف تضامنًا مع الزميلات نجلاء زيتون وفاتن علوان شذى حماد ونائلة خليلة وبتول كوسا وغيرهن".
وشددت فرحات على رفض الصحفيين كل ما تمارسه السلطة الفلسطينية من أساليب قمع وكبت للحريات لزملائهم في الضفة المحتلة، داعيةً لمحاسبة قتلة الناشط نزار بنات، وكل يد مدّت يدها على بناتنا وزميلاتنا".
بدورها، أعربت الصحفية فيحاء خنفر إحدى الصحفيات اللواتي تعرضن للاعتداء، عن استنكارها لاعتداء الأجهزة الأمنية على الصحفيات خلال أداء واجبهن المهني.
وبينت أن الوقفة تأتي للأسف في ظل انتهاكات جسيمة ضد الصحفيين من قبل الأجهزة الأمنية بمنع التغطية والاعتقالات والاعتداءات، مطالبة بضرورة تصحيح المسار وتصويب البوصلة بالعدول عن استهداف الصحفيين.
وقالت خلال كلمة عبر الهاتف: "نواجه خطراً على سلامتنا الشخصية لا لشيء سوى نقل صوت الشارع"، معربة عن اسفها لاضطرارها للحديث عن انتهاكات الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحق الصحفيين بدل الحديث عن انتهاكات الاحتلال.
كما أعربت خنفر عن التضامن مع الزميلة الأسيرة بسجون الاحتلال بشرى الطويل.
وأضافت "عندما نقف اليوم مع بشرى إنما نقف مع أكثر من عشرين صحفي في سجون الاحتلال، والعدد دائماً مرشح للازدياد، ونقف مع الشهيد الصحفي يوسف أبو حسين وياسر مرتجى والقائمة تطول"، مؤكدة أن الاعتداءات لن تثني الصحفيين عن أداء رسالتهم.