موقع تابناك الإخباري_جاء ذلك بعد ان كشف تحقيق معمق لصحفيي صحيفة نيويورك تايمز في كابول هذه الحقيقة.
وصرح الجنرال كينيث ماكينزي رئيس القيادة الوسطى للجيش الأميركي للصحافيين "قتل عشرة مدنيين بينهم ما يصل إلى سبعة أطفال، بشكل مأساوي في هذه الضربة" بواسطة طائرة بدون طيار.
وقال ماكينزي "خلص تحقيقنا إلى أن الضربة كانت خطأ مأساويا" مؤكدا تحمل "المسؤولية كاملة".
وأضاف "من غير المرجح أن تكون السيارة ومن قتلوا على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان"، او أن يكونوا شكلوا "تهديدا مباشرا للقوات الأميركية".
وكان الجيش الأمريكي أعلن في البداية أنه نفذ ضربة في 29 آب/أغسطس أدت إلى تدمير سيارة "محملة بالمتفجرات" في كابول، مؤكدا إحباط محاولة لتنظيم داعش لتنفيذ عملية تفجير في مطار كابول، وذلك بعد بضعة أيام على هجوم نفذه التنظيم قرب مطار كابول وأدى إلى مقتل 13 عسكريا أمريكيا وحوالى مئة أفغاني.
لكن غداة الضربة، أعلنت عائلة سائق السيارة إزمراي أحمدي أنه كان يعمل لحساب منظمة غير حكومية وأن عشرة أشخاص قتلوا في الضربة معظمهم أطفال.
وقال إيمال أحمدي شقيق إزمراي "قتل شقيقي وأولاده الأربعة. خسرت ابنتي الصغيرة وأبناء وبنات شقيقي".
وزعم الجنرال ماكينزي الذي كان يقود القوات الأميركية في أفغانستان قبل انسحابها من البلد، أن أجهزته تلقت في 29 آب/أغسطس وسط عمليات إجلاء آلاف المدنيين الأفغان والأجانب من كابول، معلومات تفيد عن "خطر وشيك" على المطار ناجم عن سيارة تويوتا بيضاء من طراز كورولا.
وعند العصر حين اقتربت سيارة الضحايا من مطار كابول وتوقفت على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات من المدرج، قرر الجيش الأميركي تدميرها بواسطة صاروخ "هيلفاير" مصمم حتى ينفجر داخلها.
وأصاب الصاروخ هدفه وتلى انفجاره انفجار ثان حمل العسكريين على الاعتقاد بأن السيارة كانت مفخخة فعلا.
غير أن الجنرال ماكينزي أقر الجمعة بأن "السبب المرجح" للانفجار الثاني كان "قارورة غاز كانت خلف السيارة مباشرة".
وأقر بأن المعلومات حول السيارة البيضاء كانت "خاطئة بالطبع".
من جهته، قدم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الجمعة "اعتذاره" عن هذا الخطأ.
وقال في بيان "أتقدم بأحر التعازي لأقارب القتلى ممن بقوا على قيد الحياة"، مقرا بأن الرجل المستهدف كان "ضحية بريئة، مثل الأشخاص الآخرين الذين قتلوا بشكل مأسوي".
وأضاف أوستن "نقدم اعتذارنا، وسنبذل قصارى جهدنا لاستخلاص العبر من هذا الخطأ الفادح" مؤكدا "ليس ثمة جيش يبذل جهدا كالذي نبذله لتجنب (سقوط) ضحايا مدنيين".
غير أن المدير التنفيدي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" كين روث تساءل إن كان البنتاغون سيقر بالخطأ لو لم تكن صحيفة نيويورك تايمز أجرت تحقيقا معمقا في كابول نقض رواية الجيش للوقائع.
وقتل أكثر من 71 ألف مدني أفغاني وباكستاني خلال الحرب التي استمرت عشرين عاما في أفغانستان، وأشارت دراسة نشرتها جامعة براون في نيسان/أبريل إلى أن عدد الضحايا المدنيين ازداد بشدة منذ 2017 حين اعتمدت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قواعد اشتباك أكثر "مرونة" سهّلت على العسكريين استخدام القوة.