موقع تابناك الإخباري_وقال أوستن في شهادته اليوم الثلاثاء أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ حول الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، إن "التخطيط الذي سبق الإخلاء من أفغانستان وتمركز القوات سمح للقوات الأمريكية بالوصول إلى كابول بسرعة كبيرة مع بدء الإخلاء".
وشكك في القرارات المتخذة على مدار 20 عاما من الحرب الأمريكية في أفغانستان. ووقال: "بالنظر إلى الماضي، ربما تكون الحكومة الأمريكية قد وضعت الكثير من الثقة في قدرتها على بناء حكومة أفغانية قابلة للحياة... ساعدنا في بناء دولة، لكننا لم نتمكن من تأسيس أمة".
وأضاف أنه "في وقت مبكر من الربيع، بدأت البنتاغون (وزارة الدفاع) التفكير في إمكانية إخلاء غير المقاتلين والاستعداد لعدد من السيناريوهات. وبحلول أوائل يونيو، تمركزت قوات مسبقًا في المنطقة، بما في ذلك ثلاث كتائب مشاة". وتابع بالقول: "أردنا أن نكون مستعدين، وكنا كذلك".
وأعلن أوستن أن الولايات المتحدة لم تفهم المشاكل على الأرض في أفغانستان، بما في ذلك الفساد المستشري الذي قوض ونزع شرعية الحكومة التي كانت الولايات المتحدة تدعمها.
وقال إن انهيار الجيش الأفغاني في مواجهة هجوم طالبان "فاجأنا جميعًا"، مقرا بالفشل في التنبؤ بما ستفعله القوات الأفغانية في مواجهة طالبان".
وأضاف "حقيقة أن الجيش الأفغاني الذي دربناه نحن وشركاؤنا قد انهزم، فاجأتنا جميعا"، معترفا بأوجه القصور في الجسر الجوي من مطار حامد كرزاي الدولي الذي أطلق في 14 أغسطس.
وأقر بأن "اليومين الأولين من الإخلاء كانا صعبين"، لكنه قال إن "القوات الأمريكية أعادت النظام في غضون 48 ساعة، وبدأت الجهود الجبارة لنقل عشرات الآلاف من المواطنين الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر بشكل جدي".
واكمل: "الجسر الجوي كان إنجازا تاريخيا أدى إلى إجلاء 124 ألف شخص من حكم طالبان.. اليومان الأولان كانا صعبين.. شاهدنا جميعا بقلق صور الأفغان وهم يندفعون باتجاه المدرج وطائراتنا ومشاهد الارتباك خارج المطار. لكن في غضون 48 ساعة، أعادت قواتنا النظام وبدأت العملية تترسخ".
وتابع أوستن "ما زلنا نعمل على إخراج الأمريكيين الذين يرغبون في المغادرة. كما أنه لم يتم إخراج كل الحلفاء الأفغان المسلحين فى برنامج التأشيرات الخاصة"، على الرغم من أن هذا هو الآن عمل وزارة الخارجية وبين الوكالات، وليس الجيش.
واستطرد وزير الدفاع الأمريكي: "حتى مع عدم وجود عسكري على الأرض، فإن هذا الجزء من مهمتنا لم ينته".
وأوضح أن الجيش الأمريكي قام بنقل الكثير من الأشخاص بسرعة كبيرة إلى خارج العاصمة الأفغانية كابول، لدرجة أنهم واجهوا مشكلات في القواعد الأمريكية خارج أفغانستان.
كما دافع أوستن عن قرار الجيش بنقل قاعدة باغرام الجوية إلى قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، وهي الخطوة التي سرعان ما شهدت سقوط القاعدة المترامية الأطراف التي كانت مركزًا للعمليات الأمريكية في يد طالبان.
وفيما يتعلق بفوضى الانسحاب، قال إن الأمر كان سيتطلب 5 آلاف جندي للدفاع عن باغرام، وإنه لم يكن ليساهم سوى "قليلاً" في الدفاع عن السفارة في كابول التي تبعد حوالي 30 ميلاً، والتي كانت في البداية المهمة الأساسية.
وأكمل أوستن: "البقاء في باغرام، حتى لأغراض مكافحة الإرهاب، يعني البقاء في حالة حرب في أفغانستان، وهو أمر أوضح الرئيس أنه لن يفعله".
وأقر وزير الدفاع الامريكي بصعوبة القضاء على الإرهاب عن طريق "الجو"، مدافعا عن قرار انسحاب قواته من أفغانستان بقوله: "البقاء في أفغانستان لفترة أطول كان ليعرض قواتنا إلى الخطر ولم يكن سيساعد في إجلاء المزيد من الناس..وانهيار الحكومة الأفغانية وضع قواتنا في خطر كبير".
وقال أوستن ان الولايات المتحدة بدأت التفكير فى احتمالات إجلاء غير المقاتلين منذ الربيع الماضي، لافتا إلى أنها نفذت أكبر عملية إجلاء في تاريخها، وتم تنفيذها خلال 17 يوما فقط.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن الولايات المتحدة فقدت خلال الحرب في أفغانستان، والتي استمرت أكثر من 20 عاما، 2461 جنديا وأصيب أكثر من 20 ألف أخرين.
وفي سياق اخر، أعلن إن اتفاق الدوحة الذي وقعته واشنطن مع حركة "طالبان" كان له تأثير "محبط" على القوات الأفغانية، وأنه أيضا كان أحد أسباب هزيمتها أمام الحركة.
وأوضح أوستن: "لم نتوقع التأثير المتعاظم للصفقات التي أبرمتها طالبان مع القادة المحليين في أعقاب اتفاق الدوحة، وأن اتفاق الدوحة نفسه كان له تأثير محبط على معنويات الجنود الأفغان".