اشتدت أوائل عام 2013 الهجمات الإرهابية على مدينة حلب شمال سوريا، وأخذ الإرهابيون يوسعون انتشارهم فيها في وقت كان يعمل الجيش السوري والقوى الأمنية على مواجهة تلك الهجمات ووقف تمددها الى داخل أحياء المدينة، مادفع المئات من مقاتلي القوة الخاصة في قوات الدفاع الشعبي في بلدتي نبل والزهراء في الريف الشمالي لحلب، إلى التطوع للوصول إلى المدينة ومؤازرة الجيش وحماية السكان.
نجحت عملية نقل المتطوعين من البلدتين عبر مروحيات تابعة للجيش إلى داخل حلب، والتي بدأت عقبها حكاية روضة الشهداء التي تقع داخل الأكاديمية العسكرية عند المدخل الجنوبي الغربي للمدينة.
يرقد داخل هذه الروضة أكثر من مئة شهيد من مقاتلي الدفاع الشعبي في نبل والزهراء، ووريت جثمانيهم الثرى فيها على بعد عشرات الكيلومترات عن مسقط رأسهم ومنازل عوائلهم في البلدتين، لتحكي صورهم وأسماؤهم هنا قصص التضحيات الكبيرة التي قدمها رجال حلب وشبانها للدفاع عن المدينة وسكانها على اختلاف أديانهم وطوائفهم .
من جانبها، تصف أمهات هؤلاء الشهداء الروضة بأنها "روضة من رياض الجنة"، ويقصدونها بين الحين والآخر لتفقد قبور أبنائهن ويقطعن عشرات الكيلومترات من بلدتي نبل والزهراء إليها، ورغم الحزن الذي يعتصر قلوبهن لبعدهن عن مراقد أبنائهن الذي دفنوا دون أن يودعوهم بسبب الحصار الذي كانت تفرضه المجموعات الارهابية على البلدتين آنذاك، إلا أن مشاعر الفخر بالدماء التي قدموها للدفاع عن مدينة حلب طغت على المشهد.
وتقول إحداهن: "ابني ابراهيم قدم إلى حلب للدفاع عن أرضه وعرضه، استشهد فداءً للوطن وأنا أفتخر به، كرمني وشرفني في الدنيا والآخرة" .
المصدر:يونيوز