۲۲۶۰مشاهدات

ملف معلومات: غرفة عمليات "الفتح المبين"

رمز الخبر: ۶۵۸۹۷
تأريخ النشر: 10 April 2022

غرفة عمليات "الفتح المبين" هي تجمّع يضم عدة فصائل ذات فكر تكفيري تتركز في مناطق إدلب وريف حماه،شكلت بهدف تحقيق أعلى مستوى تنسيق أمني وعسكري بين فصائلها المعارضة للنظام السوري. وهي تخدم أجندات أجنبية تحرّكها وفق المصلحة والحاجة للضغط على الدولة السورية في محاولة تحقيق بعض المكاسب.

 

التعريف والنشأة

غرفة عمليات "الفتح المبين" هي غرفة عمليات للفصائل السورية المتمردة المشاركة في الحرب السورية، وهي القائمة على إدارة وتنظيم الأعمال العسكرية، إضافة إلى تأهيل الكوادر بمختلف الاختصاصات وتوزيعها على محاور القتال، وذلك بإشراف وتخطيط جميع الفصائل الفاعلة المنضوية تحتها. والغرفة حاليًّا تدير العمليات العسكرية في إدلب بدعم تركي.

أعلن عن نشأة غرفة عمليات الفتح المبين في الشهر السادس من العام 2019.  من بعدها أصدرت "هيئة تحرير الشام" بيانًافي 26 حزيران 2020، يعزز سلطتها العسكرية في المناطق التي تسيطر عليها بالشمال، بمنع إنشاء أي غرفة عمليات أو تشكيل أي فصيل عسكري تحت طائلة المحاسبة، والتعامل مع غرفة "الفتح المبين" على أنه التحالف القانوني الوحيد في إدلب، وبحصرها جميع النشاطات العسكرية بإدارة غرفة عمليات “الفتح المبينالعمل العسكري بغرفة عمليات "الفتح المبين" التي تضم "هيئة تحرير الشام" مع "الجبهة الوطنية للتحرير"المنضوية ضمن "الجيش الوطني السوري"و"جيش العزة".

وتأتي هذه الخطوة بعد نحو أسبوعين من تشكيل عدة تنظيمات أخرى غرفة عمليات "فاثبتوا"، التي اشتبكت معها الهيئة في وقت سابقعلى خلفية اعتقال القيادي السابق في صفوفها أبو مالك التلي، أمير جبهة النصرة، الاسم السابق لتحرير الشام، في منطقة القلمون الغربي، الذي انشقّ وشكل إحدى الفصائل وانضم إلى غرفة عمليات "فاثبتوا".

 

 

القيادة والهيكلية

تعدّ "هيئة تحريرالشام"بقيادة "أبو محمد الجولاني" العمود الفقري للغرفة وصاحبة قرار السلم والحرب فيها؛ مع مراعاة الخطوط الحمراء التي فرضها النظام التركي. وتضم غرفة "الفتح المبين"، فصائل مقاتلة أخرى مثل "الجبهة الوطنيّة للتحرير" التي تضم فصائل المعارضة التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم من قبل القوّات التركيّة إضافة إلى جيش "العزة".

عمدت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" إلى الاستمرار في تطوير منظوماتها العسكرية وألويتها بما يناسب قدراتها وظروف المرحلة ومتطلباتها.فأجرت "هيئة تحرير الشام" تغييرات عسكرية في بنيتها التنظيمية، لتستحدث 12 لواء عسكريًا، يتضمن كل واحد منها قوات خاصة داخله.

تعتمد الهيكلية الجديدة على مبدأ أن كل لواء قوام متكامل بعدته وعتاده وعديده، إلى جانب دورات متقدمة لمختلف الصنوف والاختصاصات العسكرية من وسائط نارية وأغلب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. وبعد عدة منعطفات شهدتها الجماعات المسلحة في شقها العسكري وصولًا إلى مرحلة تأسيس ما يشبه مجلسًا عسكريًا متمثلًا في قيادة غرفة عمليات "الفتح المبين"، تم تشكيل الهيكلية الجديدة التي ساهمت فيها القيادة العسكرية بتطوير وترتيب الأقسام العسكرية المنضوية تحتها من كافة الصنوف والاختصاصات العسكرية.

التمويل

رغم أن تركيا تدعي وضع "هيئة تحرير الشام"على قوائم الإرهاب، إلا أنه بات واضحًا حجم التنسيق بينهما، وكيف تقوم أنقرة بدعمها والسماح بوصول الامدادات المختلفة لها.ويتراوح راتب العنصر العادي في "تحرير الشام" بين 80 إلى 150 دولارًا، وتوزع الرواتب حسب الوضع الاجتماعي للشخص، حيث يفوق راتب المتزوج عن العازب بنحو 40 دولارًا.

انتشارها الجغرافي

تعمل غرفة عمليات الفتح المبين في ريفي حماة وإدلب وتعدالمحافظات التالية المناطق النشطة لها: إدلب،حماه،اللاذقية،حلب.

 

تحركاتها العسكرية التصاعدية

1/1/2022: استهدفت "هيئة تحرير الشام" التابعة لغرفة عمليات الفتح المبين نقاط تمركز قوات النظام السوري وحلفائها شمال غربي سوريا.

3/1/2022:"الفتح المبين"تشتبك مع قوات النظام السوري غربي حلب، والأخيرة تقصف بالمدفعية والصواريخ جنوب إدلب.

 

5/1/2022:تمكنت فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في إدلب والمناطق المجاورة لها، من تكبيد قوات النظام خسائر بشرية ومادية جراء قصف مواقع عسكرية تابعة له بسهل الغاب وأماكن أُخرى. ووفقًا لمصدرعسكري من "الجبهة الوطنية للتحرير" تمكنت قواتهم من تدمير مقر عمليات عسكرية لقوات النظام في قرية طنجرة بسهل الغاب غربي حماة، من خلال استهدافه بصاروخ موجه بعد رصد تجمع عسكري داخله.

في سياقٍ متصل، استهدفت مدفعية وراجمات المعارضة مواقع انتشار الفرقة 25 والفيلق الخامس المدعومين من روسيا داخل بلدة خان السبل وجرادة والدانا بريف إدلب الجنوبي، كما طال القصف قريتي قبتان الجبل وعنجارة،غربي حلب، حيث يتواجد فيها قوات حليفة للنظام.

11/2/2022:أعلنت غرفة عمليات "الفتح المبين"، عن استهداف مقرات ومراكز تجمّع قوات النظام بالمدفعية والصواريخ والرشاشات الثقيلة.

26/2/2022:استهدفت الفصائل العاملة ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" بقذائف الهاون، تجمعات قوات النظام في محور الفوج “46” غربي حلب.

9/3/2022:أعلنت فصائل المعارضة السورية ضمن غرفة "عمليات الفتح المبين"، عن استهداف قوات النظام السوري على جبهات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.

15/3/2022:استهدفت فصائل المعارضة السورية في غرفة عمليات "الفتح المبين"، بصاروخ محلي الصنع، طائرة (عمليات) روسية، أثناء تحليقها في أجواء مناطق شمال غربي سوريا.

19/3/2022:غرفة عمليات الفتح المبين التي تضم هيئة تحرير الشام وجيش العزة إلى جانب فصائل معارضة أخرى استهدفت مواقع عسكرية للقوات الحكومية على محاور بلدة العمقية بريف حماة الغربي.

21/3/2022:سرايا القنص في غرفة عمليات "الفتح المبين"استهدفت ثلاثة عناصر قنصًا، على محاور القتال، في منطقة جبل الزاوية، جنوب إدلب.

25/3/2022:إن سرية القنص التابعة لغرفة عمليات "الفتح المبين" تمكنت يوم أمس الجمعة، من استهداف عناصر من قوات النظام على جبهة قرية "الشيخ عقيل" في ريف حلب الغربي، وعلى محور قرية "الترنبة"، شرقي إدلب.كما طالت سرية المدفعية والصواريخ بقذائف الهاون مواقع قوات النظام المتمركزة في بلدة "الدانا"، بريف إدلب الجنوبي.

 

1/4/2022:استهدفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" مواقع تابعة لقوات النظام بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع تحليق طائرة مروحية روسية فوق سماء المنطقة.

4/4/2022:استهدفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" بالمدفعية والصواريخ، مقرات ومعسكرات تابعة لقوات النظام السوري والقوات المرتبطة بروسيا في كلٍ من بلدتي مرديخوداديخ القريبتين من مدينة سراقب الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين، M4-M5، شرق محافظة إدلب، بالإضافة لقصف مماثل طاول مقرات داخل بلدات جدرايا، وميزناز، وكفر حلب بريف حلب الغربي.

مشكلات الغرفة وثغراتها

○ الخلافات بين "هيئة تحرير الشام" و"حراس الدين"، المرتبطة بتنظيم القاعدة والمتواجدة في ،حول مسار "الجهاد" والعلاقات مع تركيا وقضايا الفساد.

○ الاقتتال الدائم بين الفصائل على المسروقات وبسط النفوذ، الذي يجعل مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، في شمال شرقي سوريا، بؤرة للفلتان الأمني وعدم الاستقرار.

○ مهما تغير اسم جبهة النصرة الإرهابية، من هذا الاسم الى جبهة تحرير الشام، وصولًا الى اسمها الحالي هيئة تحرير الشام، فإنها لن تستطيع تغيير طبيعتها الإرهابية، ولن تمحي من ذاكرة الناس أنها فرع أساسي لتنظيم القاعدة في منطقتنا. كما لن تستطيع تركيا المشغل الأبرز الحالي لهذه الهيئة حاليًا، من تغيير سمعة ومظهرهذا التنظيم، ولو قبلت بذلك الولايات المتحدة الأمريكية. ولا يمكن إغفال دور الأخيرة، في تقديم الحماية لمتزعم هذه الهيئة أبو محمد الجولاني، الذي يشتبه بأن يكون قد ساعدها أيضًا، في قتل زعيم تنظيم داعش الوهابي الإرهابي مؤخرًا.

○ هذه الهيئة ارتكبت من الانتهاكات الجرائم ضد الإنسانية، ما تنافس به تنظيم داعش. حيث وثّق لها منذ تأسيس جبهة النصرة حتى نهاية العام 2021، العديد من الانتهاكات، أبرزها تلك المتعلقة بمراكز الاحتجاز التابعة لها في شمال غرب سوريا، والتي يبلغ عددها 46 مركز. إذ سجّلت الانتهاكات مقتل أكثر من 505 مدنيًّا بينهم 71 طفلًا و77 امرأة.وهناك ما لا يقل عن 2300 شخص بينهم 43 طفلًا و44 امرأة، لا يزالون قيد الاحتجاز التعسفي أو الاختفاء القسري في سجونها.

خلاصة

تمكنت "هيئة تحرير الشام" من أن تخدم مصالحها ومصالح أنقرة من تشكيل غرفة عمليات "الفتح المبين"، والقضاء على محاولة تشكيل غرفة جديدة في مناطق نفوذها. وتحاول أن تستفيد "هيئة التحرير" من التحولات في المنطقة، علمًا أن التصعيد العسكري الأخير للغرفة على مدى الأشهر الماضية بالتزامن مع الحرب الأوكرانية تشكّل مؤشرًا قويًّا على احتمال وجود أجندة جديدة في الشمال السوري.

الكاتب:حسين شكرون /مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

رایکم