۴۲۱مشاهدات
تقرير خاص لـ "تابناك"؛

فاجعة جديدة في مستشفى "كمال عدوان" في غزة والصمت الإقليمي والدولي المخزي

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمه الوحشية بحق النظام الصحي الفلسطيني في القطاع، حيث أقدم على إحراق وتدمير مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع.
رمز الخبر: ۷۰۷۸۳
تأريخ النشر: 29 December 2024

القسم الدولي لموقع "تابناك": يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمه الوحشية بحق النظام الصحي الفلسطيني في القطاع، حيث أقدم على إحراق وتدمير مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة بالكامل. كما قام باقتياد المئات من الطواقم الطبية والجرحى والمرافقين إلى جهة مجهولة، مما يعرض حياتهم لخطر القتل أو التعذيب والاعتقال. استخدم جيش الاحتلال، بعد حصار مطبق منذ ساعات جمعة 27 ديسمبر 2024، روبوتات محملة بكميات ضخمة من المتفجرات لتفجير محيط المستشفى، تلاه اقتحام همجي أسفر عن تدمير أجزاء واسعة من المبنى، في أعقاب مجزرة راح ضحيتها خمسة من أفراد الطواقم الطبية خلال الـ24 ساعة الماضية.

واحتجز الاحتلال أكثر من 350 شخصًا داخل المستشفى، بينهم 180 من الكوادر الطبية، و75 جريحًا ومريضًا ومرافقين لهم، وأجبرهم على خلع ملابسهم تحت تهديد السلاح، ثم اقتادهم إلى مكان غير معلوم، مع انقطاع كامل للاتصال مع إدارة المستشفى وكوادره لفترة طويلة. هذه الجريمة تُعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان وخرقًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، وتأتي في إطار سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بهدف تدمير النظام الصحي في غزة بشكل كامل.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والصحية باتخاذ إجراءات عملية وفورية لوقف جرائم الاحتلال في قطاع غزة، خاصةً تلك التي تستهدف المستشفيات. كما حذر من العواقب الكارثية لتدمير المنظومة الصحية في غزة، التي ستتعدى آثارها حدود القطاع. وأشار المكتب إلى أن استمرار الصمت الدولي يعد مشاركة ضمنية في الجريمة، وأن عجز المجتمع الدولي عن حماية الطواقم الطبية والمنشآت الصحية يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية. من جانبها، نفت حركة حماس بشكل قاطع وجود أي مظهر عسكري أو تواجد للمقاومين في مستشفى كمال عدوان، مؤكدة أن المستشفى كان مفتوحًا للجميع، بما في ذلك المؤسسات الدولية. وأكدت أن مزاعم الاحتلال بوجود مقاومين في المستشفى هي مجرد أكاذيب تهدف لتبرير جريمة الإخلاء والحرق التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي.

مصادر طبية: كوادر في مستشفى كمال عدوان استشهدوا حرقا

أفادت مصادر طبية للجزيرة بأن عددا من الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان في جباليا استشهدوا حرقا بالنيران التي أشعلتها قوات الاحتلال في المستشفى وامتدت لأقسام واسعة منه. وفي وقت سابق، قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أحرقت "مستشفى كمال عدوان"، واقتحمته بعد ساعات من حصاره، وطلبت من إدارته إخراج الطاقم الطبي والمرضى والمرافقين، بالتزامن مع إطلاق نار وقصف من الدبابات في محيطه. وقالت الممرضة بمستشفى كمال عدوان شروق الرنتيسي في مقابلة مع مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على طاقم المستشفى، وأحرقت محتوياته، وأجبرت طواقم المستشفى على إخلائه، وتعمدت إهانتهم. وأضافت أن قوات الاحتلال اعتقلت الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، واقتادته مع عدد آخر من الكوادر والنازحين والمرضى، إلى جهة غير معلومة.

مدير صحة غزة: أبو صفية تعرض لضرب مبرح واتخذه الاحتلال درعا بشرية

وصف المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش حالة الطاقم الطبي والمرضى الذين أجلاهم الاحتلال من مستشفى كمال عدوان شمالي غزة بأنها صعبة جدا. وقال البرش إن الاحتلال الإسرائيلي خدع المرضى والطاقم الطبي لمستشفى كمال عدوان، لأنه أخذهم إلى المستشفى الإندونيسي المدمر واعتقل بعضهم في مكان مجهول. وكشف أن ليلة صعبة وقاسية جدا مرت على المصابين والمرضى الذين تم إجلاؤهم قسرا من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي في غزة، حيث لم يجد هؤلاء المرضى لا دواء ولا ماء ولا كهرباء، بالإضافة إلى البرد الشديد.

واتهم الدكتور البرش الاحتلال بخداع الطاقم الطبي الذي أوحى له أنه سيذهب إلى المستشفى الإندونيسي، لكنه أخذ أفراده إلى مكان آخر واعتقلهم جميعا، من بينهم مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية. وأكد أن أبو صفية تعرض لضرب مبرح بالهراوات والعصي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي أجبرته على خلع ملابسه، وألبسته لباس المعتقلين، وكشف أنه الآن قيد الاعتقال، وأن الاحتلال اتخذه درعا بشرية. وأخذت قوات الاحتلال أبو صفية إلى منطقة في غرب جباليا تسمى الفاخورة، واحتجزته هناك مع الكوادر الطبية، ويؤكد الدكتور البرش أن ضابطا في جيش الاحتلال أجبر مدير مستشفى كمال عدوان على خلع ملابسه، ثم انهال عليه الجنود والضباط بالضرب المبرح، في منظر مأساوي وصعب، كما وصفه من أُفرج عنهم لاحقا.

الصحة العالمية قلقة... بعد فاجعة الاستهداف الإسرائيلي لـ "كمال عدوان"

أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها، بعد استهداف الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، ما أدى إلى خروج هذا المرفق الصحي الرئيسي الأخير في شمال غزة عن الخدمة. وطالبت بحماية منظومة الرعاية الصحية في غزة. وشددت المنظمة على أن هذه الغارة تأتي ضمن الهجمات المتكررة، التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المستشفى او بالقرب منه منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، الى جانب القيود المتزايدة التي حالت دون وصول المنظمة وشركائها إلى المرافق الصحية في غزة. بدورها، ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولي مرة أخرى حماية المرضى والطواقم الطبية ومراكز العلاج في فلسطين، خصوصا في غزة مع استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي. وحملت الوزارة في بيان صحافي المجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى، ومرافقيهم والطواقم الطبية في مستشفى (كمال عدوان) وعددهم 350 شخصا، وذلك بعد انقطاع الاتصال مع الطواقم الطبية والمرضى والمصابين هناك.

رایکم