
القسم الدولي لموقع "تابناك": أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد شهداء الصَّحفيين في القطاع منذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023، إلى 210 صحفيين، وذلك بعد جريمة قصف خيمة للصحفيين قرب مستشفى ناصر بخان يونس (جنوب قطاع غزة)، والتي خلفت استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي والذي كان يعمل بوكالة «فلسطين اليوم» الإخبارية. ولفت المكتب، في بيان اليوم، إلى أن القصف نفسه تسبب أيضا في استشهاد الشاب يوسف الخزندار، وإصابة 9 صحفيين كانوا في المكان المستهدف وفي محيطه.
ودان المكتب الإعلامي الحكومي بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين، داعيات الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة. وحمّل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة (بريطانيا)، وألمانيا، وفرنسا؛ المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة النَّكراء الوحشية. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم بإدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، كما نطالبهم إلى ممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.
كيف تقتل إسرائيل الحقيقة حرقًا؟ هذا ما حدث للصحفيين بخان يونس
لم تكد تمر أيام على مجزرة جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق فريق الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، حتى استهدف الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين خيمة للصحفيين بجوار مجمع ناصر الطبي في خان يونس بقطاع غزة، وأسفر القصف عن استشهاد الصحفيين أحمد منصور وحلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار حرقًا، وفق ما نقلته مصادر صحفية من غزة. كما أُصيب عدد من الصحفيين بجروح، من بينهم: حسن إصليح، أحمد الأغا، محمد فايق، عبد الله العطار، إيهاب البرديني، محمود عوض، ماجد قديح وعلي إصليح.
مشاهد تُبكي الضمير
انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثّق لحظة اشتعال النيران بجسد الصحفي أحمد منصور بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لخيمة الصحفيين. وكتب الصحفي أنس الشريف تعليقًا على المشهد "أحرقته إسرائيل"، في إشارة إلى زميله منصور الذي يعمل مراسلًا لوكالة "فلسطين اليوم" المحلية. وتابع الشريف قائلًا إن "أحمد أب يُعيل أسرة، يعاني الآن من إصابات بالغة الخطورة، والأطباء يبذلون جهودًا مضنية لإنقاذ حياته". وعلق مدونون وأهالي غزة على المشهد المروع بالقول "لأنهم لا يريدون للصحافة أن توثق جرائمهم التي لم تتوقف، قصفوا الصحفيين وحرقوهم أمام العالم، والعالم لم يتحرك. التغطية مستمرة ولن تتوقف". آخرون وصفوا المشهد بمزيد من الألم: "الصحفي حلمي الفقعاوي التهمته النيران حيًّا، وعلى الهواء مباشرة! لم يحمل سلاحًا، بل كاميرا.. لم يُطلق رصاصًا، بل نقل الحقيقة. كأنهم يريدون قتل الحقيقة وإسكات كل شاهد على المجازر. أي لغة تصف هذا؟ وأي ضمير لا ينكسر أمام المشهد؟"
حرية الصحافة".. أكذوبة في الميدان
وكتب أحدهم "الصحفي حلمي الفقعاوي استُشهد وهو في خيمة الصحافة.. أمام مستشفى ناصر. لم يكن يحمل سلاحًا، بل كاميرا. لم يكن يُطلق رصاصًا، بل ينقل حقيقة. حرية الصحافة؟ أكذوبة تُقال في المؤتمرات وتُقتل في الميدان. قدسية المستشفيات؟ مجرد شعار مهترئ على لافتة أممية! والعالم؟ شاهد زور، أصمّ، أعمى، شريك في الإبادة". ونشر صحفيون من غزة صورة للصحفي أحمد منصور وهو يرقد في المستشفى، يغطي الشاش الأبيض وجهه وجسده المحترق، كأن النيران أرادت أن تترك بصمتها على جسده شاهدة على قسوة الاحتلال وعجز العالم.
حماس: حكومة نتنياهو تقتل الصحفيين في ظل عجز وصمت دولي
أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأشد العبارات القصف الإسرائيلي الذي استهدف مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين في خيمتهم قرب مستشفى ناصر في خانيونس، جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار حرقًا، وإصابة تسعة صحفيين آخرين، بعضهم بجروح خطيرة. وفي تصريح صحفي صدر عن الحركة اليوم الاثنين، أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، وصفت حركة حماس الهجوم بأنه "جريمة نكراء" وجزء من سلسلة "الانتهاكات الفاضحة لقوانين وأعراف الحرب الدولية"، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال "أعدم" ما لا يقل عن 210 صحفيين في قطاع غزة منذ بدء الحرب، ضمن سياسة واضحة لطمس الحقيقة ومنع نقل جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وقالت الحركة إن هذه الجرائم تأتي "في ظل صمت دولي غير مسبوق في التاريخ الحديث"، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ موقف واضح وحاسم ضد ما وصفته بـ"حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو". وطالبت حماس الصحفيين حول العالم، والمؤسسات الإعلامية الدولية، بالتحرك لفضح هذه الجرائم والتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين الذين "يدفعون أرواحهم ثمنًا لكشف الحقيقة في وجه آلة القتل الإسرائيلية".