۱۰۵۳مشاهدات
احمدي نجاد:
واعتبر العامل الاساس والمسؤول عن احداث التاريخ المرة والوضع المزري اليوم هو الادارة السائدة والادعياء والقوى الدولية التي اتبعت خطى الشيطان.
رمز الخبر: ۹۸۳۸
تأريخ النشر: 27 September 2012
شبکة تابناک الأخبارية: ألقى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الأربعاء خطابا امام الاجتماع السنوي للجمعية العامه للامم المتحدة، تناول فيه الاوضاع والتغييرات التي يحتاجها العالم لادارته بشكل افضل، مؤكدا ان دول حركة عدم الانحياز لها القدرة على كل ذلك .

وأكد رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران محمود احمدي نجاد في كلمته امس الاربعاء أمام الاجتماع السابع والستين للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة المنعقد حاليا في نيويورك، بأن العالم بحاجة الى فكر ونظام جديدين.

وأضاف ، ان السياسة الاحادية الجانب والمعايير المتعددة وفرض الحروب والاحتلال لتحقيق المصلحة الاقتصادية وبسط الهيمنة على المراكز الحساسة في العالم قد اصبحت امورا عادية واضاف، ان سباق التسلح والتهديد بالسلاح النووي واسلحة الدمار الشامل من قبل قوى الهيمنة بات امرا شائعا، وان اختبار الاسلحة الاكثر تدميرا والمتطورة جدا والتهديد العلني بامتلاكها والوعيد باستخدامها في الوقت اللازم تحولت الى ادبيات جديدة لارعاب الشعوب للرضوخ لمرحلة جديدة من الهيمنة، وان تهديد الصهاينة عديمي الثقافة للشعب الايراني بالهجوم العسكري يعد من النماذج البارزة لهذه الحقيقة المرة.

واكد الرئيس احمدي نجاد بان عدم الثقة قد اصبح امرا سائدا على العلاقات الدولية ولا وجود لمرجع موثوق به وعادل لمعالجة النزاعات وحتى الذين يمتلكون الاف القنابل النووية ومختلف انواع الاسلحة لا يشعرون بالامن.

واعتبر العامل الاساس والمسؤول عن احداث التاريخ المرة والوضع المزري اليوم هو الادارة السائدة والادعياء والقوى الدولية التي اتبعت خطى الشيطان.

وتابع الرئيس احمدي نجاد، ان النظام المعتمد على الفكر اللاانساني المبني على الرق والاستعمار القديم والجديد هو السبب وراء الفقر والفساد والضياع والظلم والتمييز في انحاء العالم.

واوضح رئيس الجمهورية بان الادارة والنظام السائد اليوم على العالم مبني على الفكر المادي لذا فانه غير ملتزم بالقيم الاخلاقية، وانه تبلور على اساس الانانية والخداع والحقد والكراهية، وبني على اساس تصنيف البشر درجات وتحقير بعض الشعوب وتضييع حقوق الاخرين والهيمنة عليهم، ويسعى وراء بسط الهيمنة عبر تصعيد التفرقة والنزاع بين القوميات والشعوب، واحتكار السلطة والثروة والعلم والتكنولوجيا لفئة معينة.

واعتبر التنظيم السياسي في المراكز الاساسية للسلطة في العالم بانه مبني على ادبيات الهيمنة والسيطرة على الاخرين، هذه المراكز التي تسعى جميعها وراء الهيمنة على السلطة والقوة وليس ايجاد السلام وخدمة الشعوب متسائلا، هل يمكن التصديق بان ينفق البعض لخدمة الناس مئات ملايين الدولارات في سبيل الدعاية الانتخابية.

وقال، انه حسب زعم الاحزاب الكبرى فى الدول الراسمالية فان نفقات الدعاية الانتخابية تعتبر نوعا من الاستثمار، وفي هذه الدول يكون المواطنون مضطرين لاختيار الاحزاب في حين ان الاحزاب ممثلة لنسبة ضئيلة من الشعب.

واكد رئيس الجمهورية بان ارادة ورأي الشعوب في امريكا واوروبا في المجالات المهمة والمستمرة لاتخاذ القرار خاصة في السياسات الداخلية والخارجية الرئيسية لها الحد الادنى من التاثير ولا يصل صوتها الى اي مكان حتى لو شكلت نسبة 99 بالمائة من المجتمع.

واشار الى ان القيم الاخلاقية والانسانية ذهبت ضحية للحصول على الاصوات وان الاهتمام بمطالب الشعب تحول فقط الى اداة دعائية في فترة الانتخابات، وقال، ان النظام السائد على العالم يتسم بالتمييز ومبني على اساس عدم العدالة.

واكد رئيس الجمهورية بانه يسعى بدلا عن الاساءة الى البشرية وتصنيف الافراد والشعوب الى درجات، يسعى لاحياء الكرامة والاقرار بحرمة والاديان والكمال والسعادة للجميع.

واوضح بان النظام العالمي الجديد يجب ان ينظر برؤية عالمية من اجل ارساء السلام والامن المستديم والرخاء للمجتمع البشرى باكمله.

واكد بان النظام الجديد ينبغي ايضا ان يكون على اساس العدالة وان يكون الجميع سواسية امام القانون وحسب معايير موحدة وقال، انه على الحكام في العالم ان يعتبروا انفسهم خداما للشعب وليس افضل منهم. مردفا القول بان الادارة امانة مقدسة من جانب الشعوب بيد مدراء العالم وليست فرصة لكسب المزيد من الثروة والسلطة.

واشار الرئيس احمدي نجاد الي الوضع الاقتصادي الراهن في العالم وقال، ان الفقر والفوارق الطبقية في طريقها للازدياد.

واضاف، ان الاقتصاد المعتمد على سباق الاستهلاك من شانه ان يؤدي الى استغلال الانسان لمصلحة فئة قليلة.

واعتبر خلق الاموال الورقية من دون رصيد بالاعتماد على السلطة والهيمنة على مراكز الاقتصاد العالمية، اكبر عملية استغلال في التاريخ واحد العوامل الاساسية المسببة للازمة الاقتصادية الراهنة في العالم واضاف، ان تقارر تشير الى ايجاد 32 تريليون دولار من الاموال الورقية من دون رصيد من قبل احدى الحكومات.

واكد بان البرمجة للتنمية المبنية على الاقتصاد الراسمالي تتحرك في دائرة مغلقة وادت الى منافسة غير بناءة ومخربة وقد فشلت عمليا.

وفيما يتعلق بالوضع الثقافي الراهن في العالم قال، ان مكارم الاخلاق مثل الفتوة والطهر والصداقة والمحبة والتضحية تعتبر من منظار السياسيين الحكام على مراكز السلطة العالمية مفاهيم رجعية ومانعة لتقدم الاهداف وهم يتحدثون رسميا عن عدم الايمان بسيادة الاخلاق في العلاقات السياسية والاجتماعية.

واضاف، ان الثقافات الاصيلة والمحلية التي هي حصيلة لقرون من العمل وتعتبر الفصل المشترك للصداقة بين الافراد والشعوب وتؤدي الي التعددية والنشاط الثقافي والتحرك الاجتماعي للمجتمع العالمي تتعرض اليوم للهجمة والانقراض.

وقال رئيس الجمهورية، انه في ظل التدمير والاساءة الممنهجة للهوية يجري فرض نمط خاص من الحياة الفردية والاجتماعية عديمة الهوية على الشعوب.

واضاف، ان الاسرة التي تعد الركن الاكثر اسياسيا لصنع الانسان الاجتماعي ومركز خلق المحبة والانسانية قد جري اضعافها بشدة وان دورها البناء آيل الي الاندثار. مؤكدا بان الشخصية والدور المحوري للمراة كعمود لديمومة المجتمع قد تضرر كثيرا في ظل استغلالها من قبل اصحاب السلطة والثروة.

وفي جانب اخر من كلمته اكد رئيس الجمهورية ضرورة الوقوف امام الاقلية الطامعة في العالم لفرض العزلة عليها وقطع ايديها عن مراكز سلطة اتخاذ القرار في تقرير مصير الشعوب.

وشدد على ضرورة ايمان الشعوب بقدراتها اللامتناهية وان تعلم بانها منتصرة في ظل الثقة بالنفس في نضالها ضد النظام غير العادل السائد في العالم والدفاع عن الحقوق الانسانية.

واكد ضرورة توفير الارضية لتحقيق الادارة العالمية المشتركة عبر الاصرار على تنفيذ العدالة في جميع المناسبات وتعزيز الوحدة والصداقة وتطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية في اطار مؤسسات مستقلة وتخصصية.

كما اكد الرئيس احمدي نجاد على تضافر الجهود والتنسيق لاصلاح هيكلية منظمة الامم المتحدة حول محور منافع الجميع ومصلحة العالم وقال، ان الالتفات الى هذه النقطة ضروري جدا وهي ان الامم المتحدة متعلقة بجميع الشعوب ومن هنا فان وجود التمييز والاحتكار في هذه المنظمة الدولية يعتبر اساءة كبرى للشعوب وامرا غير مقبول باي صورة او حجم كان.

واعتبر المشاركة في الادارة العالمية بانه اساس السلام المستديم، وقال، ان حركة عدم الانحياز بصفتها اكبر مؤسسة دولية بعد الجمعية العامة للامم المتحدة ومن خلال ادراكها لاهمية التطرق لموضوع الادارة العالمية وادراكها العميق ازاء دور الادارة غير الصحيحة في حدوث الازمات والمشاكل الواسعة الموجودة في العالم، قد عقدت اجتماعها السادس عشر في طهران تحت شعار الادارة العالمية المشتركة.

واشار الى المشاركة الواسعة والنشطة جدا لرؤساء ومسؤولي اكثر من 120 دولة في العالم في مؤتمر القمة للدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز بطهران واضاف، انه تم التاكيد في المؤتمر على ضرورة المشاركة الجادة والمؤثرة لجميع الشعوب في ادارة القضايا العالمية.

وتابع الرئيس احمدي نجاد، انه لحسن الحظ اننا اليوم في منعطف تاريخي مهم، فمن جانب اصبح لا مكان للنظام الماركسي في العالم وقد شطب عمليا من ساحة الادارة ومن جانب اخر فان النظام الراسمالي غائص في المستنقع الذي اوجده هو بنفسه ولا يمتلك مبادرات لافتة لحل مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية والامنية والثقافية في العالم وقد وصل عمليا الي مازق في موضع الادارة.

وصرح بان حركة عدم الانحياز تفتخر بتاكيدها مرة اخرى علي قرارها التاريخي الصائب في رفض اقطاب التسلط والانظمة منفلتة العقال واضاف، انني هنا وبالنيابة عن اعضاء حركة عدم الانحياز ادعو جميع دول العالم لتولي دور اكثر فاعلية في مسار توفير ارضية المشاركة المؤثرة والتدخل الجاد في صنع القرارات العالمية، مؤكدا بان الحاجة ملحة اكثر من اي وقت مضي لازالة العقبات الهيكلية والتسهيل في عملية المشاركة العامة.

واعتبر ان منظمة الامم المتحدة لا تمتلك الان الفاعلية اللازمة وقال، ان استمرار هذه الوتيرة أي خفض الامل بهيكلية عالمية للدفاع عن حقوق الشعوب بامكانه المساس بصورة اساسية بالتعامل الدولي وروح التعاون الجماعي العالمي بموازاة هبوط مكانة الامم المتحدة.

واضاف الرئيس احمدي نجاد، ان الامم المتحدة التي تاسست بهدف نشر العدالة واحقاق حقوق الجميع متورطة هي نفسها بالتمييز وقد فتحت الطريق امام الممارسات الظالمة لعدد من الدول على غالبية دول العالم وعززت عدم فاعليتها عمليا، اذ ان وجود حق الفيتو واحتكار السلطة في مجلس الامن قد ادى الى التضييق في امكانية احقاق الحق والدفاع عن حقوق الشعوب.

ودعا رئيس الجمهورية الامين العام للامم المتحدة لوضع موضوع اصلاح المنظمة في جدول الاعمال جديا وتحديد اليات مناسبة لتنفيذ هذا الامر، مؤكدا استعداد حركة عدم الانحياز لدعم واسناد الامم المتحدة في هذا الامر الهام.
رایکم