شبکة تابناک الأخبارية: إعتبر قائد الثورة الإسلامية في ايران آية الله السيد علي الخامنئي أن التناقض الموجود بين افعال الإدارة الأميركية وأقوالها مؤشر على عدم منطقية واشنطن.
وقال قائد الثورة الإسلامية لدى استقباله اليوم السبت حشدا من أبناء مدينة تبريز إن "الإدارة الأميركية تتوقع أن تخضع الشعوب أمام غطرستها وخطاباتها غير المنطقية، ولكن الشعب الإيراني المقتدر والذي يتحلى بالمنطق لن يستسلم" لتلك الغطرسة.
وأضاف آية الله الخامنئي، أن العدو الان في موقف إنفعال أمام الشعب الإيراني خلافاً لما يتظاهر به، مؤكداً أن هذا الموقف قد أجبر القادة الاميركيين البعيدين عن المنطق الى تصعيد وتشديد سلوكهم غير المنطقي.
ولفت قائد الثورة الإسلامية الى أن الولايات المتحدة اليوم ترفع لواء رعاية حقوق الإنسان بينما هي المنتهك الرئيسي لحقوق الإنسان في مختلف البلدان، مشيراً الى بعض هذه الإنتهاكات في سجون غوانتانامو وابو غريب وكذلك قتل المدنيين الأبرياء في افغانستان وباكستان.
واردف، أن الإدارة الأميركية تزعم رعاية نشر الديموقراطية في العالم في حين نرى أنها تواجه ايران التي تملك نظاماً يسود فيه حكم الشعب باوضح صورة ممكنة بينما تدعم هذه الإدارة في منتهى الصلافة بعض الطغاة في المنطقة التي لم تذق شعوبها طعم الانتخابات.
وأشار الى إدعاءات الإدارة الأميركية حول نيتها ايجاد حل لخلافاتها مع ايران، موضحاً أنها على ارض الواقع تشدد الحظر وتشغل ماكنتها الدعائية لنشر الأكاذيب ضد الشعب الإيراني.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن أيران "من منطلق إيمانها بضرورة نزع الأسلحة النووية، لا تسعى لصنع سلاح نووي"، مؤكداً أنه في حال أرادت ايران صنع هذا النوع من الأسلحة "فليس باستطاعة اي قوة في العالم بما فيها الولايات المتحدة الأميركية منعها من ذلك".
واعتبر سماحته عدم اهتزاز الشعب الايراني امام ضغوط القوى العالمية ومن ضمنها اعمال الحظر بانه يعود لايمان الشعب واضاف، لقد فرضوا خلال الاشهر الاخيرة اعمال حظر زعموا بانها مشلّة وحتى انهم وضعوا مرحلة جديدة من الحظر قبل ايام من 22 بهمن (10 شباط ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران) لاضعاف ارادة الشعب الايراني الا ان رد الشعب كان بتنظيم مسيرات 22 بهمن بصورة اكثر حماسا واتساعا بالمقارنة مع الاعوام الماضية.
وقال في الاشارة الى المواقف والممارسات غير المنطقية للادارة الاميركية والحكومات الغربية السائرة وراءها واضاف، انهم يزعمون برعايتهم لحقوق الانسان ويرفعون راية حقوق الانسان في العالم الا انهم وجهوا اكبر الضربات والاساءات لحقوق الانسان بارتكابهم فضائع كما في غوانتانامو وابوغريب وقتل ابناء الشعبين الافغاني والباكستاني.
واعتبر سماحته احد الحالات الاخرى لعدم منطقية الاميركيين والتناقض بين اقوالهم وافعالهم هو ادعائهم بالتصدي للسلاح النووي واسلحة الدمار الشامل واضاف، ان الاميركيين وبناء على هذا الادعاء هاجموا العراق قبل 11 عاما ولكن تبين فيما بعد ان هذا الادعاء كان خاطئا من الاساس.
واضاف، ان الادارة الاميركية ورغم ادعائها هذا تدعم الكيان الصهيوني الشرير والمجهز بالسلاح النووي والذي يهدد الاخرين ايضا.
واضاف قائد الثورة الاسلامية، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تنوي صنع السلاح النووي وان السبب في هذا القرار لا يعود لاستياء اميركا بل على اساس اعتقادها بان السلاح النووي جريمة ضد الانسانية وهي ضمن تاكيدها على ضرورة عدم انتاج السلاح النووي تدعو الى محوها في العالم. مؤكدا القول، ان ادعاء الاميركيين بسعي ايران لانتاج السلاح النووي هو في الحقيقة تلاعب في الكلام.
واضاف سماحته، ان البحث في الموضوع النووي الايراني ليس حول السلاح النووي بل يريدون منع ايران من حقها المشروع والمؤكد في تخصيب اليورانيوم والاستخدام السلمي للطاقة النووية، وبطبيعة الحال لن يفلحوا في منع الشعب الايراني من الوصول الى هذا الحق حيث ان هذا الشعب يؤدي انشطته على اساس حقه الصريح.
واكد آية الله الخامنئي، ان السعي لتضييع حق الشعب الايراني انموذج بارز لعدم منطقية الاميركيين، وعلى هذا الاساس لا يمكن التحدث بمنطقية مع الطرف غير المنطقي والمتغطرس.
واضاف سماحته، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى مدى الاعوام الـ 34 الماضية ادرك بوضوح في مختلف القضايا العالمية، من هو طرفه المقابل وكيف هو سلوكه وكيف ينبغي التعامل معه.
واشار الى ان الاميركيين وفي موضوع الحوار يسعون عبر شبكة الاعلام الخاضعة لهيمنة الصهاينة لخداع الراي العالم في العالم والمنطقة وايران واضاف، ان الاعلام العالمي، إما انه لا يعكس كلامنا واما انه يعكسها منقوصة او معكوسة، لذا فان كلامنا موجه للشعب الايراني.
واكد قائد الثورة الاسلامية خمس نقاط مهمة في تبيين حقائق موضوع الحوار وهي؛ عدم المنطقية والتناقض في اقوال وافعال المسؤولين الاميركيين، سعي الاميركيين لاخضاع الشعب الايراني كهدف اساس للحوار، المعنى الحقيقي للحوار في عرف القوى السلطوية، كذب وخداع الاميركيين حول ازالة الحظر عبر الحوار، منطقية تعاطي الشعب الايراني والجمهورية الاسلامية الايرانية مقابل الاقتراح الاميركي.
واعتبر آية الله الخامنئي الغرض الاساس للمسؤولين الاميركيين من طرح مقترح الحوار هو الدعاية واثارة الضجيج بزعم استسلام الشعب الايراني والجمهورية الاسلامية واضاف، انهم يريدون الايحاء للشعوب الاسلامية والناهضة في المنطقة بان الجمهورية الاسلامية الايرانية وبكل صلابتها وثباتها جاءت الى طاولة الحوار لذا فانه لا حيلة لتلك الشعوب سوى الاستسلام.
وتابع قائد الثورة الاسلامية، بطبيعة الحال فان السلطويين سعوا منذ السابق بهدف ادخال الياس لدى الشعوب الاسلامية للاتيان بالجمهورية الاسلامية الى الحوار والمساومة وهم يتابعون هذا الهدف ايضا بطرح دعائي هو "الحوار غير المتعلق بالقضايا الاساسية" الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدرك اهدافهم بعيون مفتوحة وترد بما يتناسب مع تلك الاهداف.
واعتبر المعنى الحقيقي للحوار في عرف الاميركيين والغربيين هو القبول بكلامهم عند طاولة الحوار واضاف، انهم وبرؤيتهم غير المنطقية هذه دعوا في اعلامهم الى الحوار المباشر لاقناع وارغام ايران على التخلي عن الطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم ولكن لو كانوا يسعون وراء الحوار الحقيقي والمنطقي لكان عليهم القول نجري الحوار لتقول ايران كلمتها وتقدم ادلتها وتتم دراسة القضايا بصورة عادلة.
وطرح سماحته السؤال وهو؛ انه في ضوء هذه النظرة السائدة لدى المسؤولين الاميركيين وتوقعاتهم باستسلام ايران، وحتى لو قبلت الحكومة الايرانية مقترح الحوار، فهل ان الحوار يفيد وهل سيحقق نتيجة ما اساسا؟
واشار الى اجراء الاميركيين بقطع الحوار حين شعورهم بالعجز امام كلام ايران المنطقي واضاف، انه خلال الاعوام الخمسة عشر الماضية طلب الاميركيون مرتين او ثلاث اجراء الحوار في بعض القضايا مع التاكيد على ان الحوار ضروري جدا وفوري وحيوي، وقد توجه مسؤول او مسؤولان حكوميان ايرانيان حيث تحادثا معهم ولكن فور عجز الاميركيين عن الرد امام كلام ايران المنطقي، قطعوا الحوار وادعوا عبر شبكة اعلامهم الدولي بان ايران هي التي قطعت الحوار.
وتساءل سماحته، انه ومع وجود هذه التجارب، هل من المفروض ان نقوم باختبار عدم منطقية الاميركيين في الحوار؟
واعتبر آية الله الخامنئي دعايات الاميركيين حول الغاء الحظر عبر الحوار مع ايران بانها وعود كاذبة واضاف، انهم يتوهمون في تصوراتهم بان الشعب الايراني قد ضاق ذرعا من الحظر لذا فانه ومع سماع هذه الوعود سيكون متلهفا للحوار مع اميركا ويمارس الضغط على مسؤولي البلاد.
واضاف، ان هذا الوعد هو في الحقيقة من ضمن ذلك الكلام الخادع ويشير الى انهم لا يسعون وراء الحوار الحقيقي والعادل بل يسعون لاركاع الشعب الايراني في حين انه لو كان الشعب الايراني يريد الاستسلام للاميركيين لما قام بثورته اساسا.
واعتبر ان هناك اشكالية جدية على مزاعم الاميركيين القاضية بالغاء الحظر عبر الحوار وقال، ان هدف الحظر مثلما قالوا مرارا هو ارهاق الشعب الايراني والفصل بينه وبين الدولة، لذا فانه حتى لو جرى الحوار وبقي الشعب في الساحة واكد على حقوقه فان الحظر سيظل قائما.
واشار سماحته الى ان هنالك تصورا للاميركيين نصفه صحيح ونصفه خاطئ واضاف، ان الاميركيين يعتقدون بان الجمهورية الاسلامية الايرانية معتمدة على الشعب ولو تم عبر الحظر فصل الشعب عن الدولة الاسلامية سيتم حرمان الدولة من قوة المقاومة. ان الجزء الاول من هذا الكلام وهو ان الدولة معتمدة تماما على جماهير الشعب كلام صحيح الا ان الجزء الثاني وهو ان الضغوط واعمال الحظر ستركع الشعب الايراني وتفصله عن الدولة، كلام خاطئ تماما وناجم عن تصور خاطئ.
واضاف آية الله الخامنئي، بطبيعة الحال فان الشعب الايراني يسعى من اجل الازدهار والرخاء الكامل الا انه ليس مستعدا للوصول الى هذا الهدف بالذل بل بالحكمة والعزة والشجاعة والاعتماد على القوى الداخلية خاصة الشعب الايراني المبدع.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى المنجزات الباهرة التي حققها الشعب الايراني مقارنة مع الشعوب والدول التي استسلمت لاميركا واضاف، ان اعمال الحظر تؤذي الناس ولكن بالمقابل ليس هنالك سوى طريقين، إما الاستسلام كالشعوب الضعيفة امام المتغطرسين واما تفعيل الطاقات والقوى الداخلية والعبور الشامخ والقوي من منطقة الخطر كما يفعله الشعب الايراني.
واضاف سماحته، بان المؤكد ان الشعب الايراني قد اختار وسيختار الطريق الثاني، وسيحول الحظر الى مرحلة من النمو والازدهار.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المشاركة الحماسية للشعب الايراني في مسيرات 22 بهمن ذكرى انتصار الثورة الاسلامية بانه يؤشر الى عدم تذمر الشعب من الغلاء والمشاكل واضاف، ان الشعب خصوصا الشرائح الضعيفة يشعرون بالمصاعب تماما لكنهم لا يجعلون بونا بينهم وبين الدولة لانهم يعرفون بان الدولة الاسلامية والاسلام العزيز هما ذات اليد القوية القادرة على حل المشاكل.
واكد سماحته بانه لو اثبت الاميركيون بانهم منطقيون في الاقوال والافعال سيرون حينها الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني دعاة للخير واصحاب تعامل ومنطق. واضاف، ان هذا هو الطريق الوحيد للتعامل مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي هذه الحالة ستتلقى الحكومة الاميركية الرد المناسب.
وفي جانب اخر من حديثه اكد قائد الثورة الاسلامية ضرورة التعاضد والتكاتف والتلاحم بين السلطات الثلاث من اجل تضافر جهود الجميع لخدمة المواطنين والسير بخطى ثابتة الى الامام في طريق التنمية والاعمار والازدهار للبلاد.