شبكة تابناك الاخبارية: كُشف النقاب في تل أبيب اليوم الخميس عن أنّ إسرائيل كانت قد خططت لتوجيه ضربةٍ عسكريةٍ لتدمير البرنامج النوويّ! الإيرانيّ الأولى في العام 2011 والثانية في العام 2012، ولكنّ المُخطط الإسرائيليّ، بحسب المصادر الأمنيّة التي وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، لم يخرج إلى حيّز التنفيذ لأسباب سياسيّة وأخرى عملياتيّة، على حدّ تعبير المصادر.
وتابعت المصادر عينها قائلة، كما أفاد المُحلل العسكريّ ورئيس تحرير موقع (Israel Defense)، عمير راببورت، إنّه منذ ذلك الحين، أخذ الإيرانيون العديد من الإجراءات الأمنيّة للمحافظة على المفاعلات النوويّة التي يمتلكونها.
وأضاف قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ الإيرانيين قاموا بنقل أجهزة الطرد المركزيّ إلى مخابئ تحت الأرض، وبالتالي فإنّ العملية العسكريّة الإسرائيليّة ضدّ البرنامج النوويّ الإسرائيليّ باتت معقدّة ومُركبّة جدًا، ولكن مع ذلك، شدّدّت المصادر ذاتها، على أنّ العملية العسكريّة الإسرائيليّة ضدّ إيران هي ليست بمثابة مهمة مستحيلة، في ما إذا قامت إسرائيل باستخدام تقنيات وأسلحة متطورّة للغاية، على حدّ وصفها.
وتابع راببورت قائلاً إنّ الرأي العام الإسرائيليّ منشغل في هذه الأيّام في الانتخابات العامّة الإسرائيليّة المُقرر إجراؤها في السابع عشر من شهر آذار (مارس) القادم، ولكنّ التاريخ الذي تنتظره بفارغ الصبر المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة بات مختلفًا جدًا، إذْ أنّه من ناحيتها، التاريخ المُهّم والحساس هو شهر حزيران (يونيو) القادم، لأنّه في شهر تموز (يوليو) القادم سينتهي سريان مفعول الاتفاق المرحليّ الذي تمّ التوقيع عليه بين الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة وبين مجموعة الدول (خمسة+واحدة)، وبموجبه تقوم الدول العظمى بتخفيف تدريجيّ للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وبالمُقابل تقوم طهران بتجميد برنامجها النوويّ. ولفت المُحلل راببورت، اعتمادًا على مصادره في تل أبيب، إلى أنّ إمكانية تمديد الاتفاق المرحليّ هي ضعيفة للغاية، وبالتالي فإنّ شهر حزيران (يونيو) القادم، من ناحية إسرائيل، سيُعتبر مفصليًا وتاريخيًا، على حدّ قول المصادر.
وتابع قائلاً إنّه حتى الآن فاجأت الولايات المتحدّة الأمريكيّة والدول الأوروبيّة، ومن وجهة النظر الإسرائيليّة أظهروا إصرارًا وصرامةً مع إيران، بحيث لم يمنحونها أيّ فرصة للتملّص بهدف شطب إلغاء العقوبات الاقتصاديّة المفروضة عليها، والتي ألقت بظلالها السلبيّة على الاقتصاد الإيرانيّ، وبالمُقابل أنْ تُواصل تطوير برنامجها النوويّ.
ولكنّ المصادر عينها عبّرت عن شكوكها العارمة في أنْ تستمر هذه السياسة الصارمة من قبل الدول العظمى تجاه إيران حتى شهر يونيو القادم، عندما سيكون الاختيار أمامها أوْ انهيار الاتفاق المرحليّ نهائيًا أوْ التوقيع على اتفاق نهائيّ مع إيران، والذي سيسمح لها على الرغم من كلّ ذلك الوصول إلى القنبلة النوويّة، حتى ولو كلّفها الأمر التأخّر في الوصول إلى هدفها الأخير، على حدّ قول راببورت. وأوضح المُحلل أيضًا أنّه في شهر يونيو القادم ستكون إسرائيل أمام إمكانية صعبة للغاية: فإذا بدا أنّ الدول الغربيّة ستخضع للمطالب الإيرانيّة خلال المفاوضات الجارية بين الطرفين، فإنّه عندئذ ستضطر إسرائيل إلى اتخاذ القرار المصيريّ: هل ستقوم بتوجيه ضربةٍ عسكريّة للجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة بهدف تدمير برنامجها النوويّ عن طريق الجو، أوْ أنّها ستُسلّم بأنّ إيران باتت دولة نوويّة، قولاً وفعلاً، على حدّ وصفه.
ولفت إلى أنّ الفرضيّة تقول إنّ التوقيع على اتفاق بين الدول العظمى وإيران لا يُرضي إسرائيل، فإنّ إمكانية الهجوم العسكريّ ضدّ إيران ستتحوّل إلى مهمة مستحيلة، وذلك لأسباب سياسيّة، ذلك أنّها في شهر يونيو القادم لن تحصل إسرائيل على ضوء أخضر من الولايات المتحدّة الأمريكيّة لتنفيذ الهجوم العسكريّ الانفراديّ ضدّ إيران، قال راببورت.
وقال أيضًا إنّه من غير المُستبعد بتاتًا أنّ المنظومة الأمنيّة والعسكريّة في إسرائيل تقومان في هذه الأيّام بوضع خطط لمواجهة ما سيحدث في شهر يونيو القادم، لافتًا إلى أنّ قرار رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنيياهو، بتقديم موعد الانتخابات العامّة مرتبط بهذا التطوّر، كما أكّد على ذلك المُقربون من نتنياهو.
وبحسبهم، فإنّه لو بقيت الحكومة المنحلّة على حالها لكان نتنياهو وصل إلى شهر يونيو مع ائتلاف مُهتّز وغير متماسك، الأمر الذي سيُلزمه بقبول الاتفاق السيئ مع إيران، والذي سيكون مرفوضًا من قبل إسرائيل، وبالتالي فإنّ هذه الخطوة، أكّد المُقربون من نتنياهو، ستكون خسارة شخصيّة مؤلمةً جدًا لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بحسب أقوالهم. ولفت راببورت أيضًا إلى ما كان قد صرّح به هذا الأسبوع حاييم تومر، قائد وحدة (تيفيل) في جهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد)، والذي أنهى مهّام منصبه، حيث قال إنّ الأشهر المتبقيّة حتى شهر تموز (يوليو) القادم هي الأشهر المناسبة والملائمة جدًا لتشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران من قبل الغرب وليس تخفيفها.
وأضاف تومر قائلاً إنّ العقوبات فعالّة كثيرًا، وإيران، التي تُعاني الأمرين من انخفاض أسعار النفط، من الممكن أنْ تنكسر وأنْ تتنازل عن حلمها النوويّ، فقط عن طريق تشديد العقوبات وليس بالعكس، على حدّ قوله.
النهاية