شبكة تابناك الاخبارية: لا يرى وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه آرنز، أن الخطاب الذي يعتزم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلقاءه أمام الكونغرس الأميركي، سيؤثر على العلاقات الوثيقة بين "تل أبيب" وواشنطن.
واعتبر آرنز كما نقلت عنه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الضجة حول تدهور العلاقات مع واشنطن مفتعلة، لإسقاط حزب الليكود من السلطة. وقال:" على مدى السنوات مرت العلاقات الإسرائيلية - الأميركية بمراحل صعبة، وأوقات جرى اعتبار "إسرائيل" في الولايات المتحدة كعبء، وليس كسند".
وذكّر أنه في – ما أسماها – "حرب الاستقلال"، ألقت الولايات المتحدة حظرًا على ارساليات السلاح لـ"إسرائيل"، وبعد حرب سيناء، ضغط الرئيس ايزنهاور على بن غوريون كي يسحب الجيش من سيناء، ومن قطاع غزة، وهو القرار الذي ندم عليه بعد بضعة سنوات.
وأشار آرنز إلى أن الولايات المتحدة رفضت لسنوات بيع السلاح لـ"إسرائيل". وكانت مرحلة "إعادة التقييم من جديد" والتي أعلنها هنري كيسنجر بعد "حرب يوم الغفران"، وتجميد إرسالية طائرات F16 بعد تدمير المفاعل الذري العراقي من قبل "اسرائيل".
واستدرك يقول:" ولكن، بشكل عام يمكن القول، إنه منذ الانتصار الساحق لـ"إسرائيل" في حرب الأيام الستة، بدأت أميركا ترى فيها ذخرًا استراتيجيًا، وصارت العلاقات دافئة وثابتة".
وبيّن آرنز أن "واشنطن أقرّت بحقيقة أنها سويًا مع "إسرائيل" تتقاسمان ليس فقط القيم المشتركة، بل المصالح الاستراتيجية المشتركة. هكذا كان الوضع طوال الحرب الباردة، وهكذا هو الأمر الآن، بينما تقود الولايات المتحدة الحرب على "الإرهاب"، وهكذا سوف يكون مستقبلًا".
ووصف آرنز علاقات العمل بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات بالحميمة، لافتًا في الوقت ذاته إلى التعاون التكنولوجي والعلاقات التجارية اليومية، التي تشكل إثباتًا على أن العلاقة الأميركية - الإسرائيلية ممتازة.
ورد وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق على كل من يردد بأن "إسرائيل" معرضة لخسارة دعم الديمقراطيين سيما مع توثيق علاقاتها بالجمهوريين، قائلًا:" كل من يروج لهذه النظرية ليس لديه علم بتاريخ دعم الحزبين لـ"إسرائيل"".
وبحسب آرنز فإن ""إسرائيل" دُعِمت بالذات من قبل الديمقراطيين لسنواتٍ طويلة"، موضحًا أنه في السنوات الأخيرة بدأ دعم الجمهوريين، وتحول الدعم إلى ثنائي الحزب بالكامل.
ونوه إلى أن الادعاء بأن هذا الدعم سوف يتآكل، لأن رئيس حكومة "اسرائيل" تلقى دعوة من رئيس مجلس الشيوخ الأميركي لإلقاء خطاب في الكونغرس حول الاتفاق المتشكل بين الولايات المتحدة وإيران، مؤسس على تقييم غير صحيح لعمق العلاقات بين أميركا و"إسرائيل"، ويتجاهل واقع أن التحفظات على الاتفاق مع إيران تسمع أيضًا في الولايات المتحدة من جانب الديمقراطيين والجمهوريين على حدٍ سواء.
ونبّه آرنز إلى أن كل الإسرائيليين – وليس مهمًا الحزب الذي يؤيدونه – يفهمون بأن الاتفاق المتشكل بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران، اتفاق خطير على "إسرائيل"، معربًا عن أمله بأن "خطاب نتنياهو في الكونغرس سيكون ذا تأثير".
وشدد على أن علاقات "إسرائيل" في الولايات المتحدة، في وضع ممتاز، وسوف تستمر لكي تكون كذلك حتى بعد ظهور نتنياهو أمام الكونغرس، ففيها – كما يقول - فائدة لكلا الجانبين.
جدير بالذكر أن موشيه آرنز كان من أقطاب اليمين في حزب الليكود، ودخل الكنيست نائبًا عن ذلك الحزب 6 مرات، وخدم كوزير للجيش 3 مرات، وفي مناصب عليا أخرى بـ "إسرائيل".
تجدر الإشارة إلى أن آرنز من مواليد عام 1925 بليتوانيا (إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق) قد هاجر إلى الولايات المتحدة مع عائلته في سن مبكرة (14 عامًا)، وحصل على الجنسية الأميركية. خدم في الجيش الأميركي بين الأعوام 1944-1946. في عام 1948 هاجر إلى "إسرائيل" وانضم إلى مليشيات الأرغون، وانخرط لاحقًا في الحياة السياسية. دخل الكنيست لأول مرة كنائب عن حزب الليكود عام 1973.
وفي وقت لاحق أصبح رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست. في عام 1981 قام مناحيم بيغن والذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت بتعيينه سفيرًا لدى الولايات المتحدة. لكنه ترك ذلك المنصب ليتولى منصب وزير الحرب لأول مرة عام 1983 خلفاً لآرئيل شارون. عام 1984 تولى منصب وزير بلا وزارة. وفي أواخر عام 1988 عينه رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إسحق شامير في منصب وزير الخارجية، حيث بقي في ذلك المنصب حتى يونيو 1990 عندما نقله شامير من ذلك المنصب ليتولى من جديد وزارة الحرب، التي بقي فيها هذه المرة حتى 1992 عندما خسر الليكود الانتخابات.
بعد تلك الهزيمة الانتخابية تقاعد آرنز من السياسة حتى عام 1999 عندما نافس بنيامين نتنياهو على رئاسة الليكود، ورغم خسارته في تلك المنافسة فقد عينه نتنياهو -رئيس الوزراء حينها- في منصب وزير الحرب للمرة الثالثة وذلك في أوائل عام 1999 خلفًا لإسحق مردخاي. لكن موشيه آرنز عاد وتقاعد من العمل السياسي بشكل دائم عقب خسارة الليكود في انتخابات عام 1999.
النهاية