۳۳۳مشاهدات
دخول القوات التركية من مدينة عين العرب له مدلولاته بما يفضي إلى أن العلاقة بين الحكومة التركية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه صالح مسلم عضو المكتب التنفيذي هيئة التنسيق الوطنية ...
رمز الخبر: ۲۶۴۳۵
تأريخ النشر: 24 February 2015
شبكة تابناك الاخبارية: ما تقوم به تركيا في الشمال تقوم به "إسرائيل" في الجنوب، فالعدوان التركي على الأراضي السورية محاولة للملمة الفشل الكبير.

تدخل القوات التركية إلى عمق الأراضي السورية بحجم عسكري كبير، وبقدرات كان يمكن لها أن تشكل جبهة فاعلة ضد تنظيم "داعش" إن كانت الحكومة التركية صادقة في تعاطيها مع مسألة الحرب على الإرهاب، لكن الواضح في الأمر أن لنظام حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أهداف لا تمت للحرب على الإرهاب أو محاولة استعداء تنظيم داعش بالمطلق، فالنافذ في الأمر أن العدوان التركي على الأراضي السورية تم بتنسيق عالِ بين الحكومة التركية وتنظيم داعش، هذا إن كان للتنظيم استقلالية القرار في العلاقة مع أي من الدول أو أجهزة المخابرات العالمية الناشطة في الأراضي السورية.

دخول القوات التركية من مدينة عين العرب له مدلولاته بما يفضي إلى أن العلاقة بين الحكومة التركية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه صالح مسلم عضو المكتب التنفيذي هيئة التنسيق الوطنية، أخذت منحيات أخرى، فالأخير –إي مسلم- كان في زيارات مكوكية للعاصمة التركية من أجل تخليص مدينة عين العرب من هجوم داعش عليها، وبالتالي أي تنسيق بين الحكومة التركية والمجموعات الكردية في عين العرب وإلى أين سيمضي هذا التنسيق، هذا من جهة.

من جهة أخرى كيف يمكن للحكومة التركية أن تدخل بقواتها إلى منطقة من الأراضي السورية دون أن يتنبه تنظيم داعش إلى هذا الرتل الكبير أولاً، وكيف يمكن للقوات التركية أن تنهي مهمتها بتفجير لمباني المجمع الذي كان القبر جزء منه وتغادر المكان دون أن يتنبه أي من عناصر داعش، ولما لم يعتبر التنظيم إن دخول القوات التركية إلى مناطق يتواجد فيه عملية عدائية بالنسبة له ولم يتعاطى معها على إنها قوات برّية تابعة للتحالف الأميركي، ولماذا لم يقم التنظيم بتفجير القبر والمجمع أسوة ببقية المقامات والأضرحة المقدسة التي طالتها يده الآثمة في المنطقة تبعاً لعقيدته التكفيرية التي ترى في هذه المراقد على إنها "وثنية" ويجب تدميرها؟

بالنظر إلى الحادثة وربطها بما يجري في شمال الأراضي السورية من عمليات للجيش السوري في مناطق محيط حلب، والتي تمكن من خلالها من توجيه ضربة موجعة لتنظيم جبهة النصرة المرتبط بالقاعدة بشكل مباشر، وتحدثت التقارير الإعلامية عن قيام قوات تركية بإسناد النصرة في مواجهة الجيش السوري في "باشكوي – ريتان – حرندتنين"، وفك الطوق عن بلدتي "نبل والزهراء" وبالتالي إن أتم الجيش السوري مهامه في هذه العملية سيكون من الناجز له أن تسقط أحلام أردوغان في إقامة منطقة عازلة شمالي سوريا، وسيحصر المسلحين المرتبطين بأنقرة داخل حلب بحيث يكون للجيش السوري أن يفرض شروطه عليهم أو أن يقضي على وجودهم من خلال معركة لن تكون طويلة الأمد إذا ما تم تطويق حلب وقطع طرق الإمداد القادمة من الأراضي التركية، ولهذا كان لابد لأردوغان من القيام بعمل عسكري يلفت الأنظار ويعرقل أي طروحات سياسية مرتبطة بتقدم الجيش السوري في حلب.

ولا ينسى أن الشراكة الوثيقة في الهدف الرامي إلى إسقاط الدولة السورية ومن خلفه محور المقاومة تلاقت عليه كل من الحكومة التركية والمحور الأميركي والكيان الإسرائيلي الذي تلقى ضربة موجعة جداً في الجنوب السوري بعد انهيار الجدار الذي بنته عبر تنظيم جبهة النصرة للفصل بين القوات السورية ومنطقة الجولان السوري المحتل، وبالتالي كان واجباً على الحكومة التركية أن تأخذ موقفاً منقذاً لأحلام المحور الأميركي داخل الأراضي السورية، ولا يمكن الفصل بين مساعي الدول المعادية لسوريا ومناقشة أفعال كل منها على حدى، فما تقوم به "إسرائيل" في الجنوب من إمداد لجبهة النصرة هو ذاته ما تقوم به أنقرة في الشمال السوري.

النهاية
رایکم