شبکة تابناک الأخبارية: قال الدكتور عبدالحليم قنديل رئيس تحرير جريدة صوت الأمة المصرية خلال برنامج "مانشيت" على قناة "أون تى فى" أن السلفيين السعوديين هم الأكثر خطرا على الثورة المصرية.
واعتبر قنديل إن الإسلام يجرى إمتهانه على أرض مصر بأيدى البيت السعودى وأن الجماعات الإسلامية مازالت فى تخبط وحيرة فى أمرها وترتكب نفس الأخطاء فى السابق ..وللأسف هى تضر الإسلام أكثر مما تنفع .
وأكد قنديل أنه كان يشعر أن نهايته ستكون مثل نهاية الصحفي رضا هلال الذي إختفى منذ 2004 ، وأكد أنه كان يعارض وبقوة مشروع التوريث ويأبي الدخول في صفقات أمن الدولة التي تتيح له فرصة المعارضة باتفاق مسبق، وأوضح إن من قاموا باختطافه وتركه عاريا في الصحراء كانوا لا ينتمون للإنسانية بصلة هم أبشع من اليهود وكفار قريش مجتمعين.
وأوضح أن ما جرى من حضور رئيس الدولة المخلوع فى قفص الاتهام له أهمية كبرى فى المنطقة العربية، حيث لأول مرة تجرى محاكمة علنية لحاكم عربى فى العالم الحديث.
وتوقع قنديل، أن تخطو الثورات العربية الخطى المصرية بحيث الاتجاه للمحاكمات الذاتية التى يقيمها الشعوب بقضاة طبيعيين دون اللجوء لمحاكم استثنائية.
ويوضح الكاتب عبدالحليم قنديل في مقال اخر نشر في جريدة "صوت الأمة" انه راى اخيراً في ميدان التحرير وجوه لبشر جلبتهم أوتوبيسات مكيفة من محافظات بعيدة وقريبة لم ترهم عين في مظاهرات الثورة المصرية من قبل ولهم هتافات لا تردد مطلبا واحداً للثورة، لا تستعجل محاكمات جدية، ولا تطلب العزل السياسي للفاسدين، ولا تطالب بحد أدني ولا حد أقصي للأجور، ولا بوقف تصدير الغاز لإسرائيل، ولا بالحرية ولا العدالة ولا الكرامة، فقط هتاف واحد يلف ويدور، وهو «إسلامية.. إسلامية»، وكأن غزوة الكفار على حدود ميدان التحرير!
ويضيف : قد سيطرت جماعات سلفية لم يلحظ أحد دورا لها في الكفاح الطويل ضّد نظام مبارك، بل كان بعضها يؤدي «خدمته الدينية» في معية جهاز مباحث أمن الدولة، وتحرص الآن علي افتعال معارك في غير موضع، وعلي طريقة حرب طواحين الهواء.
واكد : فليس من أحد يعارض شرع الله، ولا التأكيد علي هوية مصر الجديدة العربية الديمقراطية الإسلامية، وبلا تناقض ولاتنافر، وقد سيطرت هذه المعاني العامة، وبهتافات زعيق حربي، وكأننا في ترف من أمرنا، وليس في معركة الدفاع عن مطالب الثورة العاجلة، ومقاومة مؤامرات إجهاضها، والضغط علي المجلس العسكري الحاكم لإنهاءالتباطؤ والتواطؤ، وليس التفرغ لنفاق أي سلطة مهما كان اسمها ورسمها، وكأن النفاق ـ لا سمح الله ـ من شرائع الإسلام، وعلي طريقة نفاق سلفيين لحكم خادم الحرمين الذي هو خادم العدوين، وكأن المقصود هو قول أي كلام يلفت النظر عن الثورة ومطالبها وأهدافها العاجلة، وهو ما لايجيزه شرع الله عز وجل، ويدخل في باب الخدمة غير المباشرة لمبارك وعصابته ونظامه، وإثارة غبار كثيف تتخفي تحته قوات الثورة المضادة، وتنعم بنشر الفرقة بين أبناء الشعب المصري، وتسمح بتمرير جرائم يعد لها، ومن نوع تحصين مبارك ضد المحاكمة الفعلية، والضحك علي ذقون الناس بدعوي أحواله الصحية المتدهورة، فبينما لا يسمح القانون ـ ولا الشرع ـ بغياب مبارك عن المحاكمة، تريد السياسة الحاكمة أن تتخفي بمبارك، وتنشر الأكاذيب بتقارير صحية مزيفة، ومن نوع تقرير الطبيب الألماني «بوشلر» الذي لم يذهب أصلاً إلي مستشفي شرم الشيخ، وجاءت التقارير الرسمية لوزارة الصحة المصرية لتكذب ما نسب إليه زوراً، فلم يدخل مبارك في غيبوبة، وكل ما يعانيه من عوارض صحية مألوف في سن الشيخوخة، ومن نوع الدوار الخفيف، أو تقلبات ضغط الدم، ولا يوجد مانع صحي إطلاقا من نقله إلي قاعة المحاكمة، كما قال لي مسئول حكومي، كما أنه لم يكن يوجد أي مانع صحي من نقله إلي مستشفي سجن طرة، وقد مضت شهور طويلة كانت كافية وتزيد لإعداده وتجهيزه بما يلزم، وهو ما لم تفعله سلطة المجلس العسكري، بل تعمدت علي ما يبدو ألا تفعل، وضربت بدواعي القانون عرض الحائط، وأوفت بتعهداتها لجهات دولية وإقليمية تسعي لاحتواء الثورة المصرية، بل أوفت بوعودها للديكتاتور المخلوع نفسه، وتركته في محبس الخمس نجوم بمستشفي شرم الشيخ، وهي تعوق الآن عملية نقله إلي جلسة المحاكمة، وتضغط لتأجيل المحاكمة نفسها، أو ترحيل الجلسات التالية إلي مدي طويل، ربما انتظارا لنجدة «عزرائيل»، وطلباً لأمر العناية الإلهية، وبينما تبدو محاكمة مبارك من عدمها هي معركة اللحظة، وبينما يبدو تخاذل المجلس العسكري في محاكمة المخلوع هو سؤال اللحظة ـ فقد قررت جماعات سلفية ـــــ باتفاق مسبق ـــــ أن تفعل شيئا آخر، وأن تؤجل مواعيده إلي مقربة أيام من المحاكمة الموعودة والملتبسة، وأن تفتعل معركة السيوف الخشبية مع جماعات وطنية وثورية، وفي موضوعات الهوية التي لا خلاف فيها، وكأنها لا تريد القصاص لحق شهداء الشعب المصري، وتذر الرماد في العيون بحروب القصاص المفتعل مع من تسميهم بالعلمانيين(!).
ويؤكد عبدالحليم قنديل : نعم، الخطر جدي، ولا مجال للتخفي من وراء الذقون، والانقسام ظاهر بين الثورة والثورة المضادة، والذين يفتعلون معارك زائفة يهينون الإسلام، ويتخذونه مطية في صفقات سياسية مريبة، ليس لها من هدف سوي خدمة جنرالات التباطؤ والتواطؤ، والحيلولة دون بلوغ الثورة أهدافها، وإنفاذ المطلب الأمريكي الإسرائيلي السعودي بعدم محاكمة مبارك فعليا.
هذا وفي وقت سابق ،قد شن الكاتب والروائي جمال الغيطانى خلال برنامج مانشيت على "أون تى فى" هجوما حادا على السعودية حيث قال أن علاقة السعودية بمصر بها تموجات لأن السعوديين لن ينسوا خلفية التاريخ المصري الذي كان له الفضل في قمع الدولة الوهابية ،لذلك تلعب السعودية دورا هاما فيما حدث مؤخرا في ميدان التحرير وتساءل الغيطاني من أين جاءت هذه "الدقون" التي ملأت ميدان التحرير وقتها.
وقال ان السعودية تلعب دورا فى الضغط على مصر ويسعون لتشويه الثورة وحماية النظام السابق بإستخدام السلفيين الذين هم امتداد للمذهب الوهابي السعودي الذي يرفض الآخر ويتسق مع الأسلوب المتخلف ، معتبرا إن السلفيين السعوديين هم الأخطر على البلاد حاليا خاصة بعد ما شاهدنا أعلام السعودية والدولة العباسية مرفوعان فى مليونية الجمعة الماضية وترديد هتافات تدخل بنا إلى الصوملة والأفغنة وتدمير الدولة المصرية ...وخلص الغيطانى إلى إن النظام المصري بيدلع السلفيين على الآخر .
وأشار الغيطاني إن ثورة 25 يناير أهم حدث وقع في مصر على مستوى تاريخها ، لكنها تمر بحالة ضعف وأهم ركن بها غائب وهو عنصر الأمن لذلك يجب علينا البحث عن وسيلة لإعادة الأمن مرة أخرى للشارع.