۸۸۱مشاهدات
تقرير خاص لـ "تابناك"؛

الشهيد "قاسم سليماني" والخدمات التي قدمها للمقاومة في المنطقة

كلما مضى على استشهاد الشهيد "قاسم سليماني" هذا القائد العظيم، كلما أصبحت الخدمات المقدمة للعالم الإسلامي والمقاومة، أكثر وضوحا.
رمز الخبر: ۷۰۷۹۹
تأريخ النشر: 01 January 2025

القسم الدولي لموقع "تابناك": كلما مضى على استشهاد الشهيد "قاسم سليماني" هذا القائد العظيم، كلما أصبحت الخدمات المقدمة للعالم الإسلامي والمقاومة، أكثر وضوحا وذلك بينما سعت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وحلفاؤهم إلى إنهاء مسارهم باغتيال الحاج قاسم ورفاقه. والخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه الأميركيون في هذا الصدد هو أنهم لم يفهموا قط أن "الحاج قاسم سليماني" ليس شخصية بل مدرسة؛ مدرسة ستستمر إلى الأبد وتقوم بتعليم ورعاية السليمانيين الآخرين. لذلك، وعلى الرغم من مرور خمسة أعوام على استشهاد الحاج قاسم، إلا أن طريقه لم ينته. والحقيقة أن الحاج قاسم سليماني قدم خدمات جليلة لجبهة المقاومة قبل استشهاده. وكان له دور مهم وحاسم في تحقيق النصر على الإرهاب الداعشي التكفيري في العراق. عندما وصل إرهابيو داعش التكفيريون إلى أبواب بغداد، كان الحاج قاسم سليماني هو من لبى نداء العراقيين لمساعدة هذا البلد.

وفي وقت هجوم إرهابيي داعش التكفيريين، كان "نوري المالكي" هو رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية. ولذلك، لا يمكن لأحد أن يفسر الخدمة الكبيرة التي قدمها الحاج قاسم سليماني للعراقيين في هزيمة داعش أفضل من هذه الشخصية العراقية. ويقول "نوري المالكي" في هذا السياق: "عندما هاجم داعش العراق، لولا الحاج قاسم سليماني وموضوع نقل الأسلحة من إيران إلى العراق، لكنا واجهنا العديد من المشاكل والاختناقات". نعم صحيح أننا اشترينا الأسلحة في ذلك الوقت، لكن دول العالم لم تعطنا الأسلحة عندما كنا بحاجة إليها. لكن الحاج قاسم سليماني ساعدنا كثيراً بسبب دوره في العراق ووجوده الدائم في هذا البلد”.

ويتابع رئيس وزراء العراقي الأسبق: "في العراق، نعتبر الشهيد الحاج قاسم سليماني شهيد المقاومة وشهيد العراق. والسبب أنه فعل ما لا يمكن لأحد أن يتخيله بجهده واجتهاده وبحكمته وحنكته. لا يمكن لأحد أن يتخيل نوع الدعم الذي قدمه الحاج قاسم سليماني والجمهورية الإسلامية الإيرانية للعراق في فترات زمنية مختلفة. وهو شهيد المقاومة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق والبحرين".

وأشار المالكي إلى بعض الأدوار التي لعبها الجنرال سليماني في الحرب ضد الإرهاب، وأضاف: "يجب أن أقول إن الحاج قاسم سليماني كان حاضرا في جميع العمليات التي نظمها الحشد الشعبي ضد داعش. وفي بعضها، والتي تم تنفيذها في آمرلي وتلعفر وطوزخورماتو، كنا بحاجة إلى طائرات بدون طيار لمساعدة المجاهدين. وفي بعض العمليات العسكرية كنا نحتاج أيضاً إلى المدفعية، وقد قدم الحاج قاسم جميع المرافق العسكرية والأسلحة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لخدمة العراق".

لعب الحاج قاسم سليماني دوراً مهماً في تحقيق النصر على الإرهاب التكفيري في العراق؛ وهو الدور الذي أشارت إليه أيضاً قيادات المقاومة في العراق. وكذلك في لبنان، لعب الحاج قاسم سليماني دوراً لا يمكن إنكاره في مجال مواجهة الإرهاب الصهيوني. وكانت ذروة دعم الجنرال سليماني للمقاومة اللبنانية في حرب 2006 واضحة. وعلى الرغم من أنه في ذلك الوقت لم تسلم أي منطقة في جنوب لبنان من الهجمات الجوية والمدفعية للكيان الصهيوني، إلا أن الحاج قاسم سليماني كان حاضرا في المحور الجنوبي طوال حرب الـ 33 يوما بأكملها - باستثناء عدد قليل من الأيام - وكان إلى جوار الشهيد الحاج عماد مغنية.

وفي هذا الصدد يقول الشهيد السيد هاشم صفي الدين: "عندما دخل الحاج قاسم على خط دعم المقاومة الإسلامية في لبنان، كان يعني أنه سيكون حاضرا في كافة المجالات. قبل العام 2000، بدأت المقاومة بتجهيز نفسها ببنى تحتية جديدة وعمليات نقل نوعية في مجال القدرات العسكرية. ورغم أن القوة التي كانت موجودة قبل عام 2000 لم تكن قوة صغيرة؛ لكن على أية حال، حدث تغيير كبير في مجال نوع الأسلحة وكميتها وطريقة نقل الأسلحة وكذلك المبادئ التكتيكية؛ علاوة على ذلك، حدث تغيير المواقف على المستويين العسكري والميداني أيضًا".

ويؤكد قادة المقاومة الذين كانوا حاضرين في حرب الـ33 يوماً حينها، أن الحاج قاسم سليماني ذهب مراراً وتكراراً إلى الخطوط الأمامية للمعركة وخاطر بحياته، رغم نصيحة قادة حزب الله. لكن تجدر الإشارة أيضاً إلى أن دعم الحاج قاسم سليماني للمقاومة اللبنانية يعود إلى ما قبل العام 2000، وليس إلى العام 2006.

ومن ناحية أخرى، لعب الجنرال سليماني دورًا مهمًا ومؤثرًا في دعم المقاومة الفلسطينية لعدة عقود؛ لدرجة أن الشهيد إسماعيل هنية وصفه بـشهيد القدس. وفي هذا الصدد قال الشهيد هينة خلال مراسم تشييع الشهيد الجنرال سليماني ورفاقه في طهران: "القائد الشهيد سليماني قدم حياته كلها نصرة لفلسطين". وقد أشار كبار قادة فصائل المقاومة الفلسطينية مراراً وفي مناسبات مختلفة إلى الدور الذي لعبه الجنرال سليماني في نقل الأسلحة الاستراتيجية إلى المقاومين في هذا البلد. هذه القضية لم تعد قضية سرية.

وفي هذا الصدد يقول "زياد النخالة" الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: "إن القوة والتسهيلات التي حققتها غزة اليوم هي نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها الشهيد سليماني". الخطوة الاستراتيجية لسردار سليماني هي أنه بدأ بإرسال الصواريخ والأسلحة إلى قطاع غزة، وكان هذا الموضوع بمثابة المعجزة، وكان صعبا للغاية من الناحية الفنية والأمنية، ولكن في النهاية حدث شيء من هذا القبي". وتتابع هذه الشخصية الفلسطينية: "لقد حاول سردار سليماني شخصياً في هذا الاتجاه؛ لقد سافر إلى العديد من الدول ووضع الخطط والترتيبات لإيصال هذه الأسلحة، وبالفعل وصلت هذه الأسلحة إلى غزة. الأسلحة التي جلبها سردار سليماني إلى قطاع غزة، بنفس الصواريخ، فتحت الطريق أمام قصف تل أبيب".

رایکم