صرَّح سيد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، خلال مقابلة مع شبكة تلفزيونية صينية، برأيه حول قضايا إقليمية ودولية متعددة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية-الصينية، قال عراقجي: "وثيقة التعاون الاستراتيجي لمدة 25 عامًا بين إيران والصين تقدم رؤية واسعة جدًا للتعاون بين البلدين في جميع المجالات".
في مقابلة مع قناة CCTV الصينية خلال زيارته الأخيرة إلى بكين، أوضح وزير الخارجية الإيراني أن إحدى أولويات السياسة الخارجية للحكومة الرابعة عشرة في إيران هي استمرار العلاقات القوية مع الدول التي حافظت على شراكتها الاستراتيجية مع إيران ووقفت بجانبها في الظروف الصعبة. وأضاف: "زيارتي إلى الصين تُعد أول زيارة ثنائية لي خارج منطقة غرب آسيا، واختيار بكين جاء بسبب الأهمية الكبيرة التي نوليها للعلاقات مع الصين".
وأشار هذا الدبلوماسي الإيراني البارز إلى أن أحد مؤشرات العلاقات الممتازة بين إيران والصين يتمثل في التفاعلات رفيعة المستوى بين البلدين، مثل اللقاء الأخير بين رئيسي البلدين الذي عُقد الشهر الماضي في مدينة كازان بروسيا، واصفًا هذا اللقاء بأنه "بالغ الأهمية" وحقق العديد من الإنجازات. وأكد أن العلاقات السياسية بين البلدين تسير بوتيرة جيدة، مع استمرار تبادل الوفود بين طهران وبكين في مجالات مختلفة تشمل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة والشباب والأمن.
وفي رده على سؤال من مذيع قناة CCTV حول العلاقة بين إيران والصين، قال وزير الخارجية: "وصف إيران والصين بأنهما شريكان استراتيجيان تعبير دقيق"، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين لا يقتصر على العلاقات الثنائية، بل يشمل أيضًا التشاور الوثيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية. وأضاف: "خلال اجتماعي مع وزير الخارجية الصيني في هذه الزيارة، الذي استمر قرابة أربع ساعات، ناقشنا تطورات المنطقة وكيفية التعامل معها، وتعزيز التعاون المشترك في هذا الإطار".
وأكد عباس عراقجي، في ردّه على سؤال حول طبيعة تعامل إيران مع سوريا في ظل الظروف الجديدة، أن بلاده تنتظر أن تعلن الحكومة الانتقالية سياساتها تجاه المنطقة والدول الأخرى، وتحقق الاستقرار المطلوب. وأضاف: "نحن لا نتخذ قراراتنا بناءً على تغييرات شكلية أو شعارات، بل بناءً على الأفعال".
وأشار عراقجي إلى أن طبيعة تعامل إيران مع سوريا "تعتمد على سلوك الطرف الآخر هناك. إيران تتحلى بحسن النية وتسعى إلى تحقيق السلام في سوريا، ونرغب في المساهمة في استقرار سوريا وضمان أمن جميع المكونات فيها".
وشدد على أهمية تعاون دول المنطقة لتحقيق هدف إنشاء حكومة شاملة تضم جميع المكونات والجماعات السورية، مع الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة الوطنية السورية. وقال: "لا ينبغي أن تتحول سوريا إلى ملاذ للإرهابيين أو مصدر تهديد لجيرانها والمنطقة. هذه مبادئ متفق عليها بين جميع الأطراف في المنطقة".
وأكد عراقجي رفض إيران لأي تدخل خارجي في شؤون سوريا، مشددًا على أن "الشعب السوري هو صاحب القرار النهائي لأنه الحاكم الحقيقي لبلاده. دورنا يقتصر على المساعدة في تمكينهم من اتخاذ قرارات صائبة، حتى نرى سوريا تنعم بالسلام وتعيش بسلام مع جيرانها".
وفي سياق حديثه عن التطورات الأخيرة في سوريا، قال عراقجي: "كنا على علم منذ أشهر بأن الجماعات المعارضة والمناهضة للحكومة السورية تُعيد تنظيم صفوفها للقيام بعمليات عسكرية. وقد نقلنا هذه المعلومات إلى الحكومة السورية، كما علمنا أن روسيا قدمت معلومات مشابهة للرئيس بشار الأسد".
وأضاف: "رغم توقعاتنا بحصول تحركات عسكرية، إلا أن التطورات حدثت بسرعة كبيرة بشكل لم يكن متوقعًا، ولم يتمكن الجيش السوري من المقاومة كما كان متوقعًا. حتى الرئيس بشار الأسد نفسه لم يكن يتصور أن يكون أداء الجيش بهذا الشكل".