استقبل قائد الثورة الاسلامية، سماحة آية الله السيد علي الخامنئي اليوم ناشطين في القطاع الخاص في حسينية الإمام الخميني (رض).
وتحدث خلال هذا اللقاء 10 من نشطاء القطاع الخاص بحضور قائد الثورة، وبعد ذلك القى سماحته خطابا في الاجتماع.
وقال آية الله الخامنئي في كلمته: "نحن بحاجة إلى عمل إعلامي كبير. هل يعلم شبابنا وطلابنا بهذه التطورات التي تناولتموها هنا والتي سمعنا عنها؟ من يريد العمل في البلاد، ويحدث تأثيرًا، ويرى إمكانات في نفسه، هل يعلم أنه من الممكن إنشاء وحدة صغيرة، على سبيل المثال، في مدينة صغيرة، وبعد فترة من الوقت، زيادتها عشرات المرات؟ فهل هم على علم بهذا التقدم؟".
واكد سماحة القائد: "نحن متخلفون في تصوير و ابراز "التقدم وتحقيق الامنيات... القيام بعمل اعلامي كبير امر ضروري ينبغي أن يجلسوا لمناقشته والتفكير فيه".
وفي إشارة إلى حضوره معرض رواد التقدم أمس الثلاثاء، تابع قائد الثورة: "رأيت معرضاً أمس، وهو وإن كان يعرض جزءاً صغيراً من واقع البلاد، إلا أنه أظهر أن القطاع الخاص، على الرغم من الضغوط الخارجية والعقوبات والتهديد بفرض عقوبات أخرى، استطاع الوصول إلى مستوى مقبول من التقدم".
كما انتقد نهج بعض الشركات في زيادة واردتها من الخارج وقال: "يشعر الإنسان بالخجل حين يسمع أن الرقم المالي لواردات مصنع ما أعلى بنحو ثلاثين أو أربعين في المائة من الرقم الخاص بصادرات هذا المصنع من منتجاته وهذا يعني وجود منافس للعمال الإيرانيين والمستثمرين الإيرانيين"!
وشدد على انه يجب على الجهات الحكومية أن تعمل على إزالة العوائق أمام القطاع الخاص، مثل بعض القوانين واللوائح، مضيفا: "إن أحد الأمثلة المهمة على إزالة العوائق أمام الإنتاج هو تنفيذ سياسات المادة 44 التي لم يتم تنفيذها بشكل صحيح. وكان هذا أحد أسباب التدهور الاقتصادي للبلاد في السنوات الماضية".
وقال آية الله الخامنئي: "إن النمو بنسبة 8% في عام واحد لا يصنع المعجزات، لكن يجب أن يكون مستمراً ويجب توزيع فوائده بشكل عادل حتى يكون له تأثير ملموس في حياة الناس". وأضاف: يجب الاستفادة القصوى من المشاركة في المنتديات مثل مجموعة البريكس."
واعتبر قائد الثورة الاسلامية، إزالة الدولرة من المعاملات التجارية أمرا ضروريا وقال: "إن هذا العمل الذي يبحث عنه رئیس الجمهوریة أيضاً هو عمل كبير ومهم و خطوة حاسمة في الحرب الاقتصادية وعلى البنك المركزي توفير الأرضیة لتخصيص عملات أخرى مضیفا أن القيام بهذا الإجراء سيكون له ردود أفعال، لكنه سيجعل البلد أقوى".
وأشار سماحة قائد الثورة الاسلامية في قسم اخر من خطابه الى تصريحات الرئيس الامريكي الذي زعم ان ايران أصبحت ضعيفة وقال: "أعلن ذلك الحالم المتوهم أن إيران أصبحت ضعيفة؛ المستقبل سيظهر من أصبح ضعيفا... كان صدام يعتقد أيضا أن إيران أصبحت ضعيفة، فبدأ الهجوم عليها. كما قدم ريغان مثل تلك المساعدات الكبيرة لنظام صدام، بوهم ان إيران ضعيفة".
وصرح سماحته: "لقد هلكوا وعشرات من الواهمين الآخرين، ولكن النظام الإسلامي نما يوما بعد يوم، وأقول لكم أن هذه التجربة سوف تتكرر هذه المرة أيضًا بفضل الله".
وأشار الى انتصار المقاومة الفلسطينية امام الوحش الصهيوني وقال سماحته: "قلنا أن المقاومة حية وستبقى حية... لقد انتصرت غزة، وأظهرت المقاومة أنها ستبقى على قيد الحياة. ما يحدث أمام أعين العالم أشبه بقصة خيالية"، مضيفا: "لو كنا نقرأ هذا الانتصار في التاريخ، لكنا نشك وماكنا لنصدق أن آلة حربية ضخمة مثل أمريكا تأتي لمساعدة حكومة مستبدة متعطشة للدماء مثل الكيان الصهيوني الذي قتل 15 ألف طفل على مدار عام وبضعة أشهر وتزود هذا الكيان بقنابل خارقة للتحصينات لقصف دور الأطفال والمستشفيات ورغم كل هذا لن يتمكن الكيان تحقيق اي من اهدافه".
وتابع آية الله الخامنئي: "هذا ما حدث اليوم أمام أعيننا. لقد منحت أمريكا كل مواردها للكيان الصهيوني، الذي لو لم تقدمه له لكان قد انهار في الأسابيع الأولى. وعلى مدى عام وثلاثة أشهر ارتكبوا كل الجرائم التي استطاعوا ارتكابها: تدمير المستشفيات، المساجد، الكنائس، المنازل، الأسواق، أماكن التجمعات، وكل هذه الجرائم وقعت في قطعة صغيرة من الأرض مثل غزة".
وشدد قائد الثورة الاسلامية: "انه اعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني ان هدفهم هو القضاء على حماس، لكن الآن، جلس نفس الكيان الصهيوني الظالم، على طاولة المفاوضات وقبل بشروط "حماس" التي اراد تدميرها، وتفاوض معها لوقف إطلاق النار. وهذا يعني أن المقاومة حية. وهذا هي السنة الإلهية"، مضيفا: "حيثما وجدت المقاومة فإن انتصار عباد الله الصالحين مؤكد".
