استقبل قائد الثورة الاسلامية "آية الله العظمى السيد علي الخامنئي"، الیوم الثلاثاء، جمعا من مسؤولي البلاد، الى جانب ممثلي وسفراء الدول الاسلامية.
ويأتي هذا اللقاء احتفاء بذكرى "المبعث النبوي الشريف"، اليوم الثلاثاء 28 كانون الثاني / الموافق 27 رجب، 1446 للهجرة.
وقال سماحة قائد الثورة الاسلامية خلال كلمة له القى في هذا اللقاء: "ان قضية الدين والبعثة هي قضية مستمرة وأبدية، وهذا يعني أن بركات البعثة يمكن التمتع بها في جميع الفترات....أن مبعث الرسول (ص) هو عيد حقيقي لأحرار العالم ويمكن الاستفادة من بركات هذه البعثة في كل المراحل إذا طبقنا العقل والإيمان، سيكون هناك إلهام وحركة وتحول في واقع الحياة وفي عقولنا".
وأوضح سماحته: "نفس التحول الذي حدث في بداية البعثة، فتولى النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم بنفسه زمام المبادرة وجاء إلى مركز الميدان وقام بالعمل بنفسه بذلك الجهد الذي لا يوصف، وهذا في كل الأوقات متناسب مع الجنس البشري، ورغم بعدنا عن تلك القمة العظيمة - فهذا من الممكن، ولكن ما هي الشروط؟ الشرط هو أن نستخدم ذلك العاملين اللذين اتبعهما الرسول الاكرم وهما: العقل والإيمان".
وأضاف أن ذكرى البعثة النبوية هذا العام تتزامن مع ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، ونأمل أن تكون حركة الثورة الإسلامية، والحركة التي نقودها، وهدف مؤسس هذه الحركة الامام الخميني رضي الله عنه هو اتباع نهج الرسول صلى الله عليه وسلم. وستستمر المهمة إن شاء الله على هذا المنوال وتتقدم في طريقها.
واكد آية الله الخامنئي: "إذا استخدمنا العقل والإيمان، سوف تنشأ البعثة، وسوف تنشأ الحركة، وسوف يحدث التحول. إن التحول في العقل يخلق تحولاً في واقع الحياة، ويتم حل المشاكل، وتصحيحها. وهذا هو الدرس الذي ينبغي أن نتعلمه من هذه المهمة".
وتابع قائد الثورة: "نظام الحياة يرتكز على فكرة الموجودة لدى من يحكم الحياة. إذا حدث التحول الفكري والإدراكي والفهم للكون والوجود عند البشر والمجتمعات فإن الأنظمة السياسية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية سوف تنشأ وتتشكل على أساسه".
وأضاف: "رسالة الرسول الأعظم (ص) بارزة في هذا المجال. الآن، هناك جوانب عديدة للنبوة تميزها عن سائر الأحداث، وهي ليست موضوع بحثنا. ولكن بعثة الرسول الاكرم(ص) استثنائية في هذه الخاصية بالذات. فالتحول الذي أحدثته، من حيث الأفكار، والسلوك، والمجتمع والبشر بمرور الوقت كان استثنائيا".
وأشار قائد الثورة إلى أننا نشهد اليوم ثلاث مراحل من الاستعمار، وقال: "إن هياكل القوى الشريرة في العالم تتطلع إلى الثروات الطبيعية للدول والشعوب وثقافتها الأصيلة وهويتها الوطنية والإسلامية. ويسعون إلى تدميرها والاستيلاء عليها، وأمريكا في مقدمة هؤلاء".
وأكد سماحة آية الله الخامنئي: "إن ما يحدث اليوم هو الوصف الدقيق للاستعمار والغطرسة الأميركية، وأميركا واقعة تحت تأثير القوى المالية الرائدة في العالم".
وأشار قائد الثورة الى امثلة عملية من استمرار البعثة النبوية وقال: "أن حركة المقاومة هي تعبير عن نفس بعثة النبي(ص)...إن المقاومة التي بدأت من إيران الإسلامية أيقظت الشعوب الإسلامية. لقد أوصلت بعض الدول الإسلامية إلى الميدان، وأيقظت الدول الإسلامية عامة، وأيقظت ضمائر كثير من غير المسلمين وعرفت نظام الهيمنة حيث لم يكونوا الكثيرون يعرفون نظام الهيمنة".
وأضاف: "انظروا إلى غزة، تلك المنطقة الصغيرة المحدودة، هي التي أرغمت الكيان الصهيوني المدجج بالسلاح والمدعوم بالكامل من قبل الولايات المتحدة على الركوع. غزة هي التي اجبرت الكيان الصهيوني على الخضوع امامها. هل هذه مزحة؟ هذا هو جوهر المقاومة، هذا هو الإيمان والعقل، وهذا تلاوة آيات القرآن الكريم. هذا هو الإخلاص لله. وهذا هو الإيمان بـ (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ).
وأضاف آية الله الخامنئي: "إن حزب الله الفخور قد خسر شخصية مثل السيد حسن نصر الله، وهذا ليس سهلا، حيث ان اشخاص عظيمة مثل الشهيد السيد حسن نصر الله رضي الله عنه في العالم قليل جدا... لقد فقد حزب الله مثل هذه الشخصية وظن الأصدقاء والأعداء أن حزب الله قد انتهى، ولكنه أظهر أنه لم ينته بعد، بل في بعض الحالات زادت دوافعه واستطاع أن يقف في وجه الكيان الصهيوني".
وأشار إلى أن المخاطب بهذا البيان اليوم هو نحن جميعا، الحكومات الإسلامية، والأمم الإسلامية، نحن جميعا مخاطبون، وقال: "يجب أن نعلم أنه إذا طلبنا شيئا في الدنيا أو رجونا فضل الله في الآخرة، فإننا لا نستحق شيئا من الدنيا وعلينا أن نعمل ذلك وفقاً لمفهوم الرسالة ومتطلباتها، وأن نثبت على خطاها: (ومن كان يريد العزة فلله العزة جميعا).
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: "الكرامة تعني أن يكون للإنسان وضع لا يستطيع فيه أي عامل خارجي أن يؤثر عليه سلباً، هذه هي الكرامة. «إن العزة لله جميعاً»... لا يمكن للعدو، ولا للعوامل المختلفة - الفكرية، والعقلية، والخارجية، والجسدية، والروحية - أن يكون لها تأثير عندما تكون الكرامة موجودة. أو في الآية الكريمة: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} فإن كان هناك إيمان فأنتم الأعلون".
وشدد آية الله الخامنئي: "يجب أن نعلم أن وراء الابتسامات الدبلوماسية توجد عداوات خفية وباطنية وأحقاد خبيثة. فلنفتح أعيننا ولنكن حذرين فيمن نلتقي به، ونتعامل معه، ونتحدث إليه".