۱۰۳مشاهدات
تقرير خاص لـ "تابناك"؛

عملية "السور الحديدي" في الضفة الغربية؛ الأهداف والدلالات

أعلن جيش الاحتلال الصهيوني، قبل حوالي أسبوعين، عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق تحت عنوان "السور الحديدي"، شمال الضفة الغربية وتحديداً مخيم جنين الذي يعد رمزاً للمقاومة في المنطقة".
رمز الخبر: ۷۰۹۶۷
تأريخ النشر: 04 February 2025

القسم الدولي لموقع "تابناك": منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع بداية حرب غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيداً غير مسبوق في هجمات الاحتلال الإسرائيلي والمواجهات بين المقاتلين الفلسطينيين والجنود الصهاينة. كما تكثفت منذ هذا التاريخ عمليات المقاومة في الضفة الغربية بشكل ملحوظ رداً على جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وبشكل عام كانت الضفة الغربية مثل غزة بؤرة للصراع بين الفلسطينيين والصهاينة.

السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، والتي تلعب دور وكيل تعبيد الطرق للمحتلين في الضفة الغربية، شاركت بشكل مباشر في العديد من العمليات العسكرية والأمنية التي نفذها الاحتلال، وخاصة ضد المخيمات في شمال الضفة الغربية، وأبرزها مخيم جنين، وبالتنسيق الكامل معهم. وقد تحرك الصهاينة، وبالطبع هذه العملية مستمرة.

لكن بعد وقت قصير من سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 21 يناير/كانون الثاني، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية واسعة النطاق ضد شمال الضفة الغربية، حيث تم استهداف مدينة جنين ومخيمها بشكل مكثف في البداية وانتشرت الهجمات إلى مناطق أخرى، حيث توسعت أيضًا المناطق الشمالية من الضفة الغربية، بما في ذلك طولكرم وطوباس.

استشهد 25 فلسطينياً في جنين وواحداً في طولكرم خلال الأسبوعين الماضيين، وتشير التقارير الواردة من الضفة الغربية إلى تفجيرات غير مسبوقة ومتواصلة لمنازل الفلسطينيين في مخيمي جنين وطولكرم، كما فجر الجيش الصهيوني ما لا يقل عن 100 منزل فلسطيني في المخيم. وفي هذا السياق، من الضروري دراسة الأبعاد والأهداف المتعددة للصهاينة في حملتهم الواسعة في الضفة الغربية بعد وقف إطلاق النار في غزة.

أبعاد مختلفة للعمليات العسكرية الصهيونية في الضفة الغربية

في 28/8/2024 أعلن جيش الاحتلال الصهيوني عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق شمال الضفة الغربية وتحديداً مخيم جنين الذي يعد رمزاً للمقاومة في المنطقة، مع استمرار الهجمات على قطاع غزة. وهي أكبر عملية عسكرية للنظام في الضفة الغربية منذ عام 2002. واستمرت هذه العملية الصهيونية الضخمة لعدة أسابيع، وفي النهاية أجبروا على التراجع. بعد يومين من بدء تطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء عملية الجدار الحديدي في الضفة الغربية.

تحمل العملية الواسعة التي يشنها الاحتلال في شمال الضفة الغربية خلال الأسبوعين الماضيين أبعاداً أمنية وسياسية ونفسية عديدة، ما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه العمليات ومدى نجاحها في تحقيقها. ورغم ادعاءات الاحتلال بأن العملية نفذت لأغراض أمنية فقط وملاحقة عناصر المقاومة، إلا أن هناك أدلة كافية تشير إلى أن الصهاينة يسعون إلى تحقيق أهداف أخرى تتجاوز الأبعاد الأمنية.

البعد الإعلامي والسياسي للحملة الصهيونية في شمال الضفة الغربية

ومن الواضح أن الحاجة الأمنية لتنفيذ مثل هذه العملية مبالغ فيها، ومن خلال هذه التحركات تسعى حكومة نتنياهو بالدرجة الأولى إلى إصلاح صورتها المهشمة في نظر الرأي العام الصهيوني بعد فشل عملية 7 أكتوبر ويعاني الجيش الإسرائيلي أيضًا من أزمة ثقة داخلية عميقة، وبعد أحداث عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، تراجعت ثقة الصهاينة في الجيش وجميع المؤسسات العسكرية للنظام. لقد انخفض بشكل كبير.

ولذلك يسعى جيش الاحتلال من خلال عمليات مثل الهجوم على الضفة الغربية إلى إثبات قدرته على تسجيل إنجازات رمزية من أجل إعادة الشعور بالأمن المفقود إلى المجتمع الصهيوني. وتعكس الحملة الإعلامية التي أطلقها النظام الإسرائيلي بالتزامن مع هذه العملية ضد شمال الضفة الغربية أيضاً استراتيجية متعمدة لتعظيم عرض الإنجازات.

وتستخدم وسائل الإعلام الصهيونية مصطلحات مثل "تدمير خلايا إرهابية خطيرة" و"ضرب بنية المقاومة" لتبرير الهجمات الصهيونية الوحشية على شمال الضفة الغربية، دون أي دليل ملموس على التأثير الحقيقي طويل الأمد لهذه الهجمات.

فشل الأهداف الأمنية الصهيونية في الضفة الغربية

ورغم الحملة الواسعة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، فإن العديد من التقارير في وسائل الإعلام التابعة للنظام تشير إلى أنه لم يطرأ أي تغيير جوهري على المعادلة الأمنية في الضفة الغربية. وتظهر التجربة أيضاً أن عمليات المقاومة والمناهضة للصهيونية في الضفة الغربية لا تتوقف بعد تصاعد الهجمات الصهيونية، بل تتوسع أيضاً. لأن المقاومة في الضفة الغربية أصبحت أكثر مرونة وتنظيماً، وهذا يحد من قدرة المحتلين على احتواء المقاومة في الضفة الغربية.

إن الإحصائيات المتعلقة بعمليات المقاومة في الضفة الغربية، خاصة في الأشهر الأخيرة، وكذلك مستوى فعالية هذه العمليات، هي أفضل دليل على فشل النظام الصهيوني المستمر في مواجهة الوضع الأمني والمقاومة في هذه المنطقة.

رایکم
آخرالاخبار