
صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في رسالته بمناسبة حلول العام الجديد 1404 والنوروز قائلاً: "نحن بحاجة إلى تغيير في النظرة، والوحدة، والانضباط الداخلي، وتجنب التعددية القطبية، للوصول إلى أهداف وطننا والتطلعات التي قدمها قائدنا العزيز. وبالطبع، فإن إقامة علاقات جيدة في جميع المجالات مع الدول الجارة تأتي في أولويتنا، ثم مع جميع دول العالم، لإقامة عالم مليء بالسلام والأخوة والإنسانية، بعيداً عن الرعب والمجازر والقتل الوحشي على يد المجرمين والمستبدين. من أجل هذا الهدف، سنعمل خلال أيام العام الجديد على أن نكون دائمًا في تجدد."
وفي ما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل الحول والأحوال، حول حالنا إلى أحسن الحال.
بمناسبة حلول العام الجديد و قدوم اليوم الجديد في ليلة القدر، أُحيّي جميع الإيرانيين في داخل الوطن وخارجه، في كل مكان من العالم، وكذلك جميع جيراننا وشعوب المنطقة التي تحتفل بعيد النوروز، وأتمنى لهم السلام والصداقة والفرح.
أرسل تحياتي إلى جميع أبناء وطننا العزيز الذين يجلسون على مائدة "السبعة سينات" في بيوتهم أو أماكن عملهم أو مهامهم، إلى جانب عائلاتهم أو بعيدًا عنهم.
النوروز وليلة القدر هما شعاعان من نور واحد، وجليتان من حقيقة واحدة؛ حقيقة التحول ونور التغيير الذي يحدث في تقديرنا.
القرآن هو كتاب الحياة، كتاب إخراج الناس من الظلام إلى النور، من الجهل إلى الوعي، من الكبر والكسل إلى العمل والنشاط، وإرساء الحق والعدالة في المجتمع. واليوم، مع جميع المشاكل التي نواجهها في بلدنا، يجب علينا في ليالي القدر أن نتخذ قرارًا بأننا في أي مكان كنا، سنغير المسار في الاتجاه الصحيح. وعندها سيكون القرآن مرشدنا لتحقيق ذلك، وستكون جميع الملائكة والأرواح معنا، حتى نتمكن من تمزيق الستار الأسود ونصل إلى الفجر والنور.
النوروز، أيضًا، من هذه الرؤية، سيفتح لنا يومًا جديدًا وفصلًا جديدًا، وكما جاء في وصية مولانا علي (عليه السلام) إلى مالك الأشتر: "لا تنقض سنّةً صالحةً عمل بها صدور هذه الأمّة، واجتمعت بها الألفة، وصلحت عليها الرعيّة"، يجب أن لا نكسر السنن الطيبة التي عمل بها كبار الأمة، والتي تجعل الناس في حال أفضل وتسبب التقارب والانسجام والصداقة بينهم. وبلا شك، يعد النوروز من هذه السنن الطيبة التي جاءت من تاريخ إيران وأكدها دين الإسلام.
نحن في هذه الليالي نبقى مستيقظين، لكي نطهر روحنا وجسدنا، ونصبح إنسانًا جديدًا، وفي يوم جديد نصل إلى قدرنا كما هو مقدر. لكن قدرنا وقدر وطننا ليس هنا حيث نقف؛ قدرنا وتقديرنا أعلى وأسمى من وضعنا اليوم.
ليلة القدر هي ليلة رائعة، من جهة هي ليلة السعادة الروحية الناتجة عن سماع صوت الله ونزول كلام الله القرآن الكريم، ومن جهة أخرى هي ليلة الحزن لشهادة مولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، الذي كان صوت العدالة الإنسانية. هو الذي صمت لمدة 25 عامًا من أجل الوحدة، وكافح لإقامة حكومة عادلة، وفي النهاية استشهد من أجل العدالة. لكن عدل علي كان على هذا النحو العظيم، حتى في لحظة شهادته أمر أن يُعامل قاتله بالعدالة.