شبکة تابناک الأخبارية: "لو کان الفقر رجلا لقتلته” ، تلک هي اقوى العبارات التي قيلت للتعبير عن الفقر وما يلحقة بالمجتمعات ، لأن الفقر له من الاثار السيئة في السلوک، التي قد تنتج للمجتمعات افرادا تمتهن السرقة والقتل وبيع الحرمات، وهي من الامور التي تترک اثرها السئ على الفرد والمجتمع.
یوم أمس، حيث کانت الساعة تشرف على الخامسة مساء وفي اعتصام للصحفيين امام مجلس الاعيان في عمان للاحتجاج على المادة 23 من قانون مکافحة الفساد، احتشد من اراد ان يقف مع الصحافة للتعبير عن رفض تلک المادة.
المفاجأة کانت ان هناک من وقف وألبس الاطفال عبارات للبيع وهم بحالة حزن ارتسمت على تلک الطفولة التي نقتلها کل يوم علامات کثيرة لمن اراد ان يقرأ ويمعن في القراءة، کلها کانت بخط کبير لا يحتاج الى نظارة طبية لتعرف حالة البؤس التي رسمها هذا الفقر اللعين على وجوه اطفال، وعيونهم تبحث عن معين بين المعتصمين لعله يقف ويتبنى قضيتهم التي هي قضية شعب کامل يعاني من الجوع والفقر وهناک من يقف ليدافع عن الفاسدين ويصدر لهم القوانين لکي يحميهم.
"للبيع”، هذا الشعار الذي بيعت من اجله مقدرات الوطن، فجاء احمد المصري من محافظة عجلون الاردنية وتحديدا من لواء کفرنجة ليعبر بطريقة تحفز المشاعر لدى من يقول انه ينتمي للانسانية، لينصف اطفاله من جوع وفقر يدق اجساد اطفاله، فکانت تلک الصرخة من اب فجع بالکثير من الامور، اولها ضياع مصدر رزقه وهو مخبز، حاملا ملفات يعرضها على الموجودين ويکمل وهو يتلعثم بالکلمات التي تخرج نزف القلوب ، ليکمل ان زوجته التي ادخلت بحالة ولادة الى احد المستشفيات ماتت حسب قوله "بخطأ طبي”.
واشار الى احد اطفاله وهو حسين الذي يبلغ من العمر عامين، قائلا: "هذا هو ابني الذي فقد امه خلال الولادة”، ويستمر مسلسل الفقر في عائلة احمد المصري ويدخل معه المرض الذي اصاب رب تلک الاسرة ليفقده القدرة، حسب قوله، على العمل ليبدأ مشوار طرق الابواب ولکن انعدمت الاستجابة من المسؤولين لانقاذ تلک العائلة من الجوع والفقر والحرمان.
"والله بمال الدنيا ما ابيع اظفر من اطفالي”
"إبراهيم 18 عاما للبيع ، علي 12 عاما للبيع ، ضامن 9 اعوام للبيع ، سليمان وأحمد 4 سنوات للبيع ، حسين وهو الطفل الصغير يبلغ عامين للبيع وابنتان للبيع”، احمد فاجأ الجميع عندما قال: "والله بمال الدنيا ما ابيع اظفر من اطفالي، ولکن اردت ان يعلم الجميع بقصتي التي سعيت من ورائها الى ان ألبس اطفالي عبارات للبيع ، فقط للفت الانتباه لنا ولنقول ان الجوع کافر. وقد جعل الله تعالى للفقراء نصيباً في الزکاة، ويُعطى الفقير تمليکاً، ويُعطى حتى يغتني، ويزول فقره، قال تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاکِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَکِيمٌ ) التوبة/60 ، وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ )”.