لا يزال الاحتلال الاسرائيلي يعيش القلق والتوتر على الحدود الشمالية بانتظار رد المقاومة على استشهاد أحد مقاتليها قبل نصف عام في غارة صهيونية في سوريا، هذا القلق والتوتر يعسكه استمرار حالة الاستنفار التي يعيشها جيش الاحتلال عند الحدود مع لبنان في ظل تقدير الاستخبارات الصهيونية حول ما وصفته استعداد حزب الله للدخول في جولة مواجهة محدودة مع جيش الاحتلال، لتثبيت معادلات الردع التي فرضها على الصهاينة في السنوات الاخيرة.
وقالت مذيعة في القناة 11 الصهيونية "مر نصف عام منذ مقتل عنصر من حزب الله في هجوم نسوب الى اسرائيل في سوريا والجيش الاسرائيلي يواصل الاستعداد لسيناريو الثأر، وفي الاسبوع الفائت قدرت الاستخبارات ان الامين العام لحزب الله سيحاول العمل ضد اسرائيل وقبل اسبوع رافق مراسلنا فرقة الجليل في مناورة تحاكي جولة قتال مع حزب الله."
من جانبه، قال المقدم يونتان مئير من الكتيبة 81 في اللواء 7 "انت ترى هنا في موقع متقدم حيث ترى خلفان المستوطنات التي نحميها ومن هنا من الجانب الاخر ترى اشخاصا على بعد مسافة قصيرة تستيطع القول انهم اشخاص غير عاديين .. وهم يستخدمون البنى المدنية من اجل جمع المعلومات عن قواتنا والتجول قرب السياج وهم يصلون الى اماكن قريبة جدا... هناك توتر في المنطقة ونحن نرى حزب الله يحاول ويدرس وضع انتشار قواتنا".
وترافق التوتر الصهيوني الواضح على الحدود، مع تسرب المزيد من المعلومات حول تقدير الاستخبارات لطبيعة المواجهة ان وقعت على الجبهة الشمالية وكيف ستنعكس على الصهاينة خصوصا في الجبهة الداخلية.
الى ذلك، قالت مسؤولة سابقة في الاستخبارات الصهيونية، اورنا مزراحي ان "العدو في الحرب المقبلة لن يكون جهة منفردة انما كل المحور المتواصل جغرافيا من ايران الى العراق وسوريا حتى لبنان حيث يمثل حزب الله راس حربته .. المتغير الآخر وهو الوسائل القتالية المتطورة الموجودة اليوم بيد العدو وهي قدرات دفاعية وهجومية متقدمة وعلى رأسها ترسانة الصواريخ المتطورة بما في ذلك صواريخ جوالة وصواريخ بعيدة المدى وذات قدرة دقة عالية وطائرات مسيرة وصواريخ بر بحر وكذلك علينا ان ننتظر مختلف المفاجآت الاضافية... وبناء على ذلك فإن الحرب المقبلة ستمثل تحديا جوهريا للجبهة الداخلية التي ستكون ساحة حرب اضافية وكل اسرائيل ستكون مكشوفة امام هجمات الصواريخ".
وركّز التقدير الاستخباري على أن الحياة العامة والاقتصادية الصهيونية ستصاب بشلل كامل في الحرب المقبلة وان حزب الله وايران سيمارسون حربا على الوعي لضرب معنويات المجمتع الصهيوني اثناء الحرب، وانه لن يكون امام المستوطنين مكانا يفرون اليه امام الصواريخ التي ستطال كل مساحة الكيان، وان حزب الله سيهظر مجددا من خلال اي مواجهة كحامي للبنان.