وتحدثت مصادر سورية واسرائيلية يوم أمس الأربعاء عن إبرام صفقة تبادل أسرى بين الجانبين برعاية مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتضمن الإفراج عن أسيرين سوريين مقابل الإفراج عن معتقلة إسرائيلية.
والأسيران السوريين هما الأسير ذياب قهموز والأسيرة نهال المقت وكلاهما من الجولان السوري المحتل، فيما لم ترد معلومات مفصلة عن اعتقال المستوطنة الاسرائيلية سوى أنها دخلت الأراضي السورية بالخطأ وتم اعتقالها.
وفي بداية المفاوضات مع الأسيرين السوريين كان العرض المقدم لهما أن يتم إطلاق سراحهما إلى سوريا وليس الى الجولان المحتل، وهو ما رفضاه بالمطلق. وبعد مفاوضات تم إطلاق سراح نهال المقت إلى قريتها مجدل شمس بالجولان المحتل، فيما تعقدت المفاوضات مع الأسير القهموز.
وكانت المقت تقضي فترة محكوميتها البالغة سته أشهر، وبقي على احتجازها شهرين فقط، حيث تم الإفراج عنها يوم أمس ووصولها إلى منزلها في قريتها مجدل شمس.
وفيما يتعلق بالأسير قهموز، فقد ورد في بيان لنادي الأسير يوم أمس أن المفاوضات بين "اسرائيل وبين الأسير، بحضور ممثل روسي، فشلت في الوصول الى حلّ بعد أن رفض الأسير بالمطلق الإفراج عنه لقضاء ما تبقى من حكمة في العاصمة السورية وأصر على الإفراج عنه إلى قريته الغجر بالجولان المحتل".
وقالت مصادر في النادي، بحسب ما وصلهم من سجن النقب، أن الأسير لا يزال حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم الخميس في قسمه في السجن، متوقعا أن يتم استدعائه من جديد للتفاوض معه.
والأسير قهموز (34 عاما) معتقل منذ العام 2016 وحكم عليه بالسجن 16 عاما، بتهمة التخابر مع حزب الله في لبنان، حيث قالت مصادر عبرية أنه متهم بتهريب متفجرات حصل عليها من حزب الله إلى "إسرائيل" من لبنان والتخطيط للقيام بعمليات تفجيرية ضد مواقع عسكرية في الكيان، وترافق الحكم بغرامية مالية قدرها 120 ألف شيكل.
وفيما يتعلق بالمستوطِنة الإسرائيلية، فلم تذكر المصادر الإسرائيلية أي معلومات عنها سوى أنها تسكن مستوطنة موديعين علييت الدينية المقامة على أراضي المواطنين غربي رام الله، وكانت قد عبرت الحدود السورية عبر القنيطرة وتم اعتقالها، فيما رجحت مصادر إعلامية عبرية أن يتم إطلاق سراحها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي خضم ذلك، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء امس على أنباء إجراء ما وصفه بـ"صفقة إنسانية" بين الكيان الإسرائيلي وسوريا، بوساطة روسية. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي، "نعمل على إنقاذ الأرواح. أستغل علاقاتي الشخصية مع الرئيس بوتين لحل المشكلة، ونحن الآن في خضم اتصالات حساسة"، مشدداً على أنه يتم إجراء الصفقة بـ "بتكتم ومسؤولية" في محاولة "لمعالجة هذه المسألة"، مضيفا: "أعتقد أننا سنحلها".
وعن نهال المقت المفرج عنها، فهي خضعت لاعتقال قسري وظالم خلال الفترة الماضية، حيث بعد حكم من قوات الاحتلال بثلاثة أعوام (مع وقف التنفيذ)، قالت "كان عليّ أن أكون تحت المراقبة لمدة عام مع الأشغال لمدة 6 أشهر، تم تمديدها إلى 8 أشهر."
وأضافت يوم أمس في مقابلة مع الإخبارية السورية عقب إطلاق سراحها: "خلال عام المراقبة كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم باستدعائي بأي وقت يريدونه، وأينما أكون.. وقد كنت خاضعة لمنع كامل من الظهور على وسائل الإعلام."
كما أوضحت الأسيرة المفرج عنها أنه "كان عليّ يومياً أن أنزل من الخامسة صباحاً إلى فلسطين المحتلة، لأوضع في منزل مغلق تماماً ومكوّن من 3 طوابق ويتم التحقيق معي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن أعود إلى البيت... الآن تم تحريري من كل ذلك دون أي قيد أو شرط بفضل قيادتنا الحكيمة، وأحيي الجيش العربي السوري والشكر الكبير للسيد الرئيس بشار الأسد على وضعهم قضية الأسرى في سجون المحتل في أولى أولياتهم، وخصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن،" متمنية الحرية لكل الأسرى وحرية الجولان العربي السوري والاراضي المحتلة.